د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
الحزب الاشتراكي شبيه "شمعة" التي تدعي الطهارة !! الحلقة (1-2)
يزخر التراث الجنوبي بقصص واقعية صاغها الحكماء والنابهون من قبلنا تحاكي واقعهم وموروثهم الشعبي وتلامس حياتهم بكل ما فيها من أحداث وهذه واحدة منها :
يحكى أنه في سالف العصر والزمان كانت تسكن قبيلة عربية بدوية على تخوم الصحراء تعيش على رعي المواشي بمختلف أنواعها وكانت الحياة بسيطة ومختلطة ، وفجأة أصيب شيخ القبيلة سالم بمرض عضال احتار العرافون فيه ، ثم زاره عراف مشهور في المنطقة مشهود له بالخبرة والحنكة في معالجة مختلف الأمراض المستعصية ، وعندما رآه طريح الفراش لا يقدر على الحركة شخص مرضه بحضور كبار القبيلة وقال له :
شفاؤك أن يحملك قومك ويمدون فراشك تحت تلك الشجرة التي في الوادي ثم يبحثون لك عن امرأة طاهرة عفيفة شريفة من نساء القبيلة لم تعرف الحرام سوا كانت عذراء أو متزوجة أو مطلقة وتعبر فوقك قفزا ثلاث مرات وسيكون الشفاء على يديها بإذن الله
فانطلق الرجال يسألون نساء القبيلة ويبحثون عن واحدة فيها المواصفات التي ذكرها العراف وكلهن اعتذرن عن تلك المهمة الصعبة لأن لكل واحدة منهن زلة وربما زلات لا يعرقها إلا الله وأخيرا ذكرت لهم عجوز تدعى شمعة معروفة بالزهد والصلاة والصيام والصلاح والتقوى فقبلت القيام بالمهمة !َ!
وعندما اقتربت من الشيخ التمدد للعبور فوقه وضع راحته على جبهته ليتعرف عليها وعرفها ثم قال :
من ..؟ شمعه .. شمعه ..؟؟ نسيتي ؟ عندما كنا في الشعب الفلاني وتذكرت شمعه وقالت : أنت سالم جعله يشلك ما نسيت ؟؟!!
وهربت مخزية من وسط القوم !!!
وأهدي هذه القصة للدكتور ياسين نعمان ردا على مقاله
(مطيع ليس الضحية الوحيدة) !!
أما د. عبد الكريم السعدي فقد رد على د. ياسين بلغة دبلوماسية خلط فيها القمح بالحصى وقال :
لفت نظري مقال للدكتور ياسين سعيد نعمان سفير اليمن في المملكة المتحدة وأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني وهو الذي نكن لشخصه كل التقدير والاحترام .
وما استوقفني حقيقة في هذا المقال الموسوم ب( مطيع في ذاكرة الجنوب نجاح دبلوماسي نهايته الاعدام ) هو طريقة تناول الموضوع بالشكل الذي يجعل المتابع يشعر وكأن الكاتب حديث عهد ولم يعاصر مراحل إعدام مطيع ومئات غيره من القيادات والاف من أبناء الشعب في الجنوب ولم يكن شريكا في صناعة ملامحها المأساوية سواء بالتخطيط او بالتنفيذ أو حتى بالصمت والتأييد غير المعلن!!
د. ياسين الذي التحق بالجبهة القومية في اوائل العام 1967م وتدرج في المسؤوليات منذ العام 1972م كمدير لشركة التجارة الخارجية ووكيلا لوزارة الصناعة ونائبا لوزير التخطيط ، وعضوا في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني في العام 1980م ، ووزيرا للثروة السمكية في العام 1982م ، ونائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للثروة السمكية في العام 1985م ، وعضوا في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الحاكم في العام 1986م ، ورئيسا لمجلس الوزراء وعضوا في هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى في نوفمبر 1986م لم يلفت نظره ولم يستفزه ولم يؤلمه إلا إعدام مطيع في سلسلة القتل والسحل والاعدامات التي طالت الكثير وفتكت بالجنوب واهله ..
