حرب الكبار

تسرع الغرب كثيرا في ضم دول أوروبية لحلف الناتو وبعضها كانت ضمن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره بفترة قليلة

وكان من المفترض على الغرب  احتضان روسيا في منظومة عالمية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بدلا من اعتبارها عدوا واستفزازها وكرد فعل مقابل ذلك من جانب روسيا قامت بالتدخل في الانتخابات الامريكية والفرنسية للضغط على أوروبا في سياسة الطاقة. كما قامت روسيا بانتزاع أجزاء من جورجيا كما قامت بضم أجزاء من أوكرانيا وتسليمها للانفصاليين الروس الذين يمثلون 17 بالمئة من سكان الإقليم ّ!!ّ

وترتب على ذلك الابعاد الاقتصادية لهذه الحرب وخاصة على قطاع البترول و الغاز والحصار الاقتصادي والمالي وأدركت روسيا أن ذلك كله  سيدخلها في أزمة مالية مدمرة وقد جعلت الحرب في أوكرانيا  القضية الفلسطينية في مقدمة الازمات العالمية فالغرب الذي يعطي الحق للشعب الاوكراني في مقاومة الاحتلال الروسي وتقرير مصيره يوجب عليه التعامل مع الشعب الفلسطيني بنفس المكيال والميزان !!

الحرب الروسية - الاوكرانية هي «حرب عالمية ثالثة  وهي  بين الولايات المتحدة الامريكية ومعها بريطانيا العظمى وفرنسا من ناحية وبين روسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفييتي ..

أمريكا  هيمنت على العالم وحسمت مرحلة مهمة من الصراع في العام 1991 ( بعد حرب الخليج )  والدليل أن نتائج تلك الحرب كانت : انهيارالاتحاد السوفييتي ، سقوط جدار برلين ، وقد منع صراع الكبار قيام اتحاد اوروبي قوي الا من خلال انضوائه تحت مظلة «الناتو» الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية وبقي مجرد  سوق اوروبية  لا تقوى على مجاراة الاقتصاد الأمريكي .

سمح للقيصر الروسي  بغزو الشيشان ( 1991)واحتل جزءا من جورجيا ( 2008) ثم ضم القرم ( 2014) ، وزادته « العقوبات الاقتصادية» منذ ذلك العام منعة واستعدادا لمواجهة حتمية لحسم الصراع مع الولايات المتحدة !!

وهناك دول لم تعد تقبل بالولايات المتحدة كلاعب أوحد في الساحة ،فهناك الصين الخارجة من »كورونا « أكثر قوة ،واستشعرت روسيا الاتحادية أنها المستهدفة في المرحلة الراهنة بالمواجهة مع امريكا قبل الصين .

خلاصة القول انهم يتآمرون على بعضهم البعض ويكيد كل طرف للآخر حتى وان اتفقوا !!

-  والهدف الرئيسي هو اضعاف روسيا الاتحادية وانهاكها عسكريا واقتصاديا .. وهذا أهم بكثير مما يجري على أرض أوكرانيا .

هي حرب أعدّت روسيا الاتحادية فاتورتها وكلفتها الاقتصادية مسبقا ، والولايات المتحدة لديها الاستعداد للمضي بـ» شيك مفتوح « لكن هناك دول لن تقوى على دفع تكاليف »حرب الكبار»..الذين تحمّلوا كلفة كورونا التي زادت على(20 تريليون دولار) .. ولا ندري كم ستكلف حرب الكبار هذه  ؟

د . علوي عمر بن فريد