د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

هل خرج العرب عن مسار التاريخ ؟؟!!

من ينظر اليوم إلى حال العرب بشكل عام واليمنيين بشكل خاص يتضح له أننا قد خرجنا ومعنا بعض الدول العربية من مسار التاريخ والجغرافيا وأصبحت شعوبنا مبعثرة ومشردة ومهانة تحت الشمس في كل أصقاع الدنيا ،و أصبحت بلادنا مستباحة وثرواتنا منهوبة لكل ساقط ولاقط ولكل طامع وطامح !! وما عادت لنا حدود ولا جدران ولا سقوف ولا جيوش تحمينا ، و السبب نحن ..وعندما اختلفنا فيما بيننا أصبحنا مجرد أدوات وارتضينا أن نكون صنائع ومطايا يحركها الغير ووجدنا أنفسنا على قارعة الطريق وفي أحسن الأحوال نقف أذلاء على الأبواب وأصبحنا جزء من الماضي الذي سترويه كتب التاريخ بالدمع والدم ، وإذ نُطل نحن العرب عموما على ذاكرة التاريخ وتعود بنا الذكريات إلى أكثر من الف عام من الحروب والنزاعات فوق أرضنا والمصيبة الكبرى والأدهى والأمر أننا نعلم ما يُخطط لنا في دهاليز الشر، وما يتم رسمه من خرائط لتقسيم ثرواتنا وتحويلها إلى مكاسب و مغانم وهدايا بين الدول وشذاذ الآفاق ، وكأن ما فعلوه من تصدير للإرهاب إلى بلداننا ما هو إلا مقدمة لاستباحة الدين والأرض والإنسان والحضارة والتاريخ منذ بداية ما عرف ب " الربيع العربي " عندما كان بداية البداية، وليس النهاية، حيث تم وضع خطط جديدة لنهب أرضنا وثرواتنا، وكأن ليس لها أهل يدافعون عنها ، أو باتت مهجورة يمكن لأي عابر سبيل أن يستولي عليها ، والسؤال المطروح هو : هل نستطيع الخروج من حالة المذلة والمهانة والخنوع التي نعيشها، ونعود لمحاسبة أنفسنا وتصحيح أخطائنا وخطايانا، وما جنيناه على أنفسنا وشعوبنا ؟؟!! هل ماتت جينات النخوة والشهامة والشجاعة في سلالة كهلان وحمير حتى أصبحوا يتسابقون اليوم على من يحكمهم ؟ وهل هانت عليهم أنفسهم وهم أحفاد الملوك أن يقبلوا أيادي وركب سلالات العلوج القادمة من أصفهان وبخارى وجبال طوروس وقرى الأناضول لاستعباد اليمن وأهله من جديد ؟؟!! ليس هذا فحسب بل أصبحوا يسوقون أبناء اليمن وقودا لحروبهم وهم صامتون كالأنعام ويحشدون جموعهم في الحسينيات وعاشوراء ويأمرونهم بجلد ظهورهم بالسواطير والجنازير حتى تسيل دماؤهم أنهارا ليثبتوا ولائهم لهم ؟ ماذا جرى لكم يا أحفاد الملوك والأقيال؟ أين أحفاد سيف بن ذي يزن ، ومكاربة اليمن ،وسلالة عمرو بن معد يكرب الزبيدي ؟!! أين قبائل اليمن من تاريخهم ...هل ذهبت الحمية والشجاعة مع الأوس والخزرج ؟! أم هاجرت وماتت مع أبي السمح الخولاني وعبد الرحمن الغافقي و قادة الفتوحات والأمصار وهم يجاهدون من الصين شرقا إلى الأندلس غربا وحتى جبال طوروس و لم يترجلوا عن صهوات الجياد حتى فتحوا الدنيا ونشروا فيها الإسلام ؟؟!! وهل عجزت النساء أن يلدن مثلهم ؟ هل انقرضوا أم استكانوا ؟!! هل بلغ بنا سؤ الحال الدرك الأسفل وابتلانا الله بذنوبنا حتى أخبر بنا هدد سليمان وسلط الله علينا اليوم أحفاد رستم للانتقام مما فعلته جيوش عمر بن الخطاب في القادسية ؟!! هل نقل الجن عرش بلقيس وتاج حمير وكهلان إلى القدس ؟ وهل رهن العملاء والوكلاء نسر الجمهورية وسلموه خامنئي؟‍‍!! وهل التاريخ يعيد نفسه من جديد عندما مزق أبرهة جيوش اليمن وتركوا ذو نواس وحيدا يخوض بفرسه بحر الظلمات ويموت غريقا ؟؟ وهل أصابتنا دعوة عبد المطلب بن هاشم عندما تركنا جيوش أبرهة تغزو بيت الله الحرام انطلاقا من اليمن ..واكتفينا بمراقبة المشهد وجيوشهم تجوس خلال الديار حتى أباد الله جيوشهم بطير الأبابيل؟!! ليس هذا فحسب بل غضب الله علينا من قبل بسيل العرم ومزقنا كل ممزق ولا زالت لعنة الشتات تلاحقنا أينما سرنا حتى يوم القيامة !!
د. علوي عمر بن فريد