د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

أبين منارة العلم والحرية

نعم لقد كانت منارة للعلم والحرية سباقة من حولها في كل شيء ولكنها تعاني اليوم مثلها مثل باقي المناطق الجنوبية إن لم تكن أشد نعم أيها السادة انها أبين التي سبقت عصرها في كل شيء وكانت تطاول هامات السحاب وذرى المجد وتسابق الزمن منذ الخمسينات ، كانت منارة اشعاع حضاري وثقافي عندما استقطبت البراعم الصغيرة الواعدة والمبدعة من كافة الامارات الجنوبية سابقا عندما أسست مدرسة زنجبار الوسطى والتي كانت في زمانها من بداية الخمسينات وحتى نهاية الستينات تضاهي أرقى المدارس الحديثة في الوطن العربي وتخرج منها خيرة شباب الجنوب !!
ولا أخفيكم سرا ومن باب الوفاء لذلك الصرح الشامخ ولأهل أبين الأوفياء أنني وبكل فخر كنت أحد الطلبة الذين درسوا في تلك المدرسة العريقة وبحكم تواصلي مع بعض أبنائها من ذوي الكفاءات والتخصصات العلمية النادرة فقد وجدتهم اليوم يعانون من الاقصاء والتهميش وسمعتهم يتكلمون بصوت واحد ويعبرون بحرقة وألم عن مكابدتهم ومعاناتهم من ضنك العيش وقد عبر عنه أستاذ جامعي وهو واحد من أعز أصدقائي من أبناء أبين قال في رسالته لي :
ليتنا مثلكم نقوى على البوح بما فينا من حنين !!واستطرد قائلا :
تتواصل الإضرابات عندنا في الجامعة بسبب تدهور الأحوال المعيشية واسعار الريال اليمني مقابل الدولار وقد بحت أصواتنا ونحن نطالب حكومة الفنادق بمعالجة أوضاعنا المالية ولم يستجب لشكوانا أحد وعندما تملكنا اليأس لجأنا الى الاضراب عله يكون مفتاحا للحل رغم ما فيه من سلبيات على طلبتنا بعد أن تدهورت أحوالنا المعيشية ووصلت إلى الحضيض ولم يستجب لنا أحد ولا حياة لمن تنادي !!
كان راتب الأستاذ الجامعي عام 2014م ما يعادل 1500 دولارا واليوم نزل إلى الحضيض ما يعادل 150 دولارا !!
ولا أخفيكم القول لقد انبرت ألسنتنا وبحت أصواتنا وتكسرت أقلامنا ونحن نشكي ونبكي ولم يكترث لنا أحد ، ومن المفارقات العجيبة أن من يهيمنون على مقاليد الأمور في الشرعية هم من تجار الحروب الذين لا يهمهم شيء في هذه الحياة إلا الإثراء على رقاب الشعب وفي الوقت نفسه يعملون ليل نهار على إقصاء كل الشرفاء من أبناءه ويحاربون الكفاءات والهامات العلمية الشريفة !!
وقد أثرى أولئك اللصوص من تجار الحروب واستثمروا ملايين الدولارات في شراء عقارات سكنية وفندقية ومصانع في مصر وتركيا وما خفي أعظم وينفقون الملايين ببذخ ولا يحاسبهم أحد بينما وصل الحال بشريحة من أبناء شعبنا أن تأكل من القمامات في مكبات النفاية دون أن يرف جفن لأولئك الحثالة !!
ومن ابرز تجار الحروب وصناع الازمات اليوم اعلاميين ومثقفين وسياسيين يتصدرون واجهة الاحداث على مختلف القنوات الاعلامية كمحللين ومعلقين على مجريات الاحداث وتوجيهها بما يخدم مصالحهم , حيث يقيم معظم هؤلاء خارج البلاد وفي فنادق راقية بعيدا عن ويلات الحرب ومعاناة البسطاء من اثارها التدميرية . ويسهم هؤلاء الصنف من التجار وصناع الازمات من خلال كتاباتهم وتحليلاتهم وتعليقاتهم عبر وسائل الاعلام في إشعال نيران الحرب وتمديد نطاقها وتعظيم تأثيراتها السيئة على مختلف مناحي الحياة المعيشية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد. ومن ابرز تجار الحروب وصناع الازمات اليوم رجال اعمال واصحاب محلات ومراكز تجارية متنوعة, يستغلون تدافع الناس لتأمين احتياجاتهم من بعض السلع كالمواد الغذائية خلال فترة الازمة او الحرب , فيقومون بإخفاء هذ السلع لبيعها في السوق السوداء بأسعار عالية وتحقيق مكاسب خيالية من ورائها دون ادنى شعور بالمسؤولية او مراعاه لظروف الناس وخصوصا الفقراء وذوى الدخل المحدود في المجتمع , ويعد هؤلاء الفئة من التجار وصناع الازمات اشد خطرا في نظري على ابناء المجتمع من الفئة السابقة ,وذلك بحكم تأثير ممارسات هؤلاء الفئة من تجار الحروب وصناع الازمات بشكل مباشر على حياة الناس ومعيشتهم في ظل الظروف الصعبة والسيئة التي تواجههم اثناء الحروب والازمات الناتجة عنها .
وفي الختام نقول لهؤلاء جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة والله غالب على أمره .
د . علوي عمر بن فريد