د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

تبا لخونة الأوطان !!

يقول غازي القصيبي (الوطن رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة).
رغيف الخبز اليابس الذي تأكله بكرامتك وبين أهلك وفوق ثرى وطنك ولو كنت تسمع صوت تكسره بين أسنانك، أشرف لك من مائدة فاخرة تجلس باحتقار على طرفها وكل لقمة فيها مغموسة بالمهانة والذل، لأنك تعلم يقينا أنه وإن كان سقف بيتك مشيدا من ذهب فأنت في النهاية مجرد سلعة تم شراؤها وسيتم بيعها عندما يتم الاستغناء عنها .
ـــ لا شيء يبرر خيانة الوطن، ولا عذر للخائن في خيانة وطنه، حتى من تخون وطنك لمصلحتهم، ستجدهم أكثر الناس احتقارا لك وعدم ثقة بك فمن يبيع وطنه سيبيع كل أوطان الأرض!!
 
يقول هتلر (أحقر الأشخاص الذين قابلتهم هم هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم)
لقد حفر التاريخ على صفحاته كثيراً من قصص الغدر والخيانة، ومن أشهر تلك القصص وأكثرها تداولاً قصة الغدر التي تعرَّض لها مؤسس الإمبراطورية الرومانية يوليوس قيصر من أحد أكثر المقرَّبين إليه وهو ماركوس بروتس الذي طعنه في ظهره، وحين رأى طاعنه قال كلمته الشهيرة: «حتى أنت يا بروتس» والتي أصبحت مثلاُ لغدر وخيانة القريب. أما بروتس فقد لقي مصير الخونة الحتمي وهو الخزي والهزيمة والانتحار
. إن سجلات التاريخ؛ تحفظ لنا الكثير من قصص الجواسيس، التي تصلح لأن تكون عبرة لمن يعتبر. ومنها على سبيل المثال: أن القائد العسكري الشهير (نابليون بونابرت)؛ عندما شعر بالانكسار نتيجة خسارته في معركة (اسبرن)، طلب من ضباطه أن تكون المعركة استخباراتية، وبدأ ضباطه يبحثون عن جاسوس نمساوي يساعدهم على الدخول إلى النمسا، من خلال نقطة ضعف في الجيش النمساوي، وبعد جهد جهيد، وسعي حثيث، عثروا على رجل نمساوي كان يعمل مهربًا بين الحدود، واتفقوا معه على مبلغ من المال إذا هم استفادوا من معلوماته. فدلهم الخائن على منطقة جبلية يوجد فيها جيش نمساوي قديم، لكون المنطقة شبه مستعصية .وبالفعل.. تمكن الجيش الفرنسي من اقتحام المنطقة واحتلالها، وبعد أن استقر الوضع لفرنسا؛ جاء الخائن النمساوي لمقابلة (نابليون بونابرت)، فأدخلوه على الإمبراطور وكان جالسًا في قاعة كبيرة، وما إن رأى (نابليون) ذلك الجاسوس النمساوي؛ حتى رمى له بقبضة من النقود في صرة على الأرض؛ ليأخذها ثمن خيانته وجزاء أتعابه، فقال الجاسوس- كعادة أمثاله: سيدي العظيم؛ يشرفني أن أصافح قائدًا عظيمًا مثلك. فرد عليه نابليون: أما أنا فلا يشرفني أن أصافح خائنًا لوطنه مثلك. وانصرف الجاسوس، وبصق عليه نابليون من وراء ظهره..!!
وكان كبار القادة جالسون عنده، فتعجبوا من تعامل نابليون مع الجاسوس؛ على الرغم من أهمية الأخبار التي نقلها لهم؛ وكانت سبباً في انتصارهم. وسألوه عن السبب فأجاب (نابليون) بعبارة هي من أروع عبارات التاريخ الحديث عن الخائن والخيانة. ماذا قال..؟ قال: (إن الخائن لوطنه، هو كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللصوص تشكره )!!
وهذه القصة أهديها  الى كل خائن باع وطنه وأخص بها الحوثيين الذين باعوا اليمن لإيران واذكرهم بأن التاريخ يعيد نفسه
كما قالها أحمد محمد الشامي: 
 
