د. خالد القاسمي يكتب لـ(اليوم الثامن):
سقوط مأرب والشرعية اليمنية
حينما يفرد القرآن الكريم سورة بأسم سبأ فلم يكن ذلك عبثا ، فقد جاء على لسان الهدهد مخاطبا نبي الله سليمان " وجئتك من سبأ بنبأ يقين " صدق الله العظيم
ولمأرب عاصمة سبأ عبر التاريخ شأن عظيم فعلى ضفاف سد مأرب شيدت الحضارات ، وتفرقت الكثير من القبائل العربية بعد تهدم السد كما تحكي لنا صفحات التاريخ ، فقد كان العرب آنذاك يبحثون عن الأراضي الخصبة حيث الماء والكلا
وسقوط مأرب بيد الحوثيين كما نسمعه هذه الأيام عبر مختلف الوسائل الإعلامية لا يقل شأنا عن سقوط بغداد ودمشق وبيروت بيد الميليشيات الإيرانية المسلحة
إن الرهان على الإخوان المسلمين رهان خاسر فلم أجد مثلهم عبر التاريخ من يبيع الأوطان بأبخس الأثمان
وكمتابع للحرب اليمنية منذ قيام عاصفة الحزم ، لقد كان حزب الإصلاح الإخواني من باع المحافظات الشمالية للحوثي ، بل تخلى جماعة الإخوان حتى عن منازلهم في صنعاء لتصورها ميليشيات الحوثي وهي تعبث بمحتوياتها وتبثها عبر وسائلها الإعلامية
وهرب الإخوان إلى الدول المجاورة مثل وقطر وتركيا ، وكان تأسيس جيش لتحرير اليمن على أرض مأرب سرابا فقد تبخر مع هجوم الحوثيين المكثف في الأشهر الأخيرة على مأرب
ناهيك عن الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي حصل عليها حزب الإصلاح من التحالف وتم بيعها لميليشيات الحوثي وشاهد الجميع دبابات ومدرعات التحالف التي أستخدمتها ميليشيا الحوثي والتي كانت بعهدة ما يسمى الجيش الوطني وهي ميليشيا حزب الإصلاح الإخواني
والسؤال الآن بعد أن يسدل الستار على آخر فصول سقوط مأرب أو قل تسليم مأرب كما تم تسليم الجوف ونهم قبلها *على ماذا ستفاوض الشرعية اليمنية* وماذا تبقى لها من مناطق محررة في الشمال
سؤال صعب والإجابة عليه أصعب نتركها لتجيب عليها قادم الأيام
د. خالد القاسمي