صلاح السقلدي يكتب لـ(اليوم الثامن):
السياسة في حضرة الدم
وانت تجيل النظر بالمواقع الاخبارية ومحركات البحث وبالذات التابعة للاصلاح وللشرعية عموما ،وكذا التابعة للحركة الحوثية ستجد في صفحاته اعني الاصلاح ان ثمة تراجعا ملحوظا لخبر تغطية مقتل السنباني قياسا بما كان عليه الحال خلال الثلاثة او اليومين الماضيين، والسبب في هذا التراجع ان اصحاب هذه المواقع قد ادركوا شيئا مهما غاب عنهم في خضم استغلالهم تلك الحادثة من الوهلة الاولى للجريمة، وهو ان هذه المواقع قد اوجدت دون قصد من خلال مبالغتها بقتامة وضع المواطن الشمالي بالجنوب حالة من الهلع على حياته من التوجه الى الجنوب او البقاء فيه، وهو الامر الذي يعني بالضرورة تعميق حالة الانفصال بالنفوس وتكريسها بين الشمال والجنوب، وهذا - بحسب اصحاب تلك المواقع- يصب في مصلحة المجلس الانتقالي ويقوض من فرصة بقاء خيط الامل الوحدوي قائما،ولهذا كبحت هذه المواقع من جموحها بعض الشيء،وخففته بعد ان بدا التوظيف السياسي المرجو من هذه الواقعة ياتي نتيجة عكسية وخطيرة عما اريد له بالبداية حين رفعت قميص السنباني.
الحوثيون من جانبهم استطاعوا بخبث او قل بذكاء استثثمار هذه الواقعة لتسجيل عدة نقاط، اهمها:
- اولا اعادة طرح موضوع فتح مطار صنعاء الى الواجهة امام المجتمع الدولي دون اية شروط،وذلك من خلال مطالبتهم باهمية فتحه على وجه السرعة كضرورة طارئة وملحة للحفاظ على ارواح وسلامة ابناء الشمال، وهو الامر الذي ازعج الحكومة اليمنية القابعة بالرياض، وسارعت على لسان وزير إعلامها الى التصدي لهذا الطلب وتحميل الحوثيين مسئولية الاغلاق واهمية استمرار اغلاقه بوجه من وصفهم بالانقلابيين المدعومين من ايران.
- ثانيا أن هذه الحادثة- بحسب الحوثيين - تؤكد ان المناطق التي تحت سيطرة خصومهم والمسماة بالمحافظات المحتلة هي محافظات تسودها الفوضى والرعب بعكس محافظات الشمال.
- ثالثا، السلطة المسماة بالشرعية ومعها الانتقالي الجنوبي من منظور الحوثيين ايضا قد فشلوا بخلق نموذج يتميز عن سلطة هؤلاء الأخيرين في صنعاء وعموم الشمال.