محمد بن فيصل يكتب لـ(اليوم الثامن):

حزبُ الإصلاح اليمني.. حرباء مُتلوِّنة وثعلبٌ ماكر وضِبع غادر !

 مَكر بالتحالفِ، وغدر بالجنوبيين، وخدع اليمنيين ، وحالف الحوثيين . 
 
أولاً وقبل كل شيء كشفت مؤخرًا صحيفة The Intercept الأمريكية بأن اجتماعًا على أرفع مستوى عقد في تركيا عام 2014 بين "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني وجماعة "الإخوان المسلمين" ، ومما اتفقوا عليه ❞إفشال الدور السعودي في اليمن!❝ ثم صرح إبراهيم منير -نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- لـ"عربي21" : أن هذا أمر صحيح ولقاء حدث بالفعل عام 2014.
 
ولنعود قليلاً إلى الوراء دخلت الدولة اليمنية السابقة في عدة حروب مع الحوثيين، فوقف حزب الإصلاح موقف المشاغب على الدولة في وسائل إعلامهِ؛ وممن نبّه ذلك معالي السفير تركي الدخيل في رسالته: "جوهرة بيد فحّام".
 
وفي 21-فبراير-2011م وقعت ما يسمى بثورة الربيع العربي الإخونجية، فما كان من حزب الإصلاح إلا الترحيب بالحوثي في ساحاتهم هاتفين: "حيا بهم حيا بهم ! " ، وقاموا يلمعون الحوثي بأنهُ مظلوم! ، وكان الحوثي يعتلي منابر الإخوان خطيباً ومحاضرًا أمثال المحطوري وغيرهِ.
 
من ثم تَوسّع الحوثيون في صعدة وخرجوا بعدها إلى المناطق المجاورة، فاكتسحوا قبائل حاشد وعلى رأسهم مشايخ الإخوان، وعساكر الإخوان، فغيّر حزب الإصلاح من طريقته، ودخل في مواجهات مسلّحة في الجوف وحجّة وغيرهما؛ وتوعّد حزب الإصلاح الحوثيين بأربعين ألف مقاتل، لكن لم يجد اليمنيون شيئًا من هذه الوعود، وسرعان ما أرسلوا لجنة  ليصلح بينهم وبين الحوثيين، كما صرّح سعيد شمسان -المتحدث بأسم حزب الإصلاح- ومن على قناة الجزيرة.
 
 في هذه السنوات كانت حرب الحوثي على أهل دماج وقبائل صعدة عموماً فكانت القنوات الإخوانية مثل الجزيرة دولياً وسهيل محلياً تلتزم الحياد وتستضيف محمد عبدالسلام -ناطق الحوثيين- ليبرر قصفهُ على أهل دماج وسيطرتهم على صعدة .
 
حتى حصلت المواجهات بين الإخوان والحوثي لم تلتزم قنوات الإخونج الحياد واوقفت الجزيرة استضافة -ناطق الحوثيين- وحتى سهيل بدأت بمهجمة الحوثي وكان ذلك بداية ظهور الربع في برنامجهِ الساخر ضد الحوثيين .
 
بعد ذلك زحف الحوثي إلى صنعاء لم يشترك الإخوان المسلمون في معارك حقيقية في صنعاء، رغم وجود قوة عسكرية تابعة للإخوان المسلمين، ومع أن "اللواء ثلاثمائة وعشرة" لواء قوي، ومعظم أفراده من حزب الإصلاح، إلا أنه سقط على أيدي الإنقلابيين من دون قتال فعليّ، وفرّ قادة اللواء من المعركة، وبعد فرار قادة الإصلاح من المعارك مع الحوثيين، علّل كبار الإصلاح ذلك بأنهم لن يقاتلوا نيابة عن الرئيس هادي ولا عن حكومته.
 
