د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
إلى أبنائنا: هل تدرون من نحن ؟
نحن جيل تربى على كسرة الخبز وحفنة الأرز نذهب إلى المدرسة مع طلوع الشمس ونسابق العصافير والفراشات في الحقول والسواقي نتعايش مع الطبيعة بكل ما فيها نصادف الثعابين في الطرقات تمر أمامنا ولا نخاف وإذا هاجمتنا الكلاب الشرسة نصبر عليها حتى تهدأ كنا نلتقط الدوم المتساقط من شجر السدر ونأكله دون أن نغسله وصحتنا في أحسن حالاتها لا نأنف ولا نتأفف إذا ذهبنا إلى المدرسة دون مصروف لا نبكي ولا نتوسل ومن يدس له أهله حبات من التمر يتقاسمها مع أصحابه لا ببسي ولا كولا ولا مرطبات ولا شوكولاته أو سندويتشات لم نكن نعرف الكرواسان ولا الهمبرجر ولا البيك ولا الطازج ولا ولا ..
تعلمنا السباحة في الغدران بمفردنا دون أن يعلمنا أحد نتشاجر ونتعارك فيما بيننا بالحجارة والعصي وقد تسيل الدماء ولا نشتكي لأهلنا ونصفي حساباتنا مع بعضنا البعض ثم نتصالح ونتسامح نضحك سويا ونبكي سويا ونتسابق في الأودية ونصطاد العصافير ونتسلق الأشجار ونسير حفاة تصطدم أقدامنا بالحجارة حتى تقتلع الأظافر وتسيل الدماء وينغرز الشوك في أقدامنا ولا نبكي بل نقلع شوكنا بأيدينا ولا نذهب إلى الطبيب ولا المراكز الصحية .. نذاكر على الفوانيس ونجلس على الحصير لا مكتب ولا كرسي نذاكر في الهواء الطلق فوق سطوح منازلنا وإذا طال بنا المقام صاح علينا أهلنا يطلبون جلوسنا معهم خوفا منا أن نتعود على العزلة والابتعاد عنهم
كنا نتنافس على المراكز الأولى في صفوفنا ونبكي قهرا وألما إذا لم نحرز علامات عالية في امتحاناتنا لا نعرف الرسوب والفشل مشطوب وغير موجود في ذاكرتنا وحياتنا نغني كل صباح
{{|بلادُ العُربِ أوطاني |منَ الشّـامِ لبغدان}}
{{ ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ |إلى مِصـرَ فتطوانِ}}
{{ فلا حدٌّ يباعدُنا ولا دينٌ يفرّقنا| لسان الضَّادِ يجمعُنا بغسَّانٍ وعدنانِ}}
ونحلم بوحدة الوطن العربي الكبير نحترم رجال الدين ونبجل معلمينا ونقبل أيديهم لا نعرف السباب ولا الشتائم ولا نتكبر على أحد نعيش البساطة ونحترم الكبار ونبجلهم ذكريات عشناها في الزمن الجميل لا عنف ولا قسوة ولا ابتزاز ولا فساد ولا رشوة ولا لصوصية ولا غدر ولا خيانة الكلمة شرف والوعد وفاء قولا وفعلا والتعامل بحسن النيات تحية لمن عاش الزمن الجميل فتشوا عنه واحيوا ذكرياته وستجدونه لا زال في قلوبكم وحنايا الضلوع فابعثوه للأجيال الجديدة وأهدوه لهم.