صلاح السقلدي يكتب:
الشرعية وثورة الجياع.. الشـيء بالشـيء يـذكـر
إلى قبل ساعات فقط كانت الشرعية توجّـه أشد عبارات النقد لقرار المجلس الانتقالي الجنوبي، القاضي بفرض حالة الطوارئ، ولكن بعد إعلان محافظ حضرموت لنفس قرار الانتقالي بفرض الطوارئ بكل أرجاء حضرموت بما فيها سيئون وتريم وشبام وغيرها من المدن، وبعد البيان الناري الذي أصدره وزير الداخلية واللجنة الأمنية التابعة للشرعية من سيئون والذي توعد فيه بالرد بقوة على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار. وأن على الجميع مساندة الأمن والجيش بهذه المهمة، بحسب البيان.
نقول إنه بعد أن حذت الشرعية حذو الانتقالي ومشت على خطاه بإجراءاته المثيرة للجدل لمجابهة الأوضاع المستعرة فقد أضحى من السخف والطرافة أن تظل هذه المسماة بالشرعية تستهجن قرارات وإجراءات الغير فيما هي أصلا قد فعلت الشيء ذاته.
فعن أي قمع ستتحدث في عدن وهي تجيزه عيني عينك في عموم حضرموت؟ وعن أي ديمقراطية وحقوق إنسان ستتحفنا بها وسائل إعلامها وأتباعها فيما وزير داخليتها ومعه قادة المناطق العسكرية والأمنية يتوعدون من وصفوهم بالمخربين والمزعزعين للسكينة وممتلكات العامة والخاصة بالويل والثبور؟.
ومع ذلك تظل ثورة الجياع أينما كانت قائمة تشعل بعاصفتها المشتعلة كل الفسدة واللصوص والحرامية الذين ينهبون ما فوق الأرض وما تحتها من ثروات وطاقات، ويصادرون على خلق الله أبسط مقومات البقاء على قيد الحياة من خدمات ولقمة عيش.
مساومة سلّـم واستلم.. انظروا: يقول محمد جميح، وهو مسؤول بهذه المسماة بالشرعية:
((لا ينبغي أن تكون عودة الحكومة لعدن مجرد حقنة مهدئة، بصرف مرتبات وتوفير بعض الخدمات، لتنفيس الاحتقان بالمدينة.
إذا عادت الحكومة لهذا الغرض فسيعود الاحتقان.
يجب أن تعطى الحكومة كافة الصلاحيات وفق اتفاق الرياض، وألا يكون في عدن كيانان: أحدهما يحوز السلطة والآخر يتحمل المسؤولية)). انتهى كلامه.
يا للفجاجة حين يصير موضوع إعادة الخدمات والمرتبات للجياع والمسحوقين في نظر هذه الكائنات الرخوة مجرد حقن مخدرة، وتصير هذه الخدمات أوراق ابتزاز ومساومة سياسية متوحشة.!
أيها المخدرون بأفيون الفشل وهيروين اللصوصية تعروا أكثر وأكثر حتى تتبدى العورات بوضوح للملأ.
على كل حال فمع أن الناس أو معظمهم يعرفون مَـن هي الجهة التي تمنع عنهم الخدمات وتساوم بها خصومها السياسيين لتنال مكاسب سياسية وعسكرية ولا يحتاجون إلى إثبات هكذا حقيقة ساطعة إلا أن الكلام المنشور أعلاه زيادة في التأكيد لمن ما زال في أذنيه وقر وعلى عينيه غشاوة.
فكلام المذكور جميح مثله مثل غيره يؤكد للمرة الألف ويقولها على رؤوس الأشهاد: اعطونا مطالبنا السياسية التي عند الانتقالي نعطكم الخدمات ونفرج عن مرتباتكم ونفط مولداتكم، وإلا فلا كهرباء ولا مرتبات ولا سواها من ضروريات الحياة.
يا هذه العاهات والكوارث إن كان لكم مشكلة وخلاف ومطالب عند الانتقالي أو غير الانتقالي فما ذنب خلق الله تتضور جوعا وتشوى وجوههم بالحر اللافح؟.
ما دخل هؤلاء البسطاء والضحايا ببنود اتفاق سياسي بينكم وبين غيركم من القوى؟، لمَ تتخذون منهم رهائن لتنالوا ما عجزتم أن تأخذوه من خصومكم من مطالب سياسية وعسكرية؟، لماذا على الناس أن تتحمل وزر فشلكم وعجزكم وقبح أساليبكم الرخيصة وجبن طباعكم؟!
شاهت الوجوه.