د. عيدروس النقيب يكتب:
فليعلم رئيس مجلس نواب اليمن
كنت أعرف موقف الزميل سلطان البركاني من الخلاف حول قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تتمركز في وادي وصحراء حضرموت والمهرة، وليس بين أفرادها 2% من أبناء حضرموت ولا من أبناء المهرة، كنت أعلم موقفه وهو الموقف الذي لم يكن جديداً، لكن الكثيرين الذين يعتقدون أن هناك فرق بين هنجمات رئيس الكتلة وصاحب فكرة قلع العداد، وبين من أصبح رئيساً لمجلسٍ يفترض أنه يعبر عن كل الأمة، بشمالها وجنوبها، وخصوصا وأنه ومن يمثلهم يزعمون بأنهم متمسكون بــ”اليمن الواحد”، أقول لكن هؤلاء الكثيرين قد خاب اعتقادهم بعد أن سمعوا رئيس مجلس “اليمن الواحد” “الذي لا فرق فيه بين شمالي وجنوبي” كما يقولون، وهو يقول إن نقل قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت والمهرة هو عبارة عن مؤامرة تستهدف إسقاط حضرموت والمهرة.
أعود وأقول إنني شخصيا كنت أعرف هذا، لكن الكثيرين (وأنا منهم) كانوا يتوقعون ان لدى الرجل شيئا من الحصافة والدبلوماسية يكون قد تعلمها بعد أن عانى من التشريد والضياع وبعد التفكك الذي تعرضت له منظومة الحكم التي كان يخطط لقلع عدادها فاقتُلِعَت البلاد كلها ولم يبق لا عداد ولا حاكم يستخدم هذا العداد.
لم يقل الزميل سلطان بيد من ستسقط المنطقة ومن هو مدبر المؤامرة، لكنني أظنه يعلم، وإن لم يكن يعلم فليعلم، أن المطالبين بنقل القوات من المنطقة الأولى يقولون انهم يريدونها ان تذهب لدحر ذراع إيران من مارب ومن صنعاء ومن كل مساحة الجمهورية العربية اليمنية (السابقة) واستعادة العاصمة والدولة من قبضته، فإذن رئيس مجلس النواب لا يخشى من سقوطها بيد الحوثي، ويبقى السؤال بيد من ستسقط؟
حديث رئيس مجلس النواب الذي ما يزال هو رئيس الكتلة مند أكثر من عقدين يبين أن عقلية الاجتياح والاحتلال والاستباحة لم تخرج من رؤوس هؤلاء، وأنهم يعتبرون إدارة المواطنين الجنوبيين وضمنا الحضارم، لمحافظاتهم ومديرياتهم سقوطاً، وأن هؤلاء المواطنين ما يزالون قُصَّراً وليسوا مؤهلين لهذه المهمة، وأن هذه المناطق لا يمكن أن تدار إلا من قبل ضيوف ١٩٩٤م ولا احد سواهم مؤهل لإدارتها وحراسة أمنها والتصرف بثرواتها ومواردها.
للأسف الشديد لم يتعلم قادة تحالف ١٩٩٤م من كل النكبات التي ألحقوها بالبلاد شمالها وجنوبها جراء السياسات الخرقاء التي اعتبروها تفوق حكمة أفلاطون وعدل عمر بن الخطاب وعبقرية آينشتاين، وما يزالون يتمسكون بها رغم كل العواصف التي مرت بها البلاد بسببهم وبسبب هذا التمسك الأحمق بها، والذي لا يدل إلا على غياب الشعور بأدنى قدر من المسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية.
وهمسة في أذن زميلي وصديقي سلطان البركاني، طالما تمسكتم بنظرية المؤامرة واعتبرتم مطالب أبناء محافظة حضرموت والمهرة بأرضهم وثرواتهم تمثل مؤامرةً، فقولوا لنا ما اسم تحالفكم مع الحوثيين عام 2015؟ . . . بالتأكيد ستقولون أنه عملٌ وطنيٌ شريفٌ طالما لم يكن مؤامرة.
“وَسَيَعْلَمُ الَّذِيْنَ ظَلَمُوْا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون”.