علي العمودي يكتب:

«قمة الرياض»

الثلاثاء الماضي كنا على موعد مع أهم وأكبر حدث خليجي، ونحن نستعد لوداع عام حافل واستقبال آخر جديد يحمل آمالاً أكبر وأعظم، وذلك بانعقاد القمة 42 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في عاصمة الخليج والعرب الرياض، والتي أكدت وحدة المواقف والتنسيق والتشاور والتضامن وزيادة وتائر التعاون لما فيه الخير والنماء والرفاه لشعوب ودول المجلس، بما يمثل طموحاتنا وتطلعاتنا للمزيد من المنجزات والمكتسبات في إطار المجلس الذي حافظ على استمراريته وتماسكه وأثبت قوته وحيويته وديناميكيته، رغم العواصف والأنواء التي أحاطت بقيامه ومسيرته، بفضل من الله وحكمة قادته الذين حرصوا منذ البدايات على وحدته، انطلاقاً من حكمة لخصها حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في كلمة واحدة بأن «المصير واحد».


تواجدت الإمارات في القمة بروح الحرص الدائم على المشاركة في كل تجمع يحمل الخير لشعوبنا الخليجية، وبطموح حمله وعبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بقوله: «نحن بحاجة لبداية قوية للعقد الخامس من مسيرة مجلس التعاون الخليجي، شعوبنا تتطلع لتكامل اقتصادي وتنموي ولتعاون حقيقي وعميق، وتنتظر من اجتماعاتنا في الرياض نتائج تحول مدننا كلها لرياض من النمو والرفاه والتقدم».


سبق انعقاد القمة جولة خليجية طيبة مباركة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، والذي ترأس قمة الرياض نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكدت الجولة متانة الروابط وقوة الوشائج ووحدة الهدف والمصير.


وخلال المؤتمر الصحفي في ختام «قمة الرياض»، أوجز الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، عندما سئل عن أهم التحديات التي تواجه دول المجلس بقوله: «التحدي هو المحافظة على رفاهية شعوبنا ودولنا وضمان استدامتها»، وما يتطلبه ذلك من المحافظة على الأمن والاستقرار وصون المكتسبات والإنجازات.
ومع كل قمة خليجية تنشط الأبواق والمنصات المأجورة بحثاً عن خيط يبنون عليه ويرددون على وقعه أسطواناتهم المشروخة لزرع الفتن والتشكيك في ما تحقق، ولكن مخططاتهم تصطدم وتتبخر أمام صلابة المواقف والقرارات التي تؤكد وحدتنا، وأن «خليجنا واحد وشعبنا واحد» قولاً وفعلاً. حفظ الله بلداننا من شرور الفتن وكيد الكائدين.

--------------------------------------

المصدر| الاتحاد