د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
هل تريدون ضياع الجنوب من جديد ؟!!
في ظل صمت مطبق من المجلس الانتقالي الجنوبي لم نسمع إلا صوت واحد من الوطني الغيور أحمد الصالح استنكر ما يجري هذه الأيام في عدن ، وقد كنت أتابع مع غيري تلك الأحداث بألم شديد من قيام بعض المسؤولين والمتنفذين من ذوي الرتب العسكرية والأمنية العالية في عدن وهم يتنازعون على اقتسام مرتبات الجنود وعلى الأراضي التي يسطون عليها بدون وجه حق وهي أصلا أملاك عامة للدولة أو تعود لمواطنين غابوا في الغربة أو حضروا فالأمر سيان عند هؤلاء البلاطجة الذين يستخدمون نفوذهم ومن هم تحت امرتهم لنهب ممتلكات المواطنين دون حق شرعي ولا عرفي حتى ..ويعملون ليلا ونهارا على تصعيد الكراهية والشحن المناطقي الذي يستدعي الماضي بكل جراحاته الراعفة منذ الاستقلال مرورا بأحداث 13 يناير وحرب صيف 1994م على الجنوب لتمزيق اللحمة الجنوبية !!
وأقول كلمة حق لهؤلاء البغاة الذين يحتمون بمناصبهم ونفوذهم ونهب أموال الناس ويروعونهم باشتباكات مسلحة داخل عدن أقول لهم :
أنتم لا تستحقون الرتب التي تحملونها على أكتافكم ولا تستحقون السلام والتحية العسكرية بل ولا تستحقون حتى مجرد السلام والاحترام من المواطن البسيط الشريف الذي يعبر الشارع !!
هل نسيتم أن أعدائنا الغزاة لا زالوا يتربصون بنا جميعا وينشرون قواتهم التي تزيد على أكثر من 40 لواء في حضرموت وعلى مشارف أبين ومكيراس وفي الوقت نفسه لا زالت قوات العمالقة الجنوبية ورجالها الشجعان يقاتلون وحدهم ويستشهدون على تخوم شبوة بالعشرات وأنتم تتقاتلون على المرتبات والأراضي في عدن ؟!!
الا تخجلون من أنفسكم ؟! تبا لكم وتبا لمن ولاكم !!
الشرفاء من أبناء الجنوب يموتون على اسوار الوطن وترابه كل يوم وانتم ظهرتم على حقيقتكم وأنكم لستم سوى قطعان من اللصوص والمجرمين وقطاع الطرق لستم جديرين بحماية وطن ينهب ويستباح من الدخلاء أمام أعينكم دن أن تهتز فيكم شعرة واحدة أو بقيت لديكم ذرة واحدة من كرامة !!َ
إن الاحتراب الداخلي لا يفيد والبكاء على الوطن لن يعيده وإذا لم نتوحد لن نستعيده ولو نحتنا الصخر وأقول للجميع :
إن استدعاء الماضي الأليم وأعمال السطو والنهب من قبل أصحاب النفوذ والتعبئة الخاطئة وخلق ثقافات وقناعات مناطقية ضيقة ما هو إلا توظيف مجاني للمتربصين بالوطن الجنوبي تسهل لأعدائه تدمير نسيجه الوطني والاجتماعي وتشعل روح الحقد والكراهية بين أبنائه .
ولا يخفى علينا جميعا أن أعداء الجنوب يسعون جاهدين للعمل على فرقتنا وتشرذمنا وكسر إرادتنا والنفخ في كير المناطقية وإثارة العصبيات والنعرات القبلية حتى يسهل عليهم إشعال الحرائق في النفوس وإخماد روح التسامح والتصالح التي تعاهد عليها أبناء الجنوب .
وتحاول تلك القوى الشريرة استدعاء أحداث 13 يناير من جديد وتوظيف ما يجري في عدن من ممارسات مخزية ونهب وسلب وفوضى وانفلات أمني لهدم الثقة وتجذير المناطقية ليسهل لها تدمير بنيان الجنوب وتقويض أركانه و جدرانه لتقوم باجتياحه من جديد!!
ولكننا نقول لتلك القوى الظلامية هيهات.
ورغم محطات المخاض والآلام العسيرة التي مرت علينا في الجنوب إلا انني أطالب كل عقلاء وحكماء الجنوب ألا يستجروا أحقاد الماضي الأليم وتقليب المواجع فالكل خسران وكان الأجدر بنا آن نتعلم من تلك الدروس القاسية التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم !!.
إنني أدعو كافة أبناء الجنوب وفي طليعتهم النخب الوطنية المثقفة ومن كافة الشرائح الاجتماعية والعسكرية والأمنية الشريفة المؤثرة إلى الاحتكام إلى صوت العقل والمنطق والصبر على المكاره حرصا منا جميعا على تماسك اللحمة الوطنية الجنوبية في هذه الظروف العصيبة وتحكيم عقولنا وعدم الانسياق خلف عواطفنا ونبذ الشحن المناطقي والقبلي .
إنني أدعو كل الحكماء والغيورين على مصلحة الوطن والشعب الجنوبي المكلوم الذي لم يعد يحتمل كل هذه الصراعات المناطقية العبثية وقد طحنته تكاليف الحياة الباهظة وأثقلته بآلامها حتى أصبح لا يجد لقمة العيش وافتقد الأمن والأمان ويتربص به الموت أينما اتجه !!
كما أنني أدعو قوى التحالف العربي إلى لجم هذه الأبواق التي تحرض على الفتن ومنع الساسة في الداخل والخارج من التصريحات التي تؤجج الفتن وتشعل نيرانها في ربوع الوطن .
وأدعو دول التحالف العربي إلى جمع الأطراف المتنافرة تحت رعايتها لتأسيس إدارة نزيهة وفاعلة تقوم بإخراج البلاد من هذه الفوضى وتخمد الشحن المناطقي ويكون شعارها هو بناء الوطن واستعادة أمنه واستقراره.
وهذا بدوره سيكون نموذجا يحتذى وخاصة في المناطق المحررة وهذا كله سيساعد على اشتعال المناطق التي لازالت تحت سيطرة الحوثي وسقوطه مع مشروعه الإيراني الدخيل !!
وبعد التحرير لشعب الجنوب مطلق الحرية في الاتفاق على نوع العلاقة بينه واليمن ، خاصة وقد ثبت للجميع فشل الوحدة الاندماجية الارتجالية بينهما وفي رأيي الشخصي أرى العلاقات الأخوية القائمة الى الاحترام وحسن الجوار رغبة وليس رهبة أفضل الف من العلاقة والضم القسري بالقوة ، وختاما أقول :
إن شعب "الجنوب العربي " لن يقبل (الوحدة اليمنية) القسرية التي تحولت من مشروع وطني إلى صراع على غنيمة حرب واستباحة لكل الجنوب !!
د. علوي عمر بن فريد