د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

عيد بأي حال عدت ياعيد ؟ !!

عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم بأمر فيك تجديد
إلى أن يقول فيها :
ما كنت أحسبني أحيا إلى زمن
يسئ بي فيه عبد وهو محمود

كان يحكم مصر (كافور الإخشيدي)، وهو الذي كان يمدحه الشاعر المتنبي بعدد كبير من القصائد (سميت الكافوريات)، أملا منه أن يهب له مقابل ذلك مدينة يحكمها أو ضيعة يملكها، فلما يئس من ذلك عمد إلى هجائه بأقذع السباب وأفحشه وقال فيه قصيدته المشهورة تلك .
يهل علينا هذه الأيام المباركة و على الأمة العربية والإسلامية عيد الأضحى المبارك وهي متفرقة محطمة هذه سوريا تتخبط في دمار ودماء.
نتوجه نحو العراق وقد تمزقت إلي أجزاء كل يوم تحصي عدد قتلاه.. وإذا اتجهنا إلي فلسطين نجدها تعاني من القمع الصهيوني ما تعاني ولازالت صامدة تدافع عن كرامة الأمة.
نتجه إلي اليمن وهي تتخبط في دهاليز السياسية والحروب المتواصلة التي لا تبقي على شيء إلا و دمرته !!
"الحوثيون صار لديهم صواريخ باليستية بالعشرات يرسلون منها ما تيسّر إلى الأراضي السعودية.
ما فعله الحوثيون هو دخول إيراني على الحديقة الخلفية السعودية. السعودية دولة شرعية تدافع عن أراضيها وشعبها من اعتداءات جارٍ مذهبي يفتخر بانتمائه إلى السياسة الإيرانية، مستفيداً من كلّ خبرات هذه السياسة وخدماتها العسكرية دعماً لهذا التحالف .
نعود إلي مصر المحروسة نجدها كذلك تحوم في دوامة.
ليبيا نجدها تذمر نفسها بنفسها هذا يقول أنا وأخر يقول أنا!!
هذه تونس الخضراء كما تسمي نجدها بين أحضان النهضة و أحضان المعارضة وكل يوم نسمع أخبار الموت المتحالف مع كورونا في تونس الخضراء.
السودان و الجزائر نجدها مشتعلة بالمظاهرات وسالت الدماء البرئية التي نطالب بالإصلاح ولم يستجب لها أحد .
فعن أي عيد نتحدث وعلي من نبكي أو نشكو حزننا قلوبنا تتقطع ولم يعد للعيد طعم كما كان منذ زمن نجد كل يوم أخبار أموات وكأنها نسمات الصباح تغرد لمن لا يعرف ما معني الموت على وسائل لإعلام العربية ولأجنبية؟؟ حتي فقد الإنسان معني لإحساس والألم من شدة ما يرى من حجم الدمار حيث الجثث تتناثر هنا وهناك !!
ومع كل هذه المعاناة فهم في الغرب والشرق يحاربون أمتنا في أدق تفاصيل حياتها، حتى في خياراتنا المحدودة والخجولة. ويستثمرون ما حواه «ارشيفهم» من عهود ومواثيق عن حقوق الإنسان والمرآة والطفل والحيوان..الخ للإساءة لنا ولثقافتنا ولعقيدتنا.
وإذا ما حاولنا ممارسة حقنا المشروع في تطبيق سيادتنا، ومن خلال ما تسمح به قواعد القانون الدولي يأتي وصف حالنا تباعاً، بدءًا من الشوفينية إلى التعصب ورفض الآخر والبدائية والتخلف، مرورا بالخارجين على منظومة الأعراف الدولية .

أما إذا حلمت أي دولة عربية- إسلامية بتطبيق سيادتها على ثرواتها ونفطها، يصبح هذا العمل متناقضاً مع المصالح الدولية ومهدداً للسلم والأمن الدوليين. في حين إذا ما تجرأت دولة من دولنا للوصول إلى معاني القوة والمنعة، فمصيرها الإحتلال والتدمير، بحجج واهية ظالمة وهو عين ما حدث في العراق.
فكم نكتب أو نحزن على حال الأمة الإسلامية فنجد شعارات من فلسطين أن العيد مؤجل إلي إشعار آخر ربما بعدة عدة سنوات.
فكم هو الحزن عميق ودفين رغم انه من المفروض أن نتناسى أحزاننا يوم العيد ، لكن مادا نقول هذا حالنا اليوم؟؟!!!
إلا ما قال المتنبي في قصيدته “بأية حال عدت ياعيد؟!!
إن الأعياد مهما اختلفت صورها وتباينت تقاليدها وتنوعت شعوبها تنطوي على معاني الحب والأمن والسلام وهو ليس السلام الأجوف الذي اتخذ منه المتسابقون في حلبات الصراع الدولي وسيلة للدعاية الكاذبة ومادة لتخدير الأعصاب المضطربة وأسلوبا لخداع النفوس وذر الرماد في العيون !!
إننا نستقبل هذا العيد وفي شفاهنا ابتهال وفي قلوبنا ضراعة وفي جوانحنا أمل أن يعيد العيد للصفوف العربية تماسكها ويقضي على الفتنة التي تهددها وأن يرشده قادة الشعوب إلى ما فيه صلاح العالم وخير الإنسان .
وكل عام وأنتم بخير
د.علوي عمر بن فريد