مارلين خليفة تكتب:

كيف وصل السعوديون الى مرحلة لي ذراع لبنان؟

انتهى العهد السعودي الاول في لبنان في العام ٢٠٠٥ اثر عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. بقي الستاتيكو السعودي في لبنان في تأرجح الى العام ٢٠١٥، حين تولى الامير محمد بن سلمان ولاية العهد في ظل الملك سلمان. 
وضع الامير وؤيته الخاصة الداخلية والخارجية وهي تصب كلها في خدمة رؤيته ٢٠٣٠ التي بدأها بإصلاحات داخلية شكلت ثورة حقيقية مستخدما القوة من جهة والاصلاحات العميقة من جهة ثانية: مخطط اقتصادي طويل الامد، عدم الاتكال على بيع النفط، تحديث الادارة ، فصل الدين عن الحياة الاجتماعية والسياسية، التطلع الى دور ريادي للمملكة سياسيا واقتصاديا.  اخفق حينا ونجح مرات. 
لم يقرأ اللبنانيون جيدا هذا التحول الاستراتيجي في العقل السعودي، استمروا بسياسة النعامة التي تطمر رأسها بالرمال. 
رأى السعوديون ان لبنان تحول منصة سياسية ودبلوماسية وأمنية تعمل ضدهم، قرروا الضرب بيد من حديد: أرغموا الحريري في ٢٠١٧ على بدء مسار  فُض التسوية مع الرئيس عون، أقفلوا وسائل الاعلام التي كانوا يدعمونها، دعموا ناسهم فرادى بغض النظر عن الطوائف، دعموا ثورة ١٧ تشرين بمظلة أميركية. استخدموا الدبلوماسية الناعمة وقوامها الاعلام والسوشال ميديا ( هي السياسة التي اوصلت ماكرون للحكم في فرنسا)، وضعوا سياسة العواطف جانبا وصولا الى مرحلة لي الذراع اللبنانية بعد الانهيار  غير مترددين بإغلاق الأبواب بوجه سعد الحريري لانه لا يجاري رؤيتهم الاستراتيجية، هدفهم التالي عهد الرئيس عون. 
تمسك السعودية بسلاح المال والإعلام والدبلوماسية، ومصالح اللبنانيين في الداخل والخارج، وتتكل أيضا على مزاج لبناني تاريخي موال لها لدى الطوائف كلها. 
لم تتمكن ايران بالرغم من كل ما فعلته من دعم للمقاومة من مجاراتها على الصعيد الشعبي اللبناني والمزاج العام. التحالف بين التيار والحزب بقي محصورا ولَم يتمدد شعبيا، وبعد إخفاقات التيار انعكس ذلك على التحالف. 
ايران لها القوة العسكرية والأمنية ، وللسعودية قوتها في المال والإعلام. لذا التسوية قادمة واللبنانيون اخر من سيقرر.
#السعودية. #لبنان