د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
تركيا والإخوان والرهان الفاشل !!
أردوغان المسكون بهاجس الخلافة العثمانية التي اندثرت ويحاول اليوم نبش حطامها من تحت الركام ويحلم بزعامة العالم الإسلامي , فزينت له نفسه الحالمة أن يمد يده في الخفاء لمساعدة الجماعات الإرهابية الفارين من أوطانهم منذ انطلاق الثورات العربية!!
ولاشك أن بعض الدول الكبرى ضمن مشروعها المسمى " الفوضى الخلاقة "هي من دفعت أردوغان لاحتواء تلك الجماعات الإرهابية ثم دفعها إلى العراق وسوريا ومصر ويمنونه بإقامة مشروعه الإقليمي لحكم المنطقة العربية !!.
ولكن مشروعه الحالم فشل وانكسر في مصر في ثورة 30 يونيو عام 2011 م ولم يجد بدا من فتح تركيا على مصراعيها للإخوان الفارين من مصر وأغدق عليهم الكثير من الهبات والعطايا معتقدا أنهم سيحملونه على أكتافهم ليحكم مصر ومن ثم العالم العربي.. وفي الوقت ذاته استقبل أردوغان جماعة حزب الإصلاح اليمني المتخم بالأموال المنهوبة من ثروات الشعب اليمني وما سرقوه من دول التحالف العربي فرحب بهم وبأموالهم التي استثمروها في تركيا في مختلف المجالات كما فتح أردوغان بلاده للإخوان الهاربين من سوريا ومصر واليمن .
كما سمح لهم بفتح القنوات الفضائية التي تهاجم ليل نهار بلدانها الأصلية حتى وصل أعداد الإخوان في تركيا إلى ما يزيد عن 10 آلاف بعد إضافة اليمن وليبيا وهم قيادات الجماعات الإسلامية وأتباعهم وكلهم يحلمون بقيام الدولة الإسلامية الكبرى!!
ولكنهم الآن وقعوا بين المطرقة والسندان فالكبار منهم أصحاب الأموال المنهوبة اكتشفوا بأنهم خدعوا عندما استثمروا كل أموالهم في تركيا والبعض منهم حصلوا على الجنسية التركية ..ولكن فرحتهم لم تكمل إذ في المقابل أصدرت السلطات التركية مؤخرا قرارا يلزمهم بعدم الخوض بالشأن السياسي في مصر ..ليس هذا فحسب بل وصل سوء الحال ببعض الأفراد العاديين منهم لم يحصلوا على قيمة الملبس والمأكل والدواء في تركيا التي فرضت الإقامة الجبرية على 30 من أعضاء الأخوان المسلمين المصريين وأوقفت منح الجنسية التركية على 50 من قيادات الجماعة !!
وفي كتابه "عشاق الموت" ذكر الكاتب والباحث المصري سعيد شعيب، أن جماعة الإخوان ومن ينوب عنها متواجدون بشكل واضح في المجتمع الكندي وهم لیسوا فقط في الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب آسیا، بل إنهم من الفئات الأكثر صخبا، ويظهر أثرهم بوضوح في المدارس الإسلامية المتواجدة هناك.
وقدّر عدد المجموعات التابعة للإخوان في كندا بـ"8 مجموعات"، أشهرها مؤسسة "المسلم" والمجلس الوطني للمسلمين الكندی ، والإغاثة الإسلامية في كندا والصندوق الدولي للمصابین للإغاثة والمحتاجین، إضافة لمجموعات أخرى أقل شهرة، هما حزب التحریر والخومینیة، فخطابهما مماثل للمجموعات التابعة للإخوان، وكلاهما سلفیون أصحاب میول تكفیریة.
ومن جانبه، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، عمرو فارق لـ"سكاي نيوز عربية"، إن تنظيم الإخوان لديه خطة توسعية كبيرة، عن طريق نشر أعضائه في أكثر من دولة في شرق آسيا ودول جنوب أوروبا منذ عام، كما يتمددون بشكل كبير في دول كالسويد والنرويج وماليزيا فضلاً عن كندا.
وأخيرا نقول : أن جماعة الإخوان تستغل هامش الحريات التي تقدمه تلك الدول لرعاياها والمقيمين فيها من أجل زيادة رقعة نفوذهم، خاصة أن الإخوان ينجحون في استثمار الأوضاع الداخلية للدول لصالحهم، وأنهم على دراية بأن تركيا لن تكون ملاذاً آمنا لهم طوال الوقت وقد عملوا بشكل مؤسسي منذ سنوات على الانتشار في دول العالم، وليس أوروبا وشرق آسيا فقط، وامتد تواجدهم إلى دول القرن والساحل الإفريقي، خاصة أن لديهم باع طويل منذ زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في تأسيس منصات لهم في أكثر من دولة عربية وأفريقية.
ومنذ خروج أعضاء تنظيم الإخوان من مصر وهم يسعون للحصول على حقوق لهم كلاجئين في أوروبا تحديداً، أو الحصول على جنسيات تلك الدول لضمان استمرار تواجدهم الآمن في الخارج ، وهاهو اليوم أردوغان يحاول إعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر بعد أن ضاقت عليه الدائرة وسيضحي بالإخوان حلفاء الأمس أعداء اليوم وهذه هي السياسة ليس فيها صداقة دائمة ولا أعداء دائمون !!.
د. علوي عمر بن فريد