فهد ديباجي يكتب:

الإخوان والدعم التركي

يلاحظ الجميع في إعلام وقنوات الإخوان، المدعومة من تركيا، أن خطابها الإعلامي يميل إلى لعب دور الضحية.. مع الضغط على إخراج مَن لم يقف معهم، خصوصاً خصومهم من صفة "إسلامي"، لتكتمل حلقة إخراج أعدائهم من الإسلام وترسيخ ذلك في الأذهان. 

هم الإسلاميون ومن يحاربهم من مثقفين وحكومات غير إسلاميين، بدأوا بشيطنة الآخرين والمثقفين والكُتاب، وكل من لا ينتسب إليهم حتى وصلوا إلى شيطنة الحكومات، ووضعوا أنفسهم كممثلين للإسلام الأوحد، بتعليق كلمة إسلامي على كل شيء يصدر عنهم، وأصبحوا هم الإسلام وما عداهم ليس من المسلمين، وعملوا على تشويه وهدم المرجعيات والمؤسسات الدينية الوسطية المعتدلة؛ عبر تشكيك الناس في مصداقيتها، وبالتالي خلق كيانات موازية تساعدهم على تحقيق مآربهم الدنيئة، واستغلال الخطاب الديني في تنفيذ مخططاتهم وأطماعهم.

استغلت جماعة الإخوان، بدعم تركي خالص، مساحة الحريات في الغرب بشكل سلبي لنشر الكراهية والبغضاء، حيث حوّلت كثيراً من "المراكز الدينية" إلى بؤر لإثارة النعرات الدينية والطائفية والسياسية، فيما انطلق عدد آخر من تلك الجماعات لتأسيس أحزاب إسلاموية في المجتمعات الأوروبية، وبهذا تحوّلت هذه "المراكز الدينية" من ملاذ للمسلمين الأوروبيين؛ من أجل الحفاظ على هويتهم وثقافتهم الإسلامية، وتساعدهم على الاندماج الإيجابي في مجتمعاتهم، إلى مراكز حاضنة للتطرف . 

لا شك أن بعض المخاوف التي تنتشر في الغرب من أهدافها: تحقيق مكاسب سياسية غير مقنعة على حساب الإسلام، أو أن بعضهم لا يفهمون المعاني السامية الحقيقية للدين الإسلامي، لكن الأكيد والمؤكد بالنسبة لي أن "الراديكالية الإسلاموية" المتمثلة في الإخوان وأردوغان، بكونهما شوّها الإسلام ودور المساجد في الغرب، وهما الأساس في سرقة الإسلام وتفاقم وتأجيج وصناعة "الإسلاموفوبيا" بهدف ترويج أجندتها، وهما سبب كراهية الإسلام ونشر صورة سلبية عنه، فخطر الخلايا الموالية لأردوغان والإخوان لا يقل عن داعش والقاعدة، بل يرى خبراء في "الإسلام السياسي" أنّ حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أسهمت خلال السنوات الأخيرة عبر سياساتها التحريضية في تفاقم ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في الغرب، وأن أردوغان يُذكي هذه الظاهرة، بينما يدعي محاربتها، وهو ما يعبر عن الازدواجية في سياسات الرئيس التركي التي تتخلّل أقواله وأفعاله، والتناقض السافر بينهما، فمن المثير للسخرية "أن من ينشر الإرهاب والتطرّف، ويدفع المجتمعات الغربية لمعاداة الإسلام، هو من يدعي أنه يواجه التطرف، ويدّعي الدفاع عن المسلمين ضدّ العدوانية والعنصرية والكراهية".