د.علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
حديث الذكريات (11)
تغيرت ملامح المدرسة الابتدائية في الصعيد مع وصول المدرسين الجدد من حضرموت وطرق التدريس ونشاطات أخرى حيث تولى الأستاذ السقاف النشاط الرياضي في المدرسة وشكل فريقا لكرة القدم يباشر تمريناته ويشرف عليه شخصيا وقد كان لاعبا فذا في كرة القدم يجيد المراوغة والتصويب في المرمى بدقة .
وتعلمنا على يديه أصول اللعب في كرة القدم ثم قام بتوزيعنا حسب قدراتنا في اللعب آنذاك وكان معي من زملائي في الرابع الابتدائي هم :
حسين عبدالله جهمان , رويس احمد , في خط الوسط وكاتب السطور قلب هجوم وكنا نحن الثلاثه نحسن المراغة وتسجيل الأهداف ، وكانت تقام بيننا وبين فريق يشبم مباريات تنتهي غالبا بالتراشق بالحجارة اذا غلب فريق الاخر وكانوا يغشون في اللعب بإحضار شباب كبار بالسن من جنود شبرد والليوي وخاصة في فصل الصيف موسم الاجازات وكانوا يشتهرون بالقوة والعنف في اللعب ولازلت اذكر احدى المباريات التي أقيمت امام امير المشيخة عبدالله بن محسن بن فريد ومجموعة من اعيان المشيخة في وادي يارومه بالصعيد وحضرها حشد كبير من جمهور الكرة من يشبم والصعيد واثناء اللعب قام احد أولئك العسكر الذي يلعب مع فريق يشبم بركل الكرة بقوة شديدة واصابت احمد عبدالله ولد الأمير في بطنه وسقط يتلوى من الألم وفقد الوعي وتوقف اللعب عشرة دقائق حتى افاق من هول الضربة وكان حارس المرمى في فريق يشبم السيد عبدالرحمن البهلول وحارسنا حسن لصفوح وكان يقود الفريق احمد العفيفي والدفاع احمد عبدالله مجلبع .
كان يوم الخميس اسعد يوم عندي في المدرسة حيث يتم السماح لنا باستعارة القصص من مكتبة المدرسة لقراءتها على ان نعيدها يوم السبت وقد تم تزويد المدرسة بعشرات من قصص الأطفال للكاتبين الشهيرين في قصص الأطفال وهما : محمد عطية الابراشي , وكامل كيلاني ومن تلك القصص الجميلة : النمر الأسود , سنو وايت , العرندس , حذاء الطمبوري , وعلاء الدين وغيرها .
وكنت مولعا بقراءة الكتب والقصص وكان خالي عبدالله بن مجلبع يزودني بكتب قيمة احضرها معه من الرياض وكنت استعيرها منه ثم اعيدها له ومنها : مجلدات الف ليلة وليلة الثلاثة والملك سيف بن ذي يزن الحميري وغيرها كما كان جدي الشيخ مذيب بن صالح بن فريد يعيرني بعض الكتب الأدبية مثل جواهر الأدب والمعلقات السبع وقصص عنترة بن شداد وغيرها من الكتب التاريخية المفيدة .
وفي الاستراحة المدرسية او عند خروجنا من المدرسة كنا نمارس بعض الألعاب في وادي يارومه ومنها ذات يوم لعبنا ( تيس أعمى ) حيث نضع عصابة من القماش ونغطي بها وجه احدنا ثم نراوغه بعلبة فيها الحجارة يحركها احدنا ويحاول المعصوب عينه ان يقبض عليه ويمسك به وقد حصل ذات يوم لصديقي السيد علوي حسين الجفري حادث مؤسف اذ ربطنا عصابة على عينيه وفيما هو يحاول القاء القبض علينا اصطدم المسكين بحجارة الضليع الذي يقع في الوادي تحت المدرسة ظهرا وانكسرت سنته وقد تأثرنا لذلك الحادث المؤسف واقلعنا بعد ذلك عن تلك اللعبة الخطرة وأدين له بالاعتذار عن تلك الحادثة الغير مقصودة في ذلك اليوم كما كانت تجري بيننا معشر الطلبة الصغار مشاجرات عنيفة بعد خروجنا من المدرسة والى اللقاء في الحلقة الثانية عشرة.
د. علوي عمر بن فريد