شباب حضرموت المتطوعون في الوديعة ورسائل أجدادهم
أيام قلائل وتأتي علينا أيام فاضلات فيها يحج المسلم بيت ربه أنها "أيام العشر من ذي الحجة الفاضلة"، وخلال هذه الأيام يتوافد حجاج بيت الله الحرام أفواجا من جميع بقاع الأرض، ومن ضمنهم الحجاج اليمنيين القاصدين بيت الله الحرام، وتزامنا مع ذلك ذهبت دفع متتالية من شباب محافظة حضرموت إلى منفذ الوديعة ل خدمة حجاج بيت الله الحرام المارين عبر منفذ الوديعة الحدودي مع دولة المملكة العربية السعودية بسبب التعسفات والإجراءات الشديدة للحجاج اليمنيين، مما يتسبب في عناؤهم ومشقتهم منذ بداية المشوار الرباني في الحج.
الرسول عليه الصلاة والسلام أمر برفع المشقة عن الطريق وجعلها صدقة وقال"إماطة الأذى عن الطريق صدقة"، فكم هو الشرف والأجر العظيم أن تخدم حجاج بيت الله الحرام وترفع عنهم وعن طريقهم المشقة والعناء والبؤس وتخفف من آلام سفرهم ورحلتهم التي طالما إنتظروها بشوق ولهفة مصحوبة بدعوات القبول لحج بيت الله.
فهبوا وسيروا يا شباب حضرموت على نهج نبينا الكريم ونهج أجدادنا العظماء الذين خلدهم التاريخ الإسلامي.. وشهدت لهم الأمم والدول والأفراد ل نبلهم وسامحتهم ومحبتهم الخير للغير.. وسلامة أخلاقهم التي أعطت المجتمعات الأمان في التعامل والتصاحب معهم، ولنعلم أن كل ما أصابنا في هذا الزمن هو البعد عن نهج أجدادنا في بعض الأخلاقيات والتصرفات المذمومة التي اكتسبناها، والخلاص من هذا كله هو الرجوع إلى الأخلاق الإسلامية الفاضلة التي تحلى واتصف بها أجدادنا في العصور القديمة والوسطى السابقة.
إشادة وزير الأوقاف والإرشاد اليمني القاضي الدكتور: أحمد عطية خير دليل على إحسانكم الصادق في كل الأعمال وخاصة هذه الأيام في خدمة حجاج بيت الله التي قال: "أنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن ترى شبابا من أبناء محافظة حضرموت نذروا أنفسهم لخدمة حجاج بيت الله الحرام اليمنيين في منفذ الوديعة.. وما شهدناه من تجهيز وترتيب لهو دليل قاطع على الخيرية في هذه المحافظة وشبابها.. بقيادة مدير عام الأوقاف بمديرية سيئون ووكيل المحافظة بالوادي والصحراء ومدير عام المنفذ.. وجميع الجهات والمؤسسات الخيرية المساهمة في هذا العمل الجبار الطوعي.. كتب الله لهم عظيم الأجر والثواب ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله عزوجل".
نعم إنها الخيرية الشاملة التي يتحدث عنها الوزير وتحدث عنها العالم قبله.. الخيرية في الأخلاق الخيرية في العلم الخيرية في المعاملة.. الخيرية في السباق لخدمة الناس الخيرية في تقديم المعروف.. الخيرية في الإحسان الخيرية في التعاون.. الخيرية في القبائل الشريفة الخيرية في عامة الناس.. الخيرية في الفرق المتطوعة.. الخيرية في كل الناس.
هكذا هم دائما أهل حضرموت أطفالها وشبابها ورجالها ونسائها وكهولها يحملون رسائل الخير والمحبة لغيرهم .. وهذا دليل الوعي المجتمعي والحضاري، وثقافة مجتمع نشأت أصوله وتربى منذ الأزل القديم على الأخلاق الكريمة السمحة.
فما من فرد في المجتمع الحضرمي الناصع إلا نجده متطوعا باذلا جل وقته في أحد الأندية أو المنتديات أو الملتقيات أو الاتحادات التطوعية.. هدفه الأول خدمة مجتمعه والحرص على تطويره وتقديم كل غالي ورخيص من أجله.. نعم أيها الشباب تحية إجلال ووفاء لمقامكم الكريم أنتم من رفعتم من شأنكم ومنزلتكم بأعمالكم وجهودكم الجليلة ةالملموسة في المجتمعات، والدليل شهادة المجتمعات لكم بالخير واليمن والإحسان.
فمن هنا نطلقها دعوة لكل الأخوة الحضارم في الداخل والخارج مجتمعكم أمانة.. فلنكن يد واحدة في الحفاظ عليه، فأمنه من أمننا واستقراره من استقرارنا.. حفظ الله حضرموت وحرسها من كل شر ومكروه.
وأخيرا من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. الشكر والثناء والعرفان موصول لمعالي وزير الأوقاف والإرشاد اليمني القاضي الدكتور: أحمد عطية؛ حفظه الله.. والاستاذ: مراد صبيح، مدير عام الأوقاف، ووكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء، وجميع الشخصيات والمؤسسات والجهات وكل من كان له دور في إنجاح هذه المبادرة الطيبة.. جعل الله ذلك في ميزان حسنات الجميع.