د. عيدروس النقيب يكتب:
الإرهاب لم يتوقف
عملية اليوم، ٤ مارس 2021، الإرهابية في عدن التي استهدفت كل من القائد العام لألوية الدعم والإسناد وأركان الألوية ومرافقيهم، تؤكد أنّ الإرهاب والإرهابيين وكل من يقف وراءهم ويمول عملياتهم، لم ييأسوا ولم يقروا بعد بالهزيمة ولم يفقدوا الأمل في محاولاتهم إبقاء عدن رهن الاضطراب والفوضى والخوف والهلع.
المعطيات الأولية تبين أن العملية أُعدت بإتقان واحترافية ومن قبل جهات متخصصة في صناعة الجريمة.
ولأن نجا الأخوة قادة لواء الدعم والإسناد من الحادثة فإنّ شهداء سقطوا وجرحى أصيبوا وأحزانا دخلت بيوتا، لن تغادرها بسهولة.
في هذا السياق يمكن التأكيد على ما يلي:
١. الإرهاب أصلٌ واحدٌ وطينةٌ واحدةٌ وأهدافٌ واحدةٌ مهما اختلفت الصور والمسميات، فلا فرق بين إرهاب داعش وإرهاب الحوثي وإرهاب القاعدة والإرهاب المتخفي تحت عباءة حزب من الأحزاب أو جهاز من أجهزة السلطة.
٢. إنّ أعداء عدن والجنوب لن يتوقفوا عن تفخيخ عدن والعبث بحيوات ابنائها وكل الهدف هو تركيع الجنوب والجنوبيين عن طريق التفخيخ والتفجير بعد أن فشلوا عن طريق الغزو عبر الضالع او الصبيحة أو أبين.
٣. على القادة العسكريين والأمنيين والسياسيين والتنفيذيين أن يتعلموا من هذه العمليات اتخاذ الحيطة، وهذا يتطلب مهارات وإجراءات قد لا يتسع المجال لشرحها لكن أهمها تغيير مسارات التحرك وتغيير أزمنة التنقل وتغيير المركبات وحتى تغيير الزي والمظهر الشخصي لهؤلاء المستهدفين من قبل جماعات القتل والإرهاب.
"لا فرق بين إرهاب داعش وإرهاب الحوثي وإرهاب القاعدة والإرهاب المتخفي تحت عباءة حزب من الأحزاب أو جهاز من أجهزة السلطة"
٤. وأولا وآخرًا مضاعفة الجهد لاستئصال الجماعات الإرهابية واقتلاعها من أوكارها وتفديم المدانين منهم للقضاء وإذا لم تُفَعِّل السلطة المركزية الجهاز القضائي والنيابة العامة فعلى رئيس الوزراء ووزير العدل ومحافظ عدن إعادة فتح المحاكم َالنيابة العامة دونما حاجة لانتظار أية توجيهات من احد.
وأخيراً، لن يتوقف الإرهاب والتخريب والإجرام بمختلف أشكاله طالما بقيت بوابات عدن ومدن الجنوب مفتوحة لكل من هب ودب، يتدفق إليها عشرات ومئات الآلاف تحت مختلف المسميات وَينسل بينهم آلاف المجرمين والمخبرين والجواسيس والقتلة المحترفين والمنحرفين والأفاقين بمختلف المشارب والمآرب.