سعيد عريقات يكتب:

توسيع فريق بايدن يشير إلى وضع المنطقة على سلم أولوياته

منذ انتخاب الرئيس الأميركي السادس والأربعين يوم 3 تشرين الثاني 2020، شرع جو بايدن في ملء البيت الأبيض بخبراء قادرين على التعامل مع التقلبات المتجددة في منطقة الشرق الأوسط، حتى في الوقت الذي تتطلع فيه إدارته إلى تحويل تركيز واشنطن الرئيسي إلى الصين وإخراج الولايات المتحدة من الحروب المستمرة المكلفة التي هيمنت على الأمن القومي الأميركي عقدين من الزمن.

فقد انضم سبعة مسؤولين جدد إلى فريق الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي الأميركي منذ تولى بايدن منصبه يوم 20 كانون الثاني الماضي، بحسب مصادر في الخارجية الأميركية، وهو الأمر الذي أكدته المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إميلي هورن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني.

وسيعمل هؤلاء المسؤولون الجدد تحت قيادة بريت ماكغورك، مدير سياسات بايدن للشرق الأوسط، الذي عمل سابقاً مبعوثاً لجهود مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في عهد الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب. وسيدير المسؤولون الجدد، وبعضهم عملوا تحت قيادة ماكغورك في منصبه الأخير، السياسة الأميركية تجاه بعض أصعب أزمات العالم، حتى بينما تتطلع إدارة بايدن إلى تحويل تركيز واشنطن إلى حقبة ما يسمى منافسة القوى العظمى مع بكين بعد تورطها لما يقرب من عقدين من الزمن في الشرق الأوسط.

ولكن الخبراء يعتقدون أنه من المرجح أن يستمر الشرق الأوسط في استنفاد طاقة واشنطن، خاصةً أن فريق بايدن يسعى لإعادة إيران إلى الطاولة في مفاوضات نووية جديدة ويحاول التوسط في السلام في دولة اليمن التي تمزقها الحرب. كما سينضم إلى مجلس الأمن القومي كبار الخبراء القدامى في وزارة الخارجية، مثل سام باركر كمدير لشؤون إيران، وزهرا بيل كمديرة لشؤوق العراق وسوريا، وماكس مارتن لشؤون لبنان والأردن.

وفي ظل تطلع إدارة بايدن لإعادة بناء العلاقات مع السلطة الفلسطينية وإحياء جهود حل الدولتين في أعقاب خطة إدارة ترامب للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين المعروفة باسم "صفقة القرن" التي أعلنها قبل أكثر من عام، علمت "القدس" أن جولي سوير، وهي مساعدة سابقة لمبعوث أوباما الخاص لمفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، ستتولى منصب مديرة الشؤون الفلسطينية– الإسرائيلية في مجلس الأمن القومي.

كما سينضم جوش هاريس، وهو مسؤول في وزارة الخارجية شغل منصب نائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في ليبيا، إلى مجلس الأمن القومي للتعامل مع قضايا شمال أفريقيا.

وبحسب المصادر ذاتها، ستتولى الدبلوماسية إيفينيا سيديريس منصب مديرة شؤون شبه الجزيرة العربية، فيما سيصبح كيه سي إيفانز المدير الجديد للشؤون السياسية والعسكرية ولشؤون اليمن في مجلس الأمن القومي، حيث من المحتمل أن يضطلع كلاهما بأدوار مهمة من خلف الستار في الجهود الأميركية للتوسط في محادثات السلام في اليمن بين الحكومة المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، بقيادة المبعوث الأميركي (لليمن) تيم ليندركينغ.

كما عُيّنت آني روهرهوف مديرة لشؤون مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

وتتبع التعيينات المتوقعة نمطاً تاريخياً يتمثل في انتزاع مديري مجلس الأمن القومي من وكالات حكومية أميركية أُخرى، وقد أخبر ماكغورك المعينين السياسيين المحتملين أنه لا يملك الميزانية اللازمة لجلب المزيد من الموظفين من خارج الحكومة، وفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات.