د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

حديث عن الهوية الجنوبية الضائعة (1)

الكتابة أو الحديث عن الهوية الجنوبية يسبب لدى بعض اخوتنا في اليمن نوع من الجنون والهستيريا ويتساوى فيه الأمي والمثقف حتى أنهم يفقدون ذاكرتهم التاريخية المثقوبة تماما !! ومن شدة الألم يخلطون بين الهوية الجنوبية والأقليات التي كانت مستوطنة في عدن التي جاءت قبل الاستعمار البريطاني أو أثناء احتلاله لعدن تحديدا وهم من أبناء الصومال والهند والايرانيين وغيرهم ومن حماقاتهم أنهم يخلطون بين هؤلاء وبين أبناء الامارات الجنوبية سابقا الساكنين خارج عدن !!
ونسي هؤلاء الغرباء أنهم انحدروا من الجبال واستوطنوا في عدن وأصبح البعض منهم عدنيين وأسماء عائلاتهم تدل على ذلك ولم يشكل ذلك لدينا حساسية آنذاك نحن أبناء القبائل الجنوبية !!
وكان لابد لي أن أطرح رؤيتي المتواضعة لمراحل ومحطات تاريخية لا بد من الوقوف عندها ومراجعة الذات ونقد تلك المراحل وتقييمها موضوعياً بالعقل وليس بالعواطف الجياشة ومع الأسف الشديد لازال البعض يدفنون رؤوسهم في الرمال حيناً او لا يرون الا صورهم وحدهم في المرآة ولا زالوا يعتقدون حتى اليوم انهم ظل الله في الأرض ويسمعون صوتهم ورجع صداه ولا يريدون أن يسمعوا الآخرين وما زالوا يعتقدون انهم اوصياء على شعب الجنوب القاصر الوليد الذي لا زال في نظرهم لم يشب عن الطوق بل ويذهب الشطط والغرور والكبرياء حتى بالمثقفين منهم أمثال " الرويشان " حد السفه والسخرية بشعب الجنوب وكثيرة هي إساءاتهم له ..!! عموما نحن لسنا في محاكمة لهم ولا لتلك المراحل المظلمة ولو أراد شعبنا أن يحاكم كل من أجرم في حقه لتجاوزت تلك المحاكمات محاكمات (نورنبيرغ) ومحكمة لاهاي وهي جرائم حرب مكتملة الأركان لا تسقط بالتقادم ..!!
ولكن شعبنا في الجنوب شعب طيب ينسى ويسامح ولا يحاسب والا لما وقف أخي أحمد عمر بن فريد وصالح وتسامح مع غيره ممن قتلوا والدنا الشيخ "عمربن أحمد بن فريد" ومعه الآلاف من خيرة رجال الجنوب ظلما وعدوانا بعد أن أوردونا الهلاك واذاقونا المر والعلقم بمغامراتهم السياسية ولم ينضجوا حتى الآن وقد اتهمني البعض بالحقد وهم والله كاذبون .
ويريدون اليوم استعادة دولة الجنوب وقد أذاقوا شعبنا في الجنوب المر والعلقم وهم لا يعتذرون لشعب الجنوب عما أصابه ابان حكمهم؟؟!!!
ويصرون على اقصاء وتخوين أبناء الجنوب وهم يصرخون وينامون في الشوارع ويحلمون بجمهورية اليمن الديموقراطية .. لاحظوا الاصرار على التسمية وعلى العلم نفسه ذو النجمة الحمراء الذي أسسها السفاح عبد الفتاح إسماعيل !!
وهذه المشكلة ممكن تجاوزها مرحليآ وخاصة مع المغرر بهم من اخوتنا الجنوبيين ،ولكن الأدهى والأمر أن تلك القيادات الاشتراكية التي تجاوزها الزمن بالهرم وبالخرف فأصغرهم اليوم في منتصف السبعين من العمر أو دخل أرذل العمر ..ورغم ذلك لا زالوا يحلمون بالعودة للحكم ..
والمشكلة انهم حتى اليوم لا زالوا يساومون على قضية وشعب الجنوب لمن يدفع لهم أكثر ..وليست لهم رؤية موحدة ..ومصالحهم تأتي في المقام الأول وبعد العد الى الالف يمكنهم النظراوالتفكير في الجنوب ...

وانا اليوم لا اوجه نقدي لقيادات الاشتراكي وحدها بل لكافة السياسيين من ابناء الجنوب.. واوجه لشعبنا الطيب السؤال التالي:
هل يكفي نزولكم الى الساحات والاكتفاء بالمظاهرات؟
ومنذ متى انتزعت الحقوق بالمظاهرات؟
والسؤال الأهم :هل رؤيتكم موحدة ..انتم معشر ابناء الجنوب ؟
تتهمون الآخرين بالمناطقية والمذهبية وانتم تمارسونها بصورة مبطنة مع ابناء وطنكم الجنوبيين !!
انا أعرف مسبقآ ان كلامي هذا لن يعجب البعض منكم ...ولكنه يمثل واقعنا المزري الذي لا نعترف به !!!
والسؤال الأبرز هو: هل نحن معشر ابناء الجنوب في مستوى وحدة الجنوب ام لا زالت الأنا تتضخم في عقولنا وتزين لنا ازدراء الآخرين؟ هل نحن في مستوى التحديات التي تواجهنا اليوم ؟
وهل رؤيتنا موحدة مع مختلف الأطياف والفلول الدخيلة ومن ينتمون الى مختلف الأحزاب اليمنية في الساحة اليمنية وولائهم لها يأتي في المقام الأول وليس لشعب الجنوب ...؟؟؟؟
قد يقول البعض هذه نظرة سوداوية مظلمة ...وقد تسألوني ما هو الحل ؟ وماهي خيارات ابناء الجنوب المستقبلية؟

الجواب سيأتيكم في الحلقة القادمة

د. علوي عمر بن فريد