د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

رسالة إلى كل أحرار الجنوب !!

ان ما تمر به بلادنا " الجنوب العربي " اليوم من حروب وضنك العيش والحصار وتدهور الاقتصاد والخلافات وكلها سلسلة مترابطة ومؤامرات داخلية وخارجية حتى يبقى الوطن الجنوبي رهينة بيد العابثين الذين عبروا اليه على ظهور مطايا من أبناءه مع الأسف الشديد !!
وأنا هنا سأتكلم عن القضية الجنوبية تحديدا ولا أريد أن أسطح الأمور والأحداث كحاطب ليل يلتقط بيديه في الظلام ما يجد دون أن يرى حتى لو كانت ثعابين تلسعه في النهاية وقد تودي بحياته وعموما إن كنت صاحب رأي أو مواطن مسالم تسير بجوار الحائط قد تسلم وربما لا تسلم من السهام الطاشة والطائرة التي تملأ الفضاء الجنوبي اليوم !!
ومن خلال متابعتي ورؤيتي المتواضعة لما يجري اليوم في اليمن عامة والجنوب خاصة وكان آخر ها المقابلة التي أجرتها قناة العربية مع السياسي المخضرم المهندس حيدر العطاس عن الأحداث والكوارث التي عصفت بالجنوب أثناء حكم الحزب الاشتراكي وهو الرجل الحصيف والمرن في كلامه وردوده عل الأسئلة المستفزة والملغومة التي كان يطرحها عليه مذيع العربية طاهر بركه فإنني لا أخفي اعجابي بهدوء ورصانة السيد العطاس ورحابة صدره وتوازنه وهدوءه في اجاباته على المذيع اللبناني المفوه الذي حاول ارباكه عدة مرات بشكل متعمد !َ!
ورغم ذلك كله فالمهندس العطاس لم ينثر ما في كنانته من أسرار الحزب الاشتراكي رغم محاولات المذيع بركه ارباك ضيفه ومقاطعته حتى أنه يستبق خروج الكلمات من فم العطاس محاولا صياغتها بدلا من صاحبها والخروج عن أدب الحوار واللباقة !!
والسيد العطاس كشاهد على مرحلة دامية عبر عنها بلغة الدبلوماسي الحصيف والكيس الفطن حتى لا يكشف عورات رفاقه على الأقل في هذه المرحلة وحاول إبقائها طي الكتمان وأنا أتفق معه وكل أبناء الجنوب يدركون خطورة المرحلة التي يمر بها شعبنا وبلادنا الجنوب العربي خاصة والأعداء يتربصون به من كل حدب وصوب لهدم أحلامه وتطلعاته ويدرك العقلاء منهم أن لا ننبش الماضي ولا نتراشق بالسهام !!
ولا ننكر في الوقت نفسه أن الخلاف لا زال مستمرا بين الانتقالي وباقي قيادات الاشتراكي القدامى .. وفي الوقت نفسه أرى أن من الحكمة وحسن التدبير والحزم أن لا نوسع الهوة فيما بيننا خاصة في هذه المرحلة الحساسة ..وأقدر حماسة شباب الانتقالي وفي الوقت نفسه أقدر تجارب الرئيس علي ناصر وزملائه من خلال مواقعهم السياسية السابقة في الحكم والعلاقات والمعادلات الدولية المعقدة .
ولا شك أن تغليب مصلحة الوطن أهم من كل الخلافات !!
فلا تقولوا العطاس ما لم يقل ولا تحملوه وزر المرحلة وحده ولا تعتبروا تحفظه على بعض الأمور خيانة للجنوب كما يتمنى أعداءه
فالنبش في الماضي وتحميل بعضنا البعض أوزار وخطايا المرحلة الاشتراكية واستجرارها لن تفيد إلا الأعداء والخصوم و ستمزق الصف الجنوبي وستنشر المزيد من الحقد والكراهية والتشظي ، كما أذكر المجلس الانتقالي بأن لا يصر ويكرر نفس أخطاء الحزب الاشتراكي الذي بدأ بشعار " كل الشعب قوميه " وانتهى بكل الشعب "اشتراكي "وكانت النهاية التي قضت عليه وعلى الجنوب ولا زال شعبنا يصارع من أجل استعادة الوطن حتى اليوم !!
وكلمة أخيره : الوطن للجميع وليس لأي أحد فرض الوصاية علينا والتجارب علمتنا أنه اذا " حلق ابن عمك انقع " والحليم فهيم .
د. علوي عمر بن فريد