قل لفيصل والقصور العوالي
إننا نخبة أباة أشاوس
سنعيد الإمامة والحكم يوما
بثياب النبي أو ثوب ماركس
فإذا ما خابت الحجاز ونجد
فلنا إخوة كرام بفارس
هذه الأبيات قالها الشامي عندما اعترفت المملكة بالحكم الجمهوري في اليمن عام ١٩٧٠ و في هذه الأبيات الإجابة لعندما قامت الثورة في اليمن على الحكم الإمامي الكهنوتي المظلم عام 62 لم يكن يهم الرياض من هو إبليس الذي سوف يحكم هذا البلد الرخو والمصاب بعلل لا تعد ولا تحصى، والذي يستحيل أن يتوقع أحد كيف يكون بعد سنة أو عشر سنوات أو خمسين سنة فأعداء اليمن هم أبناء اليمن .
كل مفاصل الدولة والزيادة السكانية الهائلة والجهل والفقر والطائفية التي تشهد عليها الأبيات التي صاغها الشامي والتي تدل على العلاقة الخاصة بين آل حميد الدين وإيران الراسخة في عقيدة الإمامة في اليمن .والحوثيون لا ينكرون انهم يقاتلون لإعادة الحكم الإمامي في اليمن خدمة لإيران ، والحوثيون ينكرون في نفس الوقت أنهم شيعة اثنا عشرية ويقولون أن احتفالهم بعاشوراء وعيد الغدير ليس له علاقة بالعقيدة الاثنا عشرية 
 
في اليمن فقدت المبادئ وذبحت الفضيلة عند البعض، وأصبح القتل شجاعة ،
والرشوة مباحة، والكذب شطارة  ، والسرقة رجولة ،  والنذالة سياسة ، والدجل والتضليل مسموح بهما  لأصحاب العمائم واللحى الطويلة . وأصبح  القتلة والمجرمون واللصوص والمستبدون يحكمون وطني ،والطغاة لا يبنون بل يدمرون !!
أليس اليوم هو يوم اللصوص والدجالين أليس اليوم هو يوم العملاء السافرين بدون حياء؟ ألا  يحكمنا اليوم الأمي والدجال؟ الم يصبح المواطن في وطني  مكسور  الظهر من أحمال العيش  الثقيلة جراء  الأزمات الاقتصادية سواء في عدن أو عيرها من المدن اليمنية الأخرى ؟!
لقد  أفقدوه القدرة على أن يذهب بأحلامه أبعد من قوت يومه !!
ولم نعد نرى في اليمن  اليوم إلا أبطالاً في قبور ولصوصاً في قصور، وأغنياء على ذل الفقراء يغتنون، وحكاماً على جثث الناس يرقصون، و إيهام  الشعب بأعداء كثر و استغلال الدين لتثبيت حكمهم ، ويكدح الشعب وينشغل بطلب العيش  وتفكيك المجتمع أسرياً وقبلياً.
وطني الحبيب، لقد ذبحوك من الوريد إلى الوريد، لقد جففوا ينابيعك بحقدهم وحرقوا حقولك بشرورهم مصّوا دمك، وأكلوا لحمك وشحمك ولم يبقوا لك إلا الجلد والعظم، باسم الله شوهوك، باسم الحب قتلوك، وباعوا ترابك وهواءك وماءك وكبرياءك ومع ذلك يصفقون لك وينشدون عاش الوطن، يقتلني كذبهم ويزلزلني دجلهم أولئك الذين جيوبهم مع الوطن وسيوفهم على الوطن، يغنوّن للوطن ويقبضون الثمن يحرقون الوطن ويقبضون الثمن.
 
د. علوي عمر بن فريد