د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الكتابة موهبة و ليست مهنة !!

الكتابة ليست مهنة ولا  وظيفة وإنما وعي وضمير ومسؤولية  والكتابة ابداع وشغف وموهبة ، أما في بلادنا أصبحت الكتابة لدى البعض مجرد  بوق لتزييف وعي الناس ،  وتبرعوا لجهات متنفذة ومؤسسات مالية متحالفة معها تتحكم في الاقتصاد والسياسة  وبالمقابل تدفع لهؤلاء الطبالين والحواة الذين يسحرون أعين  الناس  ويغرسون الحراب في أعينهم و"بحرك يا بن علوان "  وينشدون قصائد المديح عند أبواب اللصوص المتنفذين وينتظرون الفتات الباقي بما يجودون به عليهم !! 
أنا لا أدعي أنني كاتب محترف ، وأشعر أن هذا اللقب كبير علي ، أنا أكتب فقط كهاو يحب الكتابة ، وقد  كتبت عشرات  المقالات ، ولم أتلق يوما أمرا بالكتابة ، لأني أشعر أن الكاتب سيد نفسه وضمير الناس وقائد الوعي وغير قابل للبيع والشراء ، وهو للنقد وليس للمديح والصعود على وجع الناس.
ذات يوم طلبني صديق  أن أكتب مقالا عن تيار سياسي شرط أن لا أذكر أسمه  فرفضت احتراما لنفسي واعتذرت  وقلت له : 
قلمي ليس للإيجار ، فلماذا لا تكتب أنت ؟!! 
يستحيل أن تكتب بشكل جيد وأنت لا تقرأ، فالقراءة هي سبيلُك الوحيد والأوحد لأن تصبح كاتبا ناجحا، لأنها تمنحك الزاد اللازم كيْ تصبح كاتبا محترفا،  وفي هذا المقال تذكرت الكاتب المبدع الدكتور أحمد عبد اللاه وهو مهندس في كندا  وله كتابات رائعة يبنيها بشكل هندسي عجيب وجميل ولديه موسوعة ثقافية مدهشة وغالبا ما يبني عباراته بشكل هندسي يأسر القارئ بعباراته!! ويملك موسوعة ثقافية واسعة ومخزونا من الزاد اللغوي  تمكنه من التحليل والاستنتاج ومناقشة المواضيع ،   
 فمِنَ القراءة الدائمة تُكوِّنت ثقافتَه  الموسوعية التي مكنُته  من القدرة على الاستنتاج والملاحظة ومناقشة المواضيع والأفكار ، كما أن الدكتور أحمد يمتلك الزاد اللغوي الذي يحتاجه في الكتابة !!
ومن المواقف الغريبة التي حدثتْ في هذا السياق، أنَّ هاويا للكتابة الأدبية كان يكتب ويعرِض كتاباته على أديب كيْ يُعطيه انطباعاتِه حولها، ويقوم بتقويمِها، وكانت هذه الكتابات ضعيفة وهزيلة جدا، فأراد الأديب أن يُرشد الكاتب ويوجّهَه إلى الطُرُق الصحيحة في الكتابة، فسأله عن الكتب الأدبية التي قرأها مِن قبْل والتي يقرؤُها حاليا؟  فأجاب ذلك الكاتب الهاوي قائلا: (أنا لا أقرأ، أنا أكتبُ فقط). وهذا هو أصل المشكل في وطننا العربي، فأُمَّــة اقرأ لا تقرأ، والذي لا يَقرأ لا يمكن أن يكتب أبدا.
وختاما أقول : ابدؤوا القراءة وداوِمُوا عليها بانتظام، وستصبحون محترفين في الكتابة.
د. علوي عمر بن فريد