د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

تجار الحروب والازمات

أثناء الأزمات والحروب داخل الأوطان تظهر شريحة جشعة من البشر تتسلق على اكتاف ضحايا تلك الحروب والأزمات وهؤلاء هم عادة من محدثي النعمة وأصحاب المال المجهول المصدر ،
والسؤال الذي غالبا ما يطرح عليهم ويرفضون الإجابة عليه هو:
من أين لكم هذا ؟
يكون جوابهم سرد قصص خيالية كاذبة لا يقبلها العقل والمنطق حتى لا يفضحون مصدر ثرائهم المفاجئ وهم كالتالي:

الصنف الأول:

- يجمعون أموالهم من مناطق الحروب وتجارة السلاح التي حصلوا عليها بطرق غير مشروعة.

الصنف الثاني:
- يعملون في المواد الغذائية وسرقتها واحتكارها ويروجون الاشاعات الكاذبة حتى تتضاعف ارباحهم.

الصنف الثالث:
- المتاجرة في الممنوعات وفق اتفاقيات مع مسؤولين متنفذين قابلين للرشوة .
وكما للسياسة تجار، منهم من اثروا وصاروا اصحاب مليارات ومنهم من باتوا تحت الثرى في عملية اغتيال ، والهدف في النهاية الحصول على الجاه ..والجاه يمد جسرا للثراء وبالعكس يكون الثراء جسرا للسياسة !!
وكلا الامرين فن، ولا يجيد هذا الفن الا من كانت لديه القدرة على التلون مع الوان الطيف وغاص في اعماقه وعرف كيف يسوق سياسته كما عرف كيف يسوق تجارته .

وكما يقولون السياسة فن الممكن، فالتجارة فن الشطارة، واذا التقى الممكن مع الشطارة يكون لدينا السياسي التاجر الماهر ويكون لدينا التاجر السياسي الباهر.
رجال سياسة دخلوا عالم المال وباتوا اثرياء وثروة لا تحصى بعد ان داسوا وسحقوا أمام شغفهم ورغبتهم ونرجسيتهم وساديتهم الكثير من بني جلدتهم ممن حاولوا الوقوف في وجه طمعهم .
لقد كان الرئيس رفيق الحريري تاجرا أو رجل اعمال ثري قاده الثراء إلى السياسة ليتبوأ اعلى سلطة في بلده ولكن فقد الممكن بعدم تعامله مع ملفات بلده بحرفية السياسي، ففقد حياته في تفجير عنيف.
و لمعرفة لماذا تحول التاجر إلى سياسي مقاتل؟؟!!
في العالم الغربي السياسة تجارة اولا ولذلك نجحوا في السيطرة على الآخر وبات سياسيو الغرب اثرياء بصمت ونجحوا.
وقد يسأل سائل: أيهما اكثر شرفا السياسي التاجر، أم التاجر السياسي؟ !!
كلاهما من معدن واحد همه ان يحقق الثراء ولو داس على ملايين الجثث.
اكتب مقالتي وانا استعرض تجارا تاجروا بضمائرهم ولا يهمهم ان يدوسوا على مصائر شعوبهم.
قرأت من صحيفة الـ «لوموند الفرنسية» عن قيام رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك بالالتفاف على تاجر الحرب رجل الأعمال المتنفذ أحمد صالح العيسي بكسر الاحتكار للوقود وفتح باب الاستيراد، فاستشاط العيسي غضباً، ففي تقرير سابق للوموند وصفت العيسي أنه تاجر الحرب المسيطر على كل شيء في اليمن ماعدا الهواء.. مشيرة إلى أنه المتحكم في كل شاردة وواردة في اقتصاد هذا البلد المنهك، وأن كل شيء يمر من خلاله.. وأن الرجل الذي يصفه خصومه بـ«التمساح أو القرش» يجني أرباحاً شهرية تقدر من «30-40» مليون دولار، نظير احتكاره تصدير شحنات البنزين إلى ميناء عدن والتي تغطي حاجات السكان في عموم المحافظات المحررة.!!
وختاما نقول : إذا مات القلب ذهبت الرحمة وإذا مات العقل ذهبت الحكمة وإذا مات الضمير ذهب كل شيء وكان الله في عون الشعب اليمني الذي يعاني الأمرين من هؤلاء الجشعين تجار الحروب والأزمات الذين أثروا من دمائه ودموعه والامه ... ولكن الله يمهل ولا يهمل وحسبنا الله ونعم الوكيل.

د. علوي عمر بن فريد