الشيخ لحمر بن لسود يكتب لـ(اليوم الثامن):
الجنوب والحرب الاقتصادية غير الأخلاقية
أزمات اقتصادية ومعيشية تضرب الجنوب، في حرب واضحة المعالم والاهداف وتزداد ضراوة كل يوم، ومع ازياد هذه الحرب، تأتي التسريبات التي تتحدث عن مؤتمرات هنا وهناك، وتلويح بتشكيل مكونات بديلة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
لست عضوا في المجلس الانتقالي الجنوبي، ولكن انطلاقا من موقفي كمواطن جنوبي وشيخ قبلي، لا بد ان اضع رأيي بكل شجاعة، فهذه الحرب (غير أخلاقية)، وتمنح الحوثيين مشروعية رغم انهم جماعة إرهابية يفترض توفر كل الوسائل لمحاربتها لا ان تحارب عدن والجنوب دون غيرها.
يوم الخمس اتصل لي صديقي من عدن يخبرني انه في طريقه صوب لحج، للبحث عن تعبئة أسطوانة الغاز، بعد ان انعدم في عدن، وحين عاد في المساء أخبرني ان سعر الأسطوانة وصل الى 20 ألف ريال يمني.
هذه أسطوانة الغاز، ماذا عن بقية الأسعار المعيشية، انعدام كلي للمشتقات النفطية في عدن العاصمة والخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، ونحن ندرك ان المجلس يواجه ضغوطا سياسية، لكن يفترض يكون هناك تحرك لمواجهة الازمات والتخفيف من معاناة المواطن الذي يعاني الأمرين من جراء انعدام كل شيء، فلا رواتب ولا إغاثة والناس تعاني كثيراً ويمكن ان نشهد حالات وفاة جوعا في عدن العاصمة التي تصرف إيراداتها رواتب موظفين في محافظات يمنية أخرى كمأرب وتعز التي تحتفظ بمواردها.
اننا ومن حرصنا على المجلس الانتقالي الجنوبي لتقديم نموذج دولة مسقرة، على الاطلاق، فالجميع يدرك ان الحروب هذه ستظل مستمرة ما لم يتم مقاومتها بأدوات فاعلة تحد من هذه الحرب وتوقف تجار الازمات الذين يريدون تحقيق مكاسب سياسية من خلال تجويع الشعب.
تابعت ردود الفعل حيال صرف متنفس بحري في عدن، لمجموعة هائل سعيد انعم، فماذا يريد الشعب من ذلك، لماذا لا تكون هناك مشاريع اقتصادية تساعد المواطن في التغلب على شظف العيش.
الأمر الأخر، استغلال هذه الازمات المفتعلة وتوظيفها سياسياً، نؤكد انه أمر ليس اخلاقياً، ويزيد ارباك المشهد وتقوية الانقلاب الحوثي ومنحه مشروعية أقوى.
ماذا حقق المؤتمرات التي صرف عليها التحالف العربي الملايين، هر حرر مدينة او شارع في شمال اليمن؟، الإجابة قطعا لا لم تحرر أي شيء.
لكن السؤال الأكثر جدية :"لماذا كل هذه الحروب صوب الجنوب وتحديدا في المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، هل فشل المجلس في مواجهة الحوثيين؟ هل دخل في تحالفات مع الاذرع الإيرانية او سلم لهم أسلحة التحالف العربي بقيادة السعودية.
بكل تأكيد المجلس الانتقالي كان ولا يزال حليفا صادقا للتحالف العربي بقيادة السعودية وقواته دون غيرها هي من تحقق الانتصارات العسكرية النوعية في مواجهة الاذرع الإيرانية.
هذه المؤتمرات ان كانت فعلا حقيقية وانه هدفها الحفاظ على الوحدة اليمنية، كما يزعمون، فان الوحدة اليمنية في صنعاء مخطوفة في يد الحوثي، فمتى ما رأينا الناس تقاتل الحوثي، ادرك ان هناك من يقاتل من اجل الوحدة اليمنية، دون ذلك لا يحدث أي شيء ولم تغير هذه المؤتمرات من الواقع أي شيء، بل ان ميزانية السعودية سوف تتضرر كثيراً بفعل سياسة الاستنزاف التي تمارسها بعض الأطراف اليمنية المحسوبة على شرعية الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي.
وفي الختام.
اهمس في اذن السيد الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي، "الانتصار للجنوب يبدأ من عدن، ووجودك في العاصمة أمر في غاية الأهمية".