د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

هل يدخل الدب الروسي القفص؟!!

أعلن قرابة 20 ألف مقاتل أجنبي استعدادهم للتطوع من أجل مساعدة أوكرانيا على محاربة روسيا، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأوكراني حيث قال دميترو كوليبا في تصريح لقناة “سي إن إن” الأمريكية: “لقد بلغ عدد هؤلاء المتطوعين حوالي 20 ألفا، حاليا، وهم يتحدرون بشكل أساسي من دول أوروبية”.
واعتبر وزير الخارجية الأوكراني أن “الكثير من الأشخاص يكرهون روسيا، منذ سنوات؛ لكنهم لم يجرؤوا على معارضتها”، وفق تعبيره ضمن التصريح الصحافي نفسه.
التدخل الأميركي الأوروبي في مواجهة الروس بدا واضحاً، في تقديم السلاح المتطور، ونقل المتطوعين، إلى أوكرانيا، والضخ الإعلامي وأدواته وتقنياته وتوظيفها في المواجهة، وجعل أوكرانيا مستنقع استنزاف لروسيا كما حصل لها في حرب أفغانستان .
في هذه الحرب التي تضرب قلب أوروبا، بل العالم نتيجة تشابكاتها الاقتصادية، وتداعياتها المتوقعة، وآثارها المرتقبة ربما نشهد تغييرًا في الجيوسياسية العالمية، إذ إن هناك سيناريوهات تشير إلى أن روسيا تسعى عبر هذه الحرب إلى إستعادة أمجاد القوى العظمى للإتحاد السوفيتي التي فقدت إبان انهيار هذا الاتحاد ، وإذا تحقق ذلك فإنه يعني تراجع دور ونفوذ أميركا خصوصًا مع تنامي قوة الصين التي تملك الاقتصاد الأكبر وتدعم موسكو في حربها، وتعود معادلة القطبين في رسم السياسات العالمية، في المقابل فإن هناك سيناريو آخر يقول إن دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة لديهم مخطط لتوريط روسيا في هذه الحرب من خلال استدراجها فيها لاستنزافها بالعقوبات الاقتصادية، وكسر شوكتها المتنامية إقليميًا وعالميًا على حساب زيادة نفوذ أميركا وأوروبا، وإحكام سيطرتهما على العالم اقتصاديًا وسياسيًا.
الجميع روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوربي هم الخاسرون والمنتصر الوحيد في هذه الحرب القذرة هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تجيد الاعيب السياسة والمراوغة وهي نفسها التي كانت وستظل تدعو الدول القوية بعدم التغول وغزو البلدان الأخرى وهي التي استباحت لنفسها غزو العراق وأفغانستان ، ودمرّت دولا بحجة الدفاع عن الديمقراطيّة وحقوق الإنسان !!
إن ما يجري اليوم بين روسيا وأوكرانيا من مشاهد الحرب التي نراها حية على الهواء تثير الحزن والألم ونقرؤها في عيون الأطفال الحزينة وهم يهاجرون قسريا من أوطانهم ليس من أوكرانيا وحدها بل من العراق وأفغانستان الذين نشاهدهم عبر الحدود والمعابر إذا نجو من البحر يكشف لنا العنصرية وفوقيّة التعامل بين صاحب العيون الزرقاء “المتحضر” وصاحب العيون السوداء” المتخلف”!ّ!َ
لم يخجل كهنة السياسة وحواة الاعلام وقادة الدول “المتحضرة” أن يخبرونا بعنصرية مقيته أنهم من عالم الكومبيوتر، ونحن من الشرق موطن الإبل والحمير انها عنصرية انتقائية فجة متأصلة داخل جيناتهم الوراثية الملوثة والمريضة بأحقاد التاريخ وجغرافية النوع الذي يدعي الفوقية على الجنس البشري كله !!
كان يمكن للحرب ألا تندلع نيرانها لو تحققت مطالب روسيا بعدم انتماء أوكرانيا للناتو، لكن أمريكا استثمرتها لإدخال الدب الروسي في قفص أوكرانيا بهدف الاستنزاف وفرض العقوبات الاقتصادية الشاملة، والأهم إنعاش حياة المجمع الصناعي الحربي بتوريد سلاح الموت والفناء، ليبقى الأمريكي سيد العالم والسياسة والحرب !!
وختاما نقول ان هناك أدوات مختلفة للحرب في عصرنا الحاضر منها حرب المعلومات والحرب النفسية والخداع والمراوغة ، وهناك وسائل أشد فتكا من القنابل النووية لضرب النظام المالي والاقتصادي لروسيا وهذه ليست سوى مقدمة للحرب الكونية التي اذا اندلعت لا سمح الله سيكون فيها حجم الدمار يعادل تد مير 9 كواكب بحجم الكرة الأرضية وستظل هذه الحرب المخيفة هاجس الإنسانية ، أو كما وصفها " البرت اينشتاين " عندما قال :
" الحروب الأخيرة بجملة بسيطة: أنا لا اعرف ماهي الأسلحة التي سوف تكون في الحرب العالمية الثالثة، ولكن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصي والحجارة!!"
د. علوي عمر بن فريد