وبعد سيطرة الحوثيين على صنعاء أعلن حزب الإصلاح تحالفهم مع الحوثي وحلفائه وكان علي صالح حليف حوثي في ذلك اللحين، وفي نوفمبر 2014م ذهب وفد من الإصلاح إلى الحوثيين في صعدة، ليعلنوا فتح صفحة جديدة مع الحوثيين، وبناء ثقة وتعاون بينهما، ثم شاركوا في البرلمان الذي دعات إليه مليشيا الحوثي وعلي صالح.
 
انطلقت عاصفة الحزم ففرح بها كل الأخيار، إلا حزب الإصلاح فقد كان محتارًا في أول الأمر، هل يؤيّد العاصفة أو ينكرها ؟! ، وإن أيدوا عاصفة الحزم فقد وافقوا دول التحالف، وهم يكنّون العداوة لبعض حكومات دول التحالف، منها مصر لأن حاكمها هو السيسي، العدوّ التقليدي للإخوان، وهكذا السعودية قائدة التحالف التي صفعتهم في عهد الملك عبد الله –رحمه الله- بأن صنّفت تنظيم الإخوان المسلمين أحد التنظيمات الإرهابيّة، وايضًا الإمارات التي كشف تنظيمهم السري الذي خطّط لانقلاب وكان لدولة الإمارات الدور الأبرز في فضح الإخوان وتصنيفهم كجماعة إرهابية .
 
وهذا التردّد جعل الإخوان المسلمين ينقسمون في العالم إلى قسمين:
 
 القسم الأول: التنظيم الدولي للإخوان في مصر: - حيث أنكر عاصفة الحزم بشدة، وشنّعوا عليها وعلى التحالف.
 
والقسم الثاني: التنظيم المحلي (حزب الإصلاح) تردّد في أول الأمر وبقي أيّامًا كذلك، ثم أعلن تأييده لعاصفة الحزم على خجل، فتأييد حزب الإصلاح لعاصفة الحزم نوع من النفاق السياسي تقوم به الحرباء الإخوانية متى ما أرادت.
 
 دخل حزب الإصلاح جبهات القتال على ضعفٍ وخجلٍ، لأنهم غير مقتنعين بهذا القتال، لولا أن الواقع فرضه عليهم، وقد لمسنا ذلك منهم في الجبهات، وقد كنا نتوقع أن يتركوا المقاتلين في الجبهات، ولاسيّما إذا اتفق دهاقنتهم في صنعاء بتسوية سياسية مع الحوثيين.
 
وحزب الإصلاح اليوم بعضه مع التحالف ليحقّق أهدافه من غنائم ومناصب في الحكومة، بينما بعضه مع الانقلابيين ليضمنوا لأنفسهم أهدافًا أخرى ‏كما كشفت مصادر في الجيش اليمني أنهم عثروا على جثث من مقاتلي حزب الإصلاح، يقاتلون في صفوف الحوثيين في البُقع بصعدة على الحدود السعودية، وصنفٌ وقف ضد الحوثي والتحالف -كما يزعم- يشغب على دول التحالف ويتناغم مع الحوثي وهما أعضاء حزب الإصلاح الذين يقيمون في تركيا وقطر وعمان، وتوكل كرمان وقناة بلقيس مثالاً .
  
ولذلك لم يخجل –ناطق الحوثيين– لمّا صرّح في مؤتمر الكويت بأن الحوثيين ليسوا وحدهم ضدّ الشرعية، بل معهم كثير من مكوّنات المجتمع وذكر الإصلاح!
 
 وها هو حزب الإصلاح بالأمس سلم محافظة الجوف، وتركاً لهم السلاح والمدد الذي قدمهُ  التحالف طيلة هذه السنوات لهم، وها هم اليوم يسلمون مأرب ويخذلون قبائلها الشريفة، وأينما وُجد حزب الإصلاح وجدت الهزيمة والخيانة والغدر لقوات التحالف وما حصل في معسكر صافر خير شاهد .
 
وأخيراً :  اذكر لي إنجازًا أو انتصارا لحزب الإصلاح ، آتيك بـبقرة تحلق في السماء ..
 
محمّد بن فيصل