د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

إذا سقط الجنوب لن نستعيده ولو بعد ألف عام !!!

أنتم اليوم تواجهون أكبر مؤامرة وحرب مفصلية في التاريخ تستهدف الجنوب ومصيرنا هو أن نكون أو لا نكون وذلك مرهون باستعادة الوطن الجنوبي ..ولكن لن تستعيدوا الجنوب إلا إذا توحدت كلمتكم .. وإذا سقط الجنوب لا سمح الله قد لا نستعيده ولو بعد ألف عام !!
إنني اليوم أتوجه بهذا النداء إلى كل رجال الجنوب الأحرار وأقول لهم : أعيدوا قراءة التاريخ من جديد واعتبروا من أحداث الماضي ومن كل ما مر بكم من أزمات وأطماع وحروب لسلب وطنكم تحت شعارات كاذبة وزائفة !!
وبقراءة متأنية للتاريخ نجد أن الممالك الجنوبية القديمة في الماضي كانت ممالك مستقلة بذاتها مثل : أوسان – قتبان – مملكة حضرموت – مملكة حمير.
وقد نشب الصراع التاريخي بين الممالك الجنوبية أعلاه والممالك الشمالية مثل : سبأ- معين –على السواحل الجنوبية والمواني البحرية التي كانت جزء لا يتجزأ من الممالك الجنوبية القديمة و مسيطرة عليها و على تجارة العالم القديم منذ القرن السابع قبل الميلاد وقد شنت معظم الحملات الحربية على الممالك الجنوبية في عهد الملك السبأي كرب أل وتر وهذا يدحض المقولة أن اليمن تاريخيا كان بلدا موحدا تحت راية واحدة ولكنه في حقيقة الأمر كان عبارة عن ممالك متفرقة إلا أنه جرى ضم تلك الدويلات بالحروب وليس بالتراضي في فترات قصيرة لا تزيد عن 30 إلى 50 عاما أو أقل ثم تتفكك من جديد في فترات تاريخية متباعدة .. واستمرت الحرب سجالا بين ممالك الشمال والجنوب طوال التاريخ ،هذا من جهة ..ومن جهة أخرى عاد الجنوب يحكم ذاته على شكل سلطنات وإمارات صغيرة مستقلة بذاتها تأبى الخضوع حتى لبعضها البعض بحكم تركيبتها القبلية الشديدة المراس وصعوبة تضاريسها الجغرافية مما عمق عزلتها التي لا تخلو من بعض النزاعات فيما بينها بين الحين والآخر!!
والجنوب والشمال تاريخيا مثل مثيلاته من الدول العربية القائمة في الشام التي تجزأت بعد سقوط الدولتين الأموية والعباسية مثل : الأردن وسوريا وفلسطين ولبنان وكذلك الحال بالنسبة لدول المغرب العربي كل دولة قائمة بذاتها ولا دولة تدعي الولاية على غيرها . ولم يكن اليمن تاريخيا دولة واحدة كما يحاول أصحاب الفيد والنهب اليوم تزييف التاريخ للسيطرة على الجنوب باسم الوحدة !!
ومحاولة المتنفذين الشماليين بإقناع السذج أن الفرع يعود للأصل اليوم ، وهم في الوقت نفسه يناقضون أنفسهم عندما يصرحون علانية بين الحين والآخر أن الجنوبيين بقايا هنود وأفارقة وينكرون أصولهم وأنهم بقايا مهاجرين وليسوا من أهل البلاد!!
إن مثل هذه الأساطير والروايات التاريخية الملفقة التي يحاول النظام العنصري السلالي المتخلف الدخيل تاريخيا على اليمن ذاتها يحاول أن يقنع بها السذج اليوم لإلحاقنا وضمنا إلى زريبته وحظيرته فهو في الوقت نفسه لا يعترف حتى بأصولنا وأنسابنا التاريخية ويطلق علينا أقذع المسميات التي تطعن في أصولنا وأنسابنا ليس هذا فحسب ولكنه اليوم يحاول جر الجنوب وربطه بعربات الحوثي وفرض التشيع قسرا عليه وتغيير التركيبة السكانية على أرض الجنوب والمثل العربي يقول : ( من كان بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس بالحجارة ) . أما في الحروب فهم قد جربوا الجنوبيين في عدة حروب في الأعوام 1972م – 1979م وكانوا على بعد مائة كيلومتر من صنعاء وعجزوا أن يكسروا إرادتهم واليوم تغير الوضع السياسي الدولي والإقليمي وانتهت الحرب الباردة .. والمثل الشعبي يقول (ما يكسر الحجر إلا أختها ). و والله لو استمرت هذه الحرب مائة عام و لن تهزمونا ولن نسمح لكم باستباحة أراضينا وسنرويها بدمائنا .
ورغم الانقسام الجنوبي منذ الاستقلال مرورا بحرب الرفاق عام 1986م التي قسمت ظهر البعير .. وحتى أعوام 1990م و1994م والغزو الحوثي الأخير عام 2015م على الجنوب فقد تمكن أحرار الجنوب من كسر كل الهجمات الشمالية على الجنوب في تلك الحروب ،ولم يعد أمام النظام الشمالي إلا نشر القاعدة وداعش وخلايا الإصلاح لبث سموم الفرقة والفتن وإحياء المناطقية وتعميق القبلية وغزل الفتن بين المحافظات الجنوبية وزرع الخلافات فيما بينها ويستميت اليوم لاستردادها لنهب ثرواتها وخيراتها الواعدة ، في الوقت نفسه هب رجال الجنوب لمواجهة حشود الحوثي في الساحل الغربي ومأرب في اليمن في حين لا زالت الألوية الشمالية منبطحة في حضرموت وكذلك مليشيات الإصلاح التي ترابط في شبوة وأبين تاركة الحوثي يجوس خلال ديارها بل وتفر أمامه ، بالإضافة إلى أدواته التي يحركها حزب الإصلاح من فلول القاعدة وداعش وتكليفها بالمهام القذرة في الجنوب !!والسؤال المطروح هو : أليست أجندتكم مع الحوثي واحدة ؟ ليس هذا فحسب بل وتتخذون من بعض الشخصيات الجنوبية المأزومة والمستأجرة حصان طروادة لبث الفتن وإحياء الثارات بين أبناء الجنوب لأنكم تعلمون علم اليقين أن عودتكم إلى الجنوب لن تأتي إلا عبر تلك الأنفس الوضيعة التي استأنستموها ودجنتموها على موائدكم!ّ!
..وبعد هذا كله فأنني أنبه كل أبناء الجنوب من الفتن المقبلة و توخي الحذر من نشر الإشاعات التي يطلقها العدو بقصد إضعاف الجبهة الجنوبية الداخلية كما جاء في بعض المنشورات الأخيرة ومحاولة دق إسفين الخلاف بينهم.. كما أناشد كل الشرفاء من أبناء الجنوب السعي الجاد للتلاحم والتكاتف من أجل الجنوب لاستعادة دولتهم العربية في جنوب الجزيرة العربية والله من وراء القصد .
د. علوي عمر بن فريد