د.علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

حديث الذكريات (10).. مدرسة الضالعي

هي أول مدرسة ابتدائية تأسست في الصعيد في العوالق العليا عام 1959م وتقع تحت جبل ( حيد بن راضي ) في الجهة الشمالية للصعيد وقد اطلق عليها الأهالي مدرسة " الضالعي " نسبة الى مديرها الأستاذ احمد حسن الضالعي الذي ارسلته وزارة المعارف الاتحادية لإدارتها . وكان صارما شديد القسوة على الصغار والكرباج الجلدي لا يفارق يده خاصة في الطابور الصباحي ويبدأ الجلد للمشاغبين من الطلبة وخاصة الذين يستحمون في المياه الراكدة او الجارية في شعب مربون وكذلك ما تعرف بـ " الخبال " وهي حفر كبيرة يتم نقل التربة منها لبناء البيوت الطينية وعادة تكون على شكل دائرة قطرها يتراوح بين 4 الى 5 امتار وعمقها يصل الى مترين او ثلاثة وفي فصل الصيف تمتلي بالمياه بعد السيول ويسبح فيها التلاميذ الصغار في المدرسة واحيانا في " العُقّلْ " في شعب مربون ولكن الغريب في ذلك كيف تصل أسماء الصغار الذين يسبحون في تلك الأماكن الى مدير المدرسة أولا بأول ويبدو ان لديه مخبرين يتابعون الصغار حتى خارج المدرسة والعقاب معروف في اليوم التالي بالكرباج ، والحكمة في ذلك منعهم من السباحة في تلك الأماكن هو الخوف عليهم من الغرق او الإصابة بالبلهارسيا , وقد اضطر الأستاذ الضالعي للاستعانة ببعض مدرسي الكتاتيب او المعلامة كما تعرف بالعوالق لمساعدته بالتدريس رغم جهلهم بتلك المواد . وكانت الكتب شحيحه جدا في المدرسة ولا توجد إلا نادرا وهي متعددة من بلدان عربية مثل الرشيدة من مصر وهي في مادة المطالعة وهناك كتاب في اللغة العربية في الادب والاناشيد من لبنان وكتاب النحو الواضح من مصر وكتاب في مادة الحساب في حوزة مدرس المادة اما كتب التاريخ فهي من العراق والجغرافيا من السودان " يعني جامعة عربية " وكان نشيدنا كل صباح :
نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلد نحن الشباب
وبلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان ألخ .
ومن ابرز المدرسين في ذلك الوقت الشيخ عبدالرحمن باهرمز وكان يدرسنا مادة الدين والقران الكريم وتجويده , وكان افضلنا في الأداء والترتيل عبدالله الصالح المحتاج وقد كان صوته رخيما وجميلا وكنا نحفظ من الآيات قصار السور وسورة يس وتبارك وغيرها ، وكان يعاملنا بأسلوب تربوي جميل ورحيم .
اما الأستاذ المرصعه رحمه الله فقد كان قليل الصبر ضيق النفس يغضب لأدنى سبب ليس كرها لنا ولكنها طباعه هكذا والويل لمن لا يفهم حسب ما يريد فمصيره الرمح من الكرسي الى السبورة وطالما مارس هذا الأسلوب مع العديد منا سامحه الله وغفر له ولكن له العذر في ذلك فأباءنا قد منحوه صلاحية مطلقة لرفسنا وضربنا لنتعلم ظنا منهم ان تلك المعاملة هي الأسلوب الأمثل للفهم والتعليم وهكذا اصبحنا بين المطرقة والسندان سواء خارج المدرسة او داخلها وخلال اقل من سنة غادرنا الضالعي والمرصعة وباهرمز وحل محلهم أساتذة جدد من حضرموت وهم : الأستاذ عبدالله باشعيب والأستاذ سعيد عسكر والأستاذ السقاف وكانوا نعم المربين والمعلمين وتم تعيين الأستاذ عبدالله علوي بن لقيش من سادة يشبم مديرا للمدرسة وكان يحسن معاملة التلاميذ وله أسلوب محبب في التدريس وخاصة مادة الحساب .
وبعد قيام اتحاد الجنوب العربي وكانت مشيخة العوالق العليا من الامارات الست المؤسسة للاتحاد توحد الزي المدرسي في عموم امارات الجنوب العربي وكان كالاتي :
- سروال الى فوق الركبة من اللون الكاكي
- قميص ابيض نصف كم
- جزمة بيضاء وشراب ابيض
- وكان لكل طالب بدلتين
-
والى اللقاء في الحلقة الحادية عشر
د. علوي عمر بن فريد