د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

صدقوني لن تعود الوحدة لا بعصا موسى ولا بسحرة فرعون !!!

ونحن نسأل : لماذا هذا الإصرار العجيب على الوحدة من قبل الشماليين ؟!!
هل هو من أجل بناء دولة عصرية قوية ؟ وهل الإصرار على الوحدة من أجل بناء الدولة التي ستنهض بشعب تخلف عن الحضارة العالمية قرابة ألف عام ؟!!
ولو قمنا بقراءة موضوعية لوضع اليمن لوجدنا أنه بشماله وجنوبه يمتلك قوة بشرية هائلة وثروات هائلة من الموارد الطبيعية تفوق الخيال من نفط وغاز وذهب ومعادن وثروة سمكية وأحجار كريمة وموارد طبيعية مختلفة بالإضافة إلى ذلك كله موانئ ومضايق بحرية يمر عبرها أكثر من 30% من النفط والغاز بالإضافة إلى التجارة العالمية !!
ولكن لماذا يهدر اليمنيون الوقت في الحروب البينية وهم يمتلكون كل هذه الموارد ؟ ونرى في الوقت نفسه الكثير من الدول الصغيرة قليلة الموارد والسكان وكانت فاشلة ولا تملك أي موارد .. وفجأة نهضت من تحت الركام وأصبحت في طليعة الأمم والشعوب المتقدمة وتسابق الدول الكبرى في اقتصادها وتطورها في مختلف المجالات ولدينا شواهد حية على ذلك مثل :
سنغافورة وماليزيا ورواندا وسويسرا وغيرها من الدول الصغيرة التي لا تمتلك حتى 20% من الموارد الواعدة التي تمتلكها اليمن ؟؟!!
بل وفوق هذا كله سكانها ينحدرون من أعراق متعددة وديانات وعادات مختلفة ورغم ذلك كله تناست كل هذه الفوارق وتجاوزتها وتصالحت جميعها واحتكمت تحت سقف القانون واستطاعت أن تنهض وتتطور بل وأصبحت اقتصادياتها تنافس بعض الدول الكبرى !!
أتعرفون السبب ؟ ونحن ومن نحن ؟ وأين محلنا نحن من الإعراب ؟!! والجواب هو أننا شعب غوغائي همجي ورغم أننا مسلمون فالدين الحنيف لم يسلم من أذانا وشرور أعمالنا وسؤ نياتنا والغريب أن كل أعمال القتل والحروب المشتعلة تتم بفتاوى مضلله باسم الدين والدين منها براء !! وعندما نقرأ التاريخ نجد أنه لا يوجد في اليمن دولة نظام وقانون ولا عدالة ولا مساواة ولا مواطنة متساوية فالدولة لا تنظر للمواطن في تعز أو تهامة أو صنعاء أو الهضاب الزيدية المرتفعة بعين المساواة كمواطنين يتساوون في الحقوق والواجبات ..ناهيك عن نظرتهم الدونية لأبناء الجنوب الذين يجعلونهم في ذيل القائمة رغم ذهابهم للوحدة معهم وهم يملكون أكثر من ثلثي المساحة والثروة في اليمن عموما !!
ومع ذلك كله ينظرون إليهم بنظرة استعلائية إزدرائية ، الشماليون دخلوا الوحدة من أجل الهيمنة على ثروات الجنوب ..استولوا على السهل والجبل والبر والبحر ومن عام 1994م وهم ينهبون ثروات الجنوب وموارده وموانئه ليس لخزانة الدولة الموحدة ولكن إلى جيوب المتنفذين ولصوص الأوطان !!
(ويمكنكم الرجوع إلى دراسة نشرت في صحيفة الأيام بتاريخ 31يوليو عام 2018م أعدها د. محمد حسين حلبوب – كلية الاقتصاد – جامعة عدن ) .
ورغم قيام الشباب بثورة التغيير عام 2011م إلا أن سلطة الطواغيت أفشلتها في مهدها وأختطفها المشايخ والفقهاء وسماسرة السياسة وباعونا الأوهام والخرافات وأصبحوا وحدهم يفتون ويحللون ويحرمون ويدعون أن ذلك إلهام من الله ، استوردوا المذاهب والملل والنحل ويحللون ويحرمون فهؤلاء زيود والبعض جارودية و اسماعيليين وغيرهم سنة وشوافع الخ.. وعندما يقتلون بعضهم بعضا يصرخون الله أكبر كما يكبرون على ذبح الأضاحي ليس هذا فحسب بل و يختلفون على الضم والسربلة والبسملة وتقديم الرجل اليمنى على اليسرى ..والجهر بآمين من عدمه ، انه شعب لازال يعيش في أدغال التاريخ وعندما يلوكون أغصان القات ويغيب عن الوعي ويتخدر لا تسمع في مجالسهم إلا التغني بالحضارات اليمنية القديمة التي باعوا أطلالها ورسومها لكل عابر سبيل بل ويدعون أنهم أحفاد الأنصار وسلالة من قادوا الفتوحات ..وهم بذلك يواسون خيباتهم ويدارون فشلهم ويتبجحون أنهم أصل العرب والواقع يقول أنهم يرددون :
شعب بحمد الله يمشي للـورى
لحف التراب وبالحصير تــأزرا
أدبته بالفقر حتى يرعـــوي
وحملته بالجوع حتى لايبــطرا
ومشيت فوق ضلوعه مترفقـاً
وملئت أكواخ العجائز عسكرا
وجلدت ظهر أبيه حتى لم يقم
أحدا لينطق أو يحرك مشفــرا
فكفيته تعـب الحياة فلم يعـد
أبدا بتدبيــــر الحياة مفكرا

ساويت بينهمو بفقر ساحــق
بُطحــوا سواسية به فوق الثرى
د. علوي عمر بن فريد