د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

أمريكا التي تحرك حجار الشطرنج !!

انا وصديقي الخليجي الذي أتواصل معه بعد أن وجدته مهتم بالأوضاع في اليمن ومحلل جيد لما يجري سواء في الشمال أو الجنوب على السواء ونتبادل الرأي فيما يجري في هذه الحرب الضروس وقد كتب لي مؤخرا رسالة قصيرة كما يلي :
الا تلاحظ معي ان الذي كتب سيناريو دخول طالبان إلى كابول هو نفسه الذي كتب سيناريو دخول الحوثيين إلى صنعاء؟ ؟؟
حتى انه قبل نص ساعه طلعت صور استيلاء قوات طالبان على طائرات هليكوبتر ودبابات ومدرعات الجيش الأفغاني بنفس سيناريو صنعاء والجيش الأفغاني المكون من 750 الف جندي لم يطلق حتى رصاصه واحده !!؟؟
لاحظ حتى دخول طالبان إلى قصور المسئولين كان بنفس الطريقة؟!! ..
حتى اجتماع جمال بن عمر في صعده مع عبدالملك الحوثي استمر هناك لمدة أسبوع ولم يعد جمال بن عمر إلى صنعاء الا بعد دخول الحوثيين إلى صنعاء.. وعاد فقط لحضور توقيع اتفاق السلم والشراكة !!َ؟؟ ..
وفي أفغانستان نفس الذي حصل في اليمن المسئولين من الطرفين مجتمعين في قطر لهم اسبوع وتفاجأوا ان الرئيس الأفغاني اشرف غني سلم البلاد وطلع طائره هيلكوبتر وغادر البلاد..وهي نفس الحركه التي قام بها علي محسن الأحمر ؟؟!!!
ولا أخفيكم أني قد وجدت ما قال وكتبه صديقي الخليجي غاية في الأهمية وأن كاتب السيناريو والمنتج والمخرج هو العم سام نفسه الذي هيأ لهذا السقوط الدراماتيكي السريع والمفاجئ ، كما أن وجه الشبه واحد بين ما جرى اليوم في كابل وبين ما جرى سابقا في سايجون
عام 1975م عندما كانت حرب فيتنام نزاعا بين الحكومة الشيوعية لفيتنام الشمالية، وجنوب فيتنام وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة.
كانت حربا طويلة، استمرت حوالي 20 عاما، ومكلفة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، ومثيرة للانقسام الشديد بين الأمريكيين.
وتشير عبارة "سقوط سايغون" إلى استيلاء القوات الشيوعية للجيش الشعبي الفيتنامي على مدينة سايغون، عاصمة فيتنام الجنوبية، التي تسمى أيضا فيت كونغ.
واستولى الفيت كونغ على سايغون في 30 أبريل/نيسان 1975.
وكانت هناك حرب باردة، وكان الشمال مدعوما من الاتحاد السوفيتي وحلفاء شيوعيين آخرين، بينما كان الجنوب مدعوما من قبل قوات غربية - من بينها مئات الآلاف من القوات الأمريكية.
وسحبت الولايات المتحدة جيشها من فيتنام الجنوبية في عام 1973، وبعد ذلك بعامين أعلنت البلاد استسلامها، بعد أن استولت القوات الشمالية على سايغون - وسمتها فيما بعد مدينة هوشي منه، على اسم الزعيم الفيتنامي الشمالي الراحل.!!
وأوجه الشبه واحدة بين العواصم الثلاث سايجون وصنعاء وكابل مع بعض الاختلاف البسيط في مشاهد الفيلم !!!َ
انه نفس المشهد يتكرر اليوم حيث سيطرت حركة طالبان على أفغانستان، بعد ما يقرب من 20 عاماً على الإطاحة بها من قبل تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة.
وشجعهم انسحاب القوات الأمريكية على التقدم بوتيرة أسرع، وهم الآن يسيطرون على جميع المدن الرئيسية، بما في ذلك العاصمة كابل.
وسيطر مقاتلو طالبان في وقت متأخر من يوم السبت 14 أغسطس/آب على مزار شريف، آخر معقل للحكومة الأفغانية في شمال أفغانستان التي كانت لا تزال تحت سيطرة الحكومة.
وفي 15 أغسطس/آب، سيطروا على مدينة جلال أباد شرقي كابل لتنضم إلى المدن الرئيسية الأخرى الخاضعة لسيطرة طالبان مثل قندهار وهرات وأخيرا سيطروا على العاصمة الأفغانية كابل
وتبخرت قوات حكومة كابل الذي بلغ تعداد جيشها 750 الف جندي وهرب كبار قادتها تاركين خزائن أموالهم و كامل أسلحتهم وعتادهم غنيمة لحركة طالبان ؟؟!

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو : هل يعقل أن أمريكا التي أنفقت مليارات الدولارات انسحبت دون تنسيق مع طالبان ودون أن تعقد اتفاقيات سرية معها في احتكار الثروات الموجودة في الأرض الأفغانية ؟؟
د. علوي عمر بن فريد