د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

وحدهم أشباه الرجال يبيعون أوطانهم !!

لسنا بأي حال ممن يريدون نقل قنوطهم وتعب ذاتهم وضياعهم إلى أجيال المستقبل، ولا نحن من أهل النّقد العاطفي السّلبي العبثي للماضي والحاضر، وإنما غاية مرادنا ممارسة النّقد الموضوعي المحفّز لقوى الأمة والمشجّع على السّير في طريق الإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد والاستبداد، دون إضاعة للوقت في لطم الخدود وذرف الدُّموع، والاكتفاء بالحسرة المعيبة على فرص مبشّرة كبرى ضاعت لأننا لم نحافظ عليها كشعوب تمتلك الوعي وإرادة التغيير.
هناك من لا يحملون من نسل الرجولة سوى أسمائهم والقابهم لانهم في حقيقة الامر لا يمتون بصلة لما ينسب لهم ولأصولهم وهناك غيرهم من الرجال لا يهابون الردى ، وهم على يقين بان المواقف وحدها هي التي تصنع الرجال .
في اليمن اليوم تملأ كروش اللصوص والمفسدين بالمال الحرام من اموال اليتامى وتعلق على صدورهم الأوسمة والنياشين في حين يملأ صدور الشرفاء والمخلصين رصاص العملاء وخناجر الغادرين وهؤلاء لو تسور غريب حيطان بيوتهم وغرف نومهم ، فلن تجد فيهم من يهتز له شارب او ترتجف له شعرة !!
لأن هؤلاء لا مكانة للشهامة والمرؤة وهم ليسوا سوى اشباه رجال وبسبب هؤلاء تمزق الوطن وبعمالتهم استوطن الاغراب في بلدنا وبخيانتهم قتل المسلم بسيف وراية ، كتب الله اسم اشرف خلق الله من خلقه الله ، و بوقاحتهم أصبحت راية الوطن خرقة ممزقة تترنح فوق سارية الاقزام الرخيصة ، فاقدة الوقار والمقام !! وكما قالت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي :
(إنّ قدر المواطن العربي محدود بين هذين الخيارين , على مدى الخريطة العربية : أن يحكمه القتلة , المزايدون عليه في الدين , أو اللصوص وناهبو الأوطان المزايدون عليه في الوطنية ! لذلك نحن كمن عليه أن يختار بين الطاعون والكوليرا .)
هناك من يدأب على سرقة الأوطان ونهب ثروات شعوبها متذرِّعًا بكونها وسيلة متاحة للتربُّع على كراسي السلطة والاستئثار بها، والتحكُّم بالبلاد والعباد، وعلى اختلاف تبريراتها وتعدُّد ذرائعها، لا تعدو كونها جريمة سطو وسرقة أرزاق وأعناق حتى ولو تستَّرت بقناع دين أو مذهب !!
على هذا المبدأ الجريمة، عمد رجال الكهنوت في أوروبَّا إلى إرسال اللصوص وقطَّاع الطرق ليغيروا على بلاد المشرق العربي، وبيت المقدس خاصَّة، وسرعان ما شُنَّت الحروب الصليبيَّة التي استمرَّت من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر تضع التقديرات عدد الذين قضوا في الحروب الصليبيَّة ما بين مليون إلى نحو ثلاثة ملايين ضحيَّة !!

في التاريخ الحديث، وقبل أن تضع الحرب العالميَّة الأُولى أوزارها، ويتقاسم المنتصرون فيها تركة الإمبراطوريَّة العثمانيَّة، سارع وزير الخارجيَّة البريطاني أرثر بلفور في الثاني من شهر نوفمبر من عام 1917
بكتابة رسالة إلى البارون روتشيلد تفيد بموافقة بريطانيا العظمى على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وشرَّعت أبواب الدخول إلى فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني ليهود أوروبَّا بعدَّتهم وعتادهم الحربي، قدموا إلى فلسطين رافعي كتابهم الديني المقدَّس للتورية، لكن أقاموا عصابات مسلَّحة للنهب والسلب والسرقة.. مارست السطو والقتل وتدمير القرى العربيَّة مما اضطرَّ غالبيَّة عرب فلسطين للهجرة إلى بلدان الجوار العربي وإلى عدد من دول العالم وهكذا تمَّ للصهاينة الاستيلاء على كامل التراب الفلسطيني، والتحكُّم في أهمِّ عقدة للتجارة العالميَّة تحت سمع الدول الغربيَّة الاستعماريَّة وبصرها وتشجيعها .
اليوم، وكأنَّ التاريخ يعيد نفسه، لكن بتغيير ملامح اللص، نجد من سرق لبنان من اللبنانيِّين، ونشر مليشياته المسلَّحة في لبنان وسورية والعراق واليمن، وعواصم عربيَّة وإسلاميَّة في أفريقيا، يقودهم عميل الفرس، حسن نصر الله، منفِّذًا تعليمات سيِّده الولي الفقيه في إيران لتدمير شعوب العالم العربي بادئًا وعصابته الذين أطلقوا على اسم حزب الله -وهم إلى الشيطان أقرب- بتصدير المخدَّرات في صناديق الفاكهة والخضروات المنتجة في مزارع لبنان والمعدَّة للتصدير إلى دول الخليج العربي والمملكة العربيَّة السعوديَّة تحديدًا لتدمير شبابه وقتلهم المبكِّر، وناهبين إيداعات المغتربين في البنوك اللبنانيَّة وقاحة وصراحة (على عينك يا تاجر).

وهكذا ما يزال اللصوص الذين تغيَّر لون جلودهم، يمارسون حرفة النهب تحت شعارات مذهبيَّة وطائفيَّة.. وجلُّ همِّهم السيطرة على البلاد والعباد، وإقامة الهلال الشيعي الذي سرعان ما يعتريه المحاق ويدرك الجهلة من أتباع حلف الشيطان أنَّ مآلهم السعير وسوء العذاب !!

د .علوي عمر بن فريد