لا تحفظات لدينا حول محمد صالح مطيع كشخص رغم إيماننا بأن مطيع كان واحدا ضمن مؤسسات وأدوات حكم لها مالها وعليها ما عليها ، ورغم ادراكنا بأن من يتواجد في مؤسسات حكم كهذه وبتلك الأدوات وخاضت كل تلك الاخطاء لن يكون من السهل الجزم ببراءته واي محاولة في هذا الاتجاه تعتبر مخاطرة تفتقد العقل والحصافة ، ولن نخوض في هذا الجانب حتى لا نخرج عن موضوع الطرح ..
السؤال هنا هو: ما الذي استجد ليتحدث د. ياسين عن حالة مطيع منفردة ويتجاهل مئات الحالات التي تشكل حلقات مترابطة معها ، ولماذا أختار هذا التوقيت ، وأين مواقفه الآنية مما حدث حينها لمطيع ولغيره ، ولماذا صمت امام تصفيتهم حين كان شريك في مؤسسات الحكم سواء بالتخطيط أو التنفيذ أو حتى بالصمت عليها وعلى من يرتكبونها !!
مطيع ليس وحده الذي ذهب بسبب الصراعات فقد قُتل المفكر فيصل عبد اللطيف في جهاز أمن الدولة وهو ابن قرية ياسين ولم يتحدث عنه في يوم من الأيام ، فلماذا صمت وهل كان الولاء حينها لأمن الدولة ومديرها هو سبب الصمت ؟ وهل زار د. ياسين في يوم من الأيام قحطان الشعبي أو طالب بالإفراج عنه ولماذا كان يعتبره يمين رجعي؟
ولماذا لم يتحدث د. ياسين ايضا عن المناضل والمفكر علي عبد العليم ابن محافظته هل لأنه كان يعتبره خائننا لأنه وقف مع قحطان الشعبي ؟
وهل ياسين نعمان الذي يتحدث اليوم عن زياراته في السبعينات لدول الخليج، هو ذاته الذي كان يهتف في الأيام السبعة في السبعينيات (من عدن إلى البحرين شعب واحد لا شعبين مع علي سالم البيض المقيم اليوم في الإمارات) والذي اعترض على اعتراف الأمم المتحدة باستقلال البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة.؟
وهل هذا هو ياسين نعمان الذي كان في عهد علي سالم البيض وسالم صالح رئيسا للوزراء بعد أحداث يناير 1986م وفي عهده استشهد الآلاف في عدن كانوا أسرى في السجون وتم اخراجهم من المعتقلات إلى المقابر دون محاكمات وفي مقدمتهم زكي بركات وغيره من خيرة الكفاءات والادباء والكتاب والصحفيين ؟
هل هذا هو د. ياسين الذي في فترة تواجده في موقع القرار بعد العام 1986م تشرد اكثر من 200 الف جنوبي خارج عدن ومعهم ثلثي اعضاء اللجنة المركزية ومجلس الوزراء ومعظم السلك الدبلوماسي في الخارج ومعظم اعضاء مجلس الشعب الأعلى والقوات المسلحة والأمن والطلاب الدارسين في الخارج وأُعدم خيرة واشرف الرجال ومنهم الشهيد فاروق علي احمد ، وهادي احمد ناصر وعلوي حسين فرحان ، واحمد حسين موسى ، ومبارك سالم ، وبقي الالاف في السجون والسفارات حتى قيام الوحدة اليمنية ؟؟؟
أليس هذا هو د. ياسين نعمان الذي كان يطالب علي عبدالله صالح بإخراج الآلاف من الشمال أو إعادتهم بالقوة إلى عدن وفي مقدمتهم الرئيس علي ناصر محمد الذي قال عنه أنه سيشكل خطراً على النظام في صنعاء واتهموه بتهمة تطبيع العلاقة مع الخليج والتفريط بالثورة العمانية والخليج..؟
نعلم كجيل دفع ومازال يدفع ثمن اخطاء غيره ان د. ياسين سعيد نعمان كان إلى جانب الرئيس علي ناصر وشارك في وفد برئاسة المناضل انيس حسن يحيى حمل منه رساله للرئيس الأسد ، وبعد أن رجحت الكفة العسكرية لصالح عبد الفتاح والبيض طُلب منه أن ينقل رسالة إلى الرئيس الأسد ، فتساءل حينها الرئيس الاسد مستغربا ألست أنت من شارك في الوفد الذي نقل لنا رسالة من الرئيس علي ناصر محمد ؟؟
وللحديث بقية وهو ذو شجون ,والى اللقاء في الحلقة الثانية
د. علوي عمر بن فريد