د. خالد القاسمي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الإنسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان ... وعودة الإرهاب بثوبه الجديد

قد تختلف الأحداث بين الأمس واليوم إختلافا جذريا نتيجة تطور الزمني الذي تشهده المنطقة 
 
في عام 1968 أعلنت حكومة العمال  البريطانية الإنسحاب من الخليج العربي وحددت نهاية عام 1971 السقف النهائي لخروج قواتها من الخليج 
 
وطالبت دول الخليج بأن تتحمل مسؤوليتها بعد أن قيدتهم بإتفاقيات ملزمة بتحمل بريطانيا  مسؤولية الدفاع وتأمين المنطقة 
 
ولكن كان هناك من حكماء المنطقة من تداعى لضرورة مواجهة فراغ الإنسحاب بالإتحاد بين إمارات الخليج العربي الذي نجح فعلا في إقامة إتحاد الإمارات العربية في ديسمبر 1971 وكان لحكيم العرب زايد بن سلطان الدور الرائد في نجاحه
 
اليوم إذا ما قارنا بين تلك الفترة والإنسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان وحديث بايدن بالأمس " أفغانستان مقبرة الغزاة " كلام مردود عليه ، كيف دخلت القوات الأمريكية أفغانستان ومكثت أكثر من 20 عاما منادية بأفكار الحرية والديمقراطية التي لم يعرفها الشعب الأفغاني منذ إستيلاء حركة طالبان على الحكم في الثمانينات من القرن الماضي 
 
وما هي أهداف الإستراتيجية الأمريكية التي لم تكلف نفسها حتى حماية الحكومة المركزية في أفغانستان التي هربت قبل سقوط العاصمة كابل 
 
كل ما أستنتجه من هذا السقوط والإنسحاب المفاجئ هي رسالة أمريكية لدول المنطقة بأن تنظر لمصالحها فأمريكا لم تعد تعنيها منطقة الشرق الأوسط كما كانت في إستراتيجياتها السابقة وعلى دول الخليج أن تنظر إلى بدائل إذا كانت ترى بأن إيران لا زالت مهددا لأمنها الأقليمي
 
والدلالة على ذلك ضرب السفن الأجنبية في مياه الخليج دون أن تنزعج أمريكا بايدن أو تحرك ساكنا 
 
القادم فضيع وستعيش المنطقة في حالة إرباك وإستشعار بخطر الإرهاب القادم من أفغانستان إن لم توجد إستراتيجيات واضحة تحمى أمننا القومي في منطقة الخليج والجزيرة العربية 
 
 
 
د. خالد القاسمي