د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
حديث الذكريات (17).. مدرسة زنجبار الوسطى للمحميات مواقف محرجة جدا!!
في إحدى الليالي مساء كان المرقب العام للداخلية الشيخ أحمد عمر ثعلب قد سافر في نهاية الأسبوع إلى عدن ونادى المؤذن لصلاة العشاء وتوجهنا في تلك الليلة إلى سطح المدرسة للصلاة وكانت الإضاءة ضعيفة وعندما أقيمت الصلاة تقدم الخضر صالح ليؤمنا على غير العادة لأنه تقدم لأول مرة وهو معروف بالمزاح والشغب وما إن أحرم للصلاة وبدأ يقرأ سورة الفاتحة وهو أرتن والدغ وتخرج الحروف منه بصورة مضحكة إذ به ينفجر ضاحكا من قراءته ويهرب وأبطل صلاتنا وأخذ الجميع يضحكون عليه ...ثم تقدم طالب آخر من أحور وأمنا وصلى بنا بصورة جيدة حتى أنهينا الصلاة بسلام !!
كان بعض كبار السن من الطلبة يتكاسلون في أداء الصلوات وأحيانا لا يصلون ويتم تسجيل غيابهم وفي المساء يتعرضون للجلد بالخيزران في مكتب المراقب وكانوا يضعون المناشف تحت الفوط حتى تخف لسعات العصا عليهم وأغلبهم من الطلبة الكبار في السن في الغرفة السابعة فهم أكثر المشاغبين في الداخلية ...والحق يقال كنت من المواظبين على الصلاة وأحظى بتقدير واحترام المراقب والمدرسين ولكن بعض الطلبة الكبار يكيدون لي في الصلاة ويتعمدون أذيتي بالكلام عند السجود وإطلاق النكات من أجل إضحاكي وتعريضي للعقاب ولكنني أهرب منهم وأحيانا أتمالك نفسي حتى انتهاء الصلاة
بشارة المراقب :
كنا قد أدينا ذات يوم صلاة الصبح جماعة وإذ بالمراقب يطلب منا الانتظار وألقى فينا كلمة وقال : أبشركم يا أبنائي ببشارة عظيمة لقد حلمت البارحة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤمنا للصلاة في هذا المكان في جمع كبير من الطلبة وأنا أعرفهم فطلبناه ورجوناه أن يخبرنا من هم؟؟ ولكنه رفض!!
الذهاب إلى السينما:
لا يسمح لنا معشر طلبة القسم الداخلي بالخروج بعد المغرب إلى زنجبار مطلقا ولكن يسمح لنا في حالات نادرة كما حدث ذات مرة سمحوا لنا بالذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم "الناصر صلاح الدين " فحضر ثلاثة من المدرسين وذهبنا تحت إشرافهم في طابور سيرا على الأقدام وأخذت إدارة السينما منا أجورا رمزية وكان فيلما رائعا رغم معارضة المراقب الذي لا يحب الأفلام نهائيا !!
لكي تتفوق عليك بالمذاكرة الجيدة :
كما أسلفت لقد كنت أعاني في بداية الأول متوسط من عقدة اللغة الانجليزية ولكنني التزمت بالمذاكرة المستمرة وطبقت نصائح الأستاذ أحمد سالم سعد وتفوقت فيها وخاصة عندما انتقلت إلى الصف الثاني متوسط وجمعوا طلبة الفصلين أ و ب فكان مجموع الصف 67 طالبا مما زاد الطين بلة وازدادت حدة المنافسة بين الطلبة ولجأت إلى الطالب الألمعي محمد سعيد مجور الذي كان في الثالث متوسط ليعلمني مادة الحساب ولا أنسى فضله وكان يفرغ نفسه لتعليمي من الظهر إلى العصر حتى تحسن مستواي خلال شهرين من المراجعة وحل التمارين ...وظهرت نتائج ذلك الجهد في امتحانات الفصل الأول وحققت أعلى علامة في الصف المكون من 67 طالبا وهي 67من سبعين وبالتالي كان مستواي في الانجليزي والعربي ممتازا وبذلك نافست على المراكز الخمسة الأولى!!!َ
والى اللقاء في الحلقة الثامنة عشره
د. علوي عمر بن فريد