د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
صرخة إلى أبناء الجنوب !!
أي زمنٍ كالح أغبر نعيش فيه ؟! وأي عمى الوان أصابنا حتى لم يعد البعض منا يميز العدو من الصديق ؟؟!!
وكيف يدعي هؤلاء الحوثيون الخوارج أنهم اخوة لنا وهم يكذبون ويمارسون التقية علينا ويقولون كذبا وزورا أنه يجمعنا معهم دين واحد ومصير واحد، وهم يقتلوننا ويريدون استباحة أرضنا بشن الحروب المتتالية ؟؟!!
قال الدكتور ناصر بن عبد الله القفاري : يعرف المفيد التقية عندهم بقوله :
" التقية كتمان الحق ، وستر الاعتقاد فيه ، وكتمان المخالفين ، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررًا في الدين أو الدنيا " .
فالمفيد يعرف التقية بأنها الكتمان للاعتقاد خشية الضرر من المخالفين - وهم أهلُ السنة كما هو الغالب في إطلاق هذا اللفظ عندهم - أي هي إظهار مذهب أهل السنة (الذي يرونه باطلاً) ، وكتمان مذهب الرافضة الذي يرونه هو الحق ، من هنا يرى بعض أهل السنة : أن أصحاب هذه العقيدة هم شر من المنافقين ؛ لأن المنافقين يعتقدون أن ما يبطنون من كفر هو باطل، ويتظاهرون بالإسلام خوفًا، وأما هؤلاء فيرون أن ما يبطنون هو الحق ، وأن طريقتهم هي منهج الرسل والأئمة " انتهى من "أصول مذهب الشيعة الإمامية "
ورغم ذلك كله يغض البعض منا الطرف عن معاناة أهلنا في الجنوب ، لا نسمع من أنينهم شيئاً حتى وصل الحال إلى ما وصل إليه ؟! والأغرب بل والمخزي أن البعض من الجنوبيين ارتضوا لأنفسهم هذه المذلة والقيام بدور ماسحي الأحذية لتلميع صورة هؤلاء الحوثيين ، بل والله أن من يمسح الأحذية أشرف منهم لأنها وسيلة للعيش الكريم !! وبعد كل هذا ألا ندرك أي خذلان نمارس في حق شعبنا؟ ويحنا من تاريخ لا يرحم، فمتى نستيقظ ونرفع الظلم بحق أنفسنا في كل شبر من أرض الجنوب التي تركها بعض العاقين من أهلها لعبث العابثين وأصبح الجنوب يستنجد بأبنائه فلا يلبيه إلا القلة منهم وأصبح البقية منهم يتنافسون على نهب الأراضي وسرقة المعونات والمتاجرة بآلامه ، والقسم الآخر يقدمون أنفسهم كطبالين وخداما برسم الخدمة على أبواب السلالة المزيفة التي استباحت اليمن باسم الدين وهم والله كاذبون وواهمون !!
ويحكم يا أهل الجنوب أين النخوة والمرؤة ؟ مالي أراكم صامتون لا تحركون وتدا من الأرض ، وكل واحد منكم يطعن في ا لآخر
أو يتفرج عليه وهو يذوي ويموت ؟ نتربص الألم ونسلم أوطاننا للغرباء يقررون فيها مصائرنا، فيلعبون بنا ويسلبون أقوات أبنائنا ويسرقون ثرواتنا ، هل هذا يرضيكم أن توجهوا السلاح ضد بعضكم بعضا ؟؟!َ!
أي شعب نحن ..؟! نسهم في نحر أنفسنا بأيدينا أو أيدي أعدائنا؟ لم نتعلم شيئا من التاريخً ، نعيد سيرة حروب الطوائف في الأندلس وتحولت أبين وشبوة وحضرموت إلى اشبيلية وقرطبة وغرناطة حتى نكاد نفقدها ، ها نحن نكرر أخطاءنا مراراً وتكراراً، نعرف الحق فلا نتبعه، بل أصبح هؤلاء الخوارج يتلاعبون بمصائرنا ونحن منومين حتى سحبونا إلى آخر جحر ضب بلا بصر ولا بصيرة !!
أي ألم هذا الذي ينز في الخاصرة فيذهب العقل حتى تتوه البوصلة ويضيع درب الجنوب ؟ أما سمع أحد منكم عن حضرموت ونخيلها وعن وجيب شاعرها المحضار ، عن طيبة أهلها وشهية طعامها ؟
ألم تسمعوا بأنين أبين وقطنها الأبيض كقلوب أهلها ؟ الم تسمعوا صرخات شبوة ؟؟ وصرخات الاستغاثة وطلب العون من القريب و البعيد الذي أغمض عينيه وأصم أذنيه ونسي قول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً» كيف لجامعتنا العربية أن تتغافل وتصمت كصمت القبور حيال ما يحدث في الجنوب حيث يموت السمك في خليج عدن و بحر العرب ويلهث أهله خلف قطرة ماء نظيفة أو يشعلون شمعة تمحو الظلم والظلام الذي جعل عروس المدن وربيبة الجمال تغرق في الظلام ؟!! نعم تصرخ ويصرخ أبناؤها فلا يجدون الماء ولا النور ؟!! فمن ينصرهم وينجدهم وكأن بنا من الصمم العمى ما يجعلنا لا نراهم ولا نسمعهم !!؟؟
أين رجال الجنوب أهل الحمية والشجاعة من كل هذه الوحوش التي تنهش الجسد الجنوبي ورسولنا الكريم أوصانا بقوله : «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا» فأي حب نمارس بعيداً عن أهلنا وأبناء جلدتنا
وكما قال فاروق جويده:
“الآن يا وطـني أعود إليك
تـوصد في عيوني كل باب
لم ضقـت يا وطني بـنـا
قد كـان حلـمي أن يزول الهم عني.. عند بابـك
قد كان حلمي أن أري قبري علي أعتابـك
الملح كفـنني وكان الموج أرحم من عذابـك
ورجعت كـي أرتاح يوما في رحابك
وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك
فبخلت يوما بالسكن
والآن تبخـل بالكفـن
ماذا أصابك يا وطـن..”
د. علوي عمر بن فريد