فهد ديباجي يكتب:
"الحوثي".. أداة إيرانية مسلوبة الإرادة
الاعتداءات الإرهابية الحوثية على الإمارات والسعودية مؤخرا تؤكد تحول الحوثيين إلى تهديد يتجاوز الصراع داخل اليمن.
لقد صار "الحوثي" الإرهابي وكيلاً إقليمياً واضحا للجميع يخدم الأجندة الإيرانية، فمليشيا "الحوثي" أداة إيرانية مسلوبة الإرادة السياسية، فالقرار الإيراني ينفّذه الحوثيون دون نقاش أو تحفّظ، إنهم يلعبون لعبة إقليمية خطرة لصالح إيران دون الإلمام بقواعد وتفاصيل ما يقومون به ونتائجه، التي جعلتهم مبدئيا في مرمى إدانات المجتمع الدولي، مستنسِخين نموذج "حزب الله" الإرهابي في لبنان، ليكون هناك "حزب الله" إيراني آخر يتكون في الجنوب على البحر الأحمر.. وهذا تهديد إرهابي للعالم كله وليس المنطقة فقط.
إيران، من خلال وكلائها وأعمالهم الإرهابية، ليس لديها أي نية للسلام أو التراجع عن طموحها في التوسع عبر توظيف الإرهاب في دول المنطقة بما يخدم مصالحها، من هنا صار مواصلة الحديث عن فرص سلام لوقف الحرب عبثا، خاصة بعد ارتفاع مستويات التهديد الحوثي خلال الأسابيع الماضية، والذي ردّت عليه قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، بشكل حاسم، وستستمر في مهامها حتى يعود اليمن لليمنيين.
ويمكن تفسير التصعيد، الذي لجأت إليه مليشيا الحوثي الإرهابية في الفترة القصيرة الماضية، والذي شمل اعتداءاتهم الإرهابية على منشآت مدنية بدولة الإمارات، بالنكسة التي تعرّض لها المشروع الإيراني في اليمن ككل، إذ إن الانتصارات التي حققتها قوات العمالقة في محافظة "شبوة" و"حريب" واختراقها محافظة مأرب، وانتصارات ألوية "اليمن السعيد" في "حرض"، باتت نقطة تحوّل على الأرض تشرح لنا ردّ الفعل الحوثي/الإيراني.
لقد كشفت التطورات الأخيرة في اليمن على الأرض أن جذر المشكلة لا يكمن في التوصل إلى صيغة تسوية سياسية تُنهي الحرب، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن الحوثيين ليسوا بصدد القبول بأي سلام لا يقبل به النظام الإيراني ولا يحقق أهدافه الاستراتيجية.
إن وكلاء إيران هم واجهتها في الخارج.. يحاربون بدلا عنها، الحوثيون الإرهابيون في اليمن و"حزب الله" الإرهابي في لبنان، وغيرها من المليشيات الولائية لإيران، تقاتل في كل مكان من خلال مفهوم "الحرب بالوكالة" لكي يتبرأ النظام الإيراني من المسؤولية المباشرة في النهاية، وهو سلوك عُرفت به إيران، فهي تقول شيئا وتفعل نقيضه تماما، لغتها في المفاوضات غير لغتها في الواقع.. نظام الملالي لأكثر من أربعين سنة أثبت أنه يفعل ما يراه مناسبا له بغض النظر عما يلحقه ذلك الفعل من أضرار بالآخرين، لذا تأمل إيران استمرار الحرب في اليمن طويلا، لتزدهر تجارة السلاح والمخدرات وتنمو معسكرات التدريب الإرهابية، تحت رعايتها، لاستهداف الجميع في الشرق والغرب، ساعتها سيكون الوضع قد تفاقم وسيحتاج جهودا ضخمة للسيطرة عليه، يمكن تفاديها من الآن لو تمت معالجة الوضع مبكرا، تماما كما تفعل قوات التحالف العربي.
مليشيا الحوثي الإرهابية تعيش هذه الأيام أسوأ مراحلها في اليمن، لكن أبواقها الإعلامية لا تزال تعالج جراحها بتضخيم قدراتها ودعم الفوضى، لكن هذا كله ضجيج لا وجود له على الأرض.
سقوط الحوثيين وعودة اليمن إلى الاستقرار سيكون درسا لكل مليشيا تظن أنها ستنتصر، فعلى المليشيات أن تعلم أن المنظومة العربية عموما، والخليجية خصوصا، لن تسمح بتمدد المشاريع الإرهابية على أراضيها لتهدد أمن مواطنيها والمنطقة والعالم.