فضل الجعدي يكتب:
اتفاق الرياض بين الاغتيال والعقاب الجماعي للجنوبيين
أكدنا مرارا أن الخطر الداهم على شرعية فخامة الرئيس هادي يكمن داخل الشرعية ذاتها ومن الأدوات التي استحوذت على القرار والمفاصل.
وها هي اليوم تسرب تقريرا لمركز دراسات تابع لها بضرورة تشكيل مجلس رئاسي لإدارة البلاد نظرا لفشل الرئيس في إدارة الأوضاع السياسية والعسكرية..!
ثلاثة مبعوثين إلى اليمن وكلهم رجعوا بخفي حنين، فلا حرب انتهت ولا سلام حل.
وفي ضوء الحديث عن مبعوث رابع، ترى من أين سيبدأ؟ وهل سيرافق مجيئه قرار من مجلس الامن يلغي أو يعدل القرار 2216 الذي تجاوزته الأحداث على الأرض؟ لننتظر ونرى.
فرض الإرادات عن طريق معاقبة الناس بالخدمات وتردي الوضع المعيشي وانهيار العملة المحلية وتعطيل عمل الحكومة، هو اغتيال مبطن لاتفاق الرياض الذي جاء لمعالجة الأوضاع المتفاقمة، وهو الأمر الذي يتطلب تحلي التحالف بالمسئولية لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان.
العقاب الجماعي الذي يمارس لتركيع الناس وتجويعهم هو امر مرفوض وسوف نتصدى له بكل الطرق وبكل الخيارات.
إنه حرب لا تختلف عن الحرب في الميدان، وباسلوب قديم مارسه نظام صالح سنوات طويلة ولم يفلح في كسر إرادة شعبنا والنيل من قضيته العادلة.
يصر البعض على استحضار الماضي بصورة لا تتناسب مع اهمية لم الشمل لمجابهة الحاضر الذي يتسلل منه العدو لشق وحدة الصف وبكل الطرق.
الماضي هو تاريخنا ويجب أن نطوعه لخدمة الحاضر والمستقبل والذين يصرون على استجراره انما يخوضون معارك جانبية ليس لها علاقة بمعركتنا الحقيقية.
لقد خبر شعبنا أساليب المكر والخديعة والمؤامرات، وتعلم كثيرا من الدروس التي جعلته قادرا على معرفة اساليب وطرق خصوم قضيته، واصبح واعيا لكل ما يتهدد ثورته أو يشكل خطرا على المنجزات التي عمدتها دماء شهدائه.
حاصروا القضية الجنوبية بكل الوسائل وادوات القوة، حاربوها بالسلاح وحاربوها بالتجويع وحاربوها بالدين، وحاربوها بالسجون والمعتقلات، بقيت القضية وذهبوا هم إلى مزابل التاريخ، وهو المكان الذي يستحقه كل من يقف ضد قضايا الشعوب العادلة.
وقفوا وراء كل مفسدة وفساد، نهبوا الناس في مرتباتهم ونهبوا الناس في جوامعهم ونهبوا الناس باسم الاقصى وباسم تحرير القدس، ونهبوا الناس باسم الجهاد ومحاربة الشيوعيين والانفصاليين، وينهبون الناس والتحالف باسم دعم الجبهات.!
نحن في هذه المرحلة بحاجة إلى ما يساهم في تحقيق تطلعات شعبنا، إلى رؤى وافكار ومبادرات، وإلى كل ما يعمق وحدة الصف لمواجهة ما يحيق بالجنوب من مؤامرات وتهديدات وبعيدا عن استدعاء كل ما يكرس التباعد والعداوات والاحقاد ولا يخدم مشروع استعادة الدولة.
(القضية الجنوبية) هي قضية وطنية بامتياز وينبغي ان تهم كل وطني جنوبي حر.. فهي تهم الجميع ولم تعد قضية نخب أو زيد او عمر من الناس.. وعلى ذلك فالجميع معني بها وبالتفاعل الايجابي معها.
لم يعد يوم الثاني والعشرين من مايو إلا ذكرى حزينة بعد ان حولته عصابة تحالف 94 إلى نكبة حقيقية وحدث مؤلم وأجهضته في مهده لتتحول الوحدة السلمية إلى وحدة دم واقصاء واحتلال ونهب.
ولا تزال تلك القوى البغيضة حالمة وبلؤم بالعودة للهيمنة ونهب مقدرات وثروات الجنوب.!
نحن منحازون للشعب وخياراته، ولن يحول بيننا وبين إرادة الشعب أي حائل أو عقبات، ولن نكون إلا من الشعب وإلى الشعب مدافعين عن منجزات ثورته وحاملين قضيته العادلة واوفياء لتضحياته، ووفق هذه الثوابت سيكون تعاطينا مع الأحداث والأخطار.