فضل الجعدي يكتب:

عبدية مأرب وسقوط أقنعة تجار الحروب

سقطت العبدية في مأرب بعد صمود شهر ونيف.

تتكرر مأساة حجور في أكثر من صورة، وتسلم وتسقط المناطق تباعا في براثن إيران وأدواتها.

إن التعويل على ما يسمى بالجيش الوطني وقياداته الإخونجية أصبح أمرا غير مجدٍ، فغداً سيسقطون ما تبقى من جبهات بذات الطريقة وبذات الثمن المر!.

سقطت الأقنعة وظهرت الوجوه الكالحة التي استمرأت تجارة الحرب والبيع والشراء في المواقف.

 وظهرت الحقيقة جلية كعين الشمس، أن الأدوات التي خونت الجميع وناصبت العداء للجميع لم تكن  تداري سوى خياناتها وهزائمها وتكسبها المشين على حساب المعركة الكبرى ضد مليشيات الحوثي.

إن الوضع البائس الذي تشهده المحافظات المحررة ما هو إلا دليل على أن القوى المأزومة الممسكة بتلابيب قرار الشرعية تعمل بكل قوة، على بقاء الوضع كما هو عليه، سواء في العاصمة عدن أو غيرها من المناطق المحررة، وتقديم النموذج الأسوأ خدميا ومعيشيا وأمنيا وعسكريا وعلى كل المستويات.!

كل الحروب التي تخاض منذ ما بعد حرب 94 الظالمة، هي صراع قوى النفوذ على السلطة والثروة وقد تحل بتقاسم ذلك مهما كانت خلافات أطرافها، وتلك الصراعات لا توازي حيثيات وأسباب وجذور القضية الجنوبية العادلة.

وهذا الفرق هو ما يجب على الإقليم والعالم إدراكه في تسويات الحل النهائي.

إن القضية الجنوبية لم تكن في أي وقت من الأوقات قضية مطلبية أو حقوقية كما تقدمها قوى الهيمنة بتلك الصورة المنقوصة، بل هي قضية سياسية كاملة الصلة والتوصيف، ولا يمكن حلها إلا في إطارها الصحيح ووفق الخيارات السياسية التي يقررها الشعب ويرتضيها.

إن الجنوب لكل أبنائه الذين يخوضون معركة البقاء دفاعا عنه وعن قضيته العادلة ضد قوى الإرهاب والظلام والتخلف وكل من يروم الهيمنة عليه وتمزيق عراه بمشاريع منقوصة.

ولا بد أن تكون الأفعال هي المعيار الحقيقي لصدق الأقوال والمواقف بعيدا عن الشعارات ودغدغة أحلام الناس.

إن وحدة الصف التي نرجوها ونسعى لتحقيقها تتعلق أولا وأخيرا، بمستقبل الجنوب، وإن التسامي عن المصالح الضيقة والأحقاد وفتح الآفاق واسعة للتسامح والتصالح، هو ما يجب أن يكون شاهدا على هذه المرحلة الفارقة، وخليقا بتضحيات الشهداء وبالقضية العادلة التي نناضل من أجل انتصارها.