د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الهوية الجنوبية الضائعة والدولة ‘‘ القاسمية‘‘ "قراءة تاريخية"

الدويلات التي قامت في اليمن :

1- دولة بني زياد 821- 1012م

2- دولة بني يعفر 840- 1003م

3- دولة بني نجاح 1013- 1150م

4- دولة بني الصليحي 1045- 1138م

5- دولة بني زريع 1078- 1174م

6- دولة الايوبيين 1174- 1229م

7- دولة بني رسول 1229- 1454م

8- دولة بني طاهر 1454- 1526م

9- الغزو العثماني الأول 1538- 1636م

10- الغزو العثماني الثاني 1636- 1849م

11- حكم الأئمة لليمن 898- 1962م

12- سلطنات وامارات الجنوب العربي :

- السلطنة الكثيرية 1379م

- السلطنة الواحدية 1398م

- السلطنة العولقية 1400م

- السلطنة العبدليه 1731م

السلطنة الفضلية 1655م

وكانت تلك الدويلات الصغيرة التي حكمت منذ قيام الدولة الزياديه في اليمن عام 1012م وحتى قيام سلطنات الجنوب ولعل اقدمها حكمآ هي السلطنة الكثيريه منذ العام 800هـ - 1379م وما تلاها من قيام سلطنات وامارات جنوبية لاحقا كل ذلك يثبت لنا حقائق تاريخية ان اليمن لم يحكم تاريخيا من قبل دولة مركزيه واحدة بل ظلت الحروب والنزاعات هي الشغل الشاغل لتلك الدويلات فيما بينها فكلما نهضت واحدة قضت على الاخرى مع استمرار النزاعات على الحكم والسيطرة وصعوبة التضاريس الطبيعية للمنطقة ساعدت تلك الدويلات في تفككها وتشرذمها وكما اسلفنا فإنها لم تقم في اليمن دولة مركزيه واحدة تسيطر على ما يقول عنه البعض ب " التراب اليمني " اذ كانت اليمن طوال تاريخها ممالك متنازعة على النفوذ ..والغلبة كانت للأقوى وهذا الحال نفسه ينطبق على كافة ارجاء الجزيرة العربية التي كانت تتنازع النفوذ فيها امارات صغيرة ولم تتوحد الا على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل في العصر الحديث وكان أجداده من ال سعود قد بدأوا قبله في توحيد بعض اصقاع الجزيرة العربية منذ عهد الدولة السعودية الاولى والثانية .
الدولة القاسمية :
( تجربة الضم والإلحاق بالقوة ) :
لم تقم أي وحدة مركزية طوعية بين أجزاء اليمن من ظفار حتى صعدة منذ عهد كرب إل وتر ملك سبأ حتى عهد المتوكل اسماعيل عام 1006هـ الذي بسط نفوذه على عدن عام 1635م بعد انسحاب الأتراك منها ثم تهيأت الفرصة الذهبية لأئمة الدولة القاسمية عندما قاموا بغزو عسكري للجنوب بجيوش جراره عام 1065هـ - 1654م اثر خلافات آل كثير على الحكم بين السلطان بدر بن عمر وابن أخيه بدر بن عبد الله بن عمر الذي قام بعزل عمه السلطان من الحكم وحبسه الأمر الذي استدعى السلطان للاستنجاد بالإمام المتوكل اسماعيل الذي بدأ غزوه باكتساح سلطنة البيضاء وقتل سلطانها حسين الرصاص في نجد السلف الذي واجهه في معركة غير متكافئة مع بعض سلطنات الجنوب وتمكن الإمام من هزيمتهم وسار بجيشه إلى حضرموت وسيطر عليها وعلى يافع وباقي مناطق الجنوب .

الثورة على الدولة القاسمية

من يافع بدأت الثورة على الدولة القاسمية عندما تحالف السلطان صالح بن احمد بن علي هرهره سلطان يافع مع سلاطين وامراء الجنوب ليكونوا صفا واحدا ضد الامام المتوكل اسماعيل رغم محاولات الأخير استرضاء سلاطين الجنوب حيث قام بمصاهرة السلطان أحمد بن علي الرصاص سلطان البيضاء وسلطان العوالق صالح بن منصر وقد حاول الامام المتوكل اسماعيل أن يستميل السلطان عبد الله بن أحمد الفضلي سلطان أبين وأمده بجنود ومدافع إلا أن معاملة نواب الإمام له ولمواطنيه كانت سيئة وكذلك لمناطق الجنوب الأخرى مما مهد لإشعال الثورة ضد حكمه في الجنوب وقد دعى السلطان الفضلي حينذاك الى اجتماع بعض سلاطين الجنوب الاقوياء لحل خلاف على الحدود نشب بينه وبين السلطان قحطان بن معوضه في يافع واتخذ منه ذريعة لمقاومه الامام وقواته وقد حضر كل من:

سلطان يافع العليا – صالح بن أحمد بن علي هرهره

– سلطان يافع السفلى معوضه بن محمد بن عفيف

- سلطان العوالق العليا صالح بن منصر العولقي

- سلطان أبين عبدالله بن أحمد الفضلي

- أمير حالمين قاسم بن شعفل الحالمي .

وتحالفوا وتعاهدوا على الثورة ضد جيوش الإمام وإخراجها من الجنوب كل في منطقته ولم يقتنع سلاطين يافع بمحاربة الإمام في حدود يافع ولحج وأبين والشعيب والنعوة والظاهر وجبل حديد وحالمين بل ساروا إلى حضرموت لإنقاذ أهل السنة والجماعة تلبية لدعوة السيد علي بن أحمد بن علي بن سالم مولى (عينات )سنه 1116هـ - 1704م ولمحاربة السلطان عمر بن جعفر الكثيري الذي انتحل المذهب الزيدي واستولى سلطان يافع بن هرهره بستة آلاف مقاتل يافعي على كامل حضرموت ونستطيع القول أن الجنوب قد تخلص من الغزو الإمامي بصورة نهائية عام 1092هـ ومرد ذلك كله للعوامل التالية :

- ظلم وفساد عمال الامام ومعاملتهم السيئه الابناء الجنوب .

-نشوب الظلم والضعف في كيان الدولة القاسميه.

-التنازع على السلطة بين أفراد البيت القاسمي في صنعاء.

-محاولات نشر المذهب الزيدي في حضرموت.

كل تلك العوامل وغيرها أدت إلى الثورة في الجنوب !!
والتاريخ يعيد نفسه اليوم وها نحن نعيش التجربة ذاتها من جديد مع استشراء الظلم والفساد والقهر والمعاناة والاستعلاء وقمع الحريات ونهب الثروات وقتل المعارضين ليس في الجنوب وحده بل في كافة أرجاء اليمن ..كل تلك الممارسات أدت الى اشتعال الثورة في الجنوب وتطالب بالانفصال. (انتهى)

بقلم د. علوي عمر بن فريد