د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الخيانة وغزو الأوطان من الداخل

نشرت صحيفة اليوم الثامن أن وحدات مكافحة الإرهاب في عدن قد ضبطت خلية إرهابية إثر تورطها في تنفيذ عملية اغتيال اللواء الركن ثابت جواس بسيارة مفخخة كما تورطت في تفجير سيارة مفخخة استهدفت اغتيال رئيس العمليات في المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن صالح علي اليافعي بواسطة سيارة مفخخة في "المعلا" وسط عدن الشهر الماضي.
وقالت وحدات مكافحة الإرهاب التي يقودها اللواء شلال شايع إنها نجحت في ضبط الخلية الإرهابية التي وقفت خلف اغتيال اللواء ثابت جواس .
وتعد خيانة الوطن جريمة كبرى لا تغتفر عندما يكون خائن الوطن مطية للأعداء في تنفيذ مخططاتهم وما تجلي معها من دمار للبلاد والعباد وتكون دليلا لهم على ثغراتها ونقاط ضعفها وتعد خيانة الوطن لدى العرب قبل الإسلام جرماً يستحق صاحبه الرجم.. وليس أدل على ذلك من (أبي رغال) الذي كان الدليل لأبرهة الحبشي لهدم الكعبة وعندما توفي بالطريق دُفن هناك ولا يزال قبره يرجم إلى يومنا هذا !!

وكذلك ابن العلقمي الذي كان دليلاً لهولاكو على عورات بغداد وتدمير دولة الإسلام. فكم بيننا اليوم من أبي رغال وأبن العلقمي
والخيانة للوطن من الجرائم البشعة.
والخائن العميل يبقى ذليلاً حقيرا ولو وضعوا على رأسه كل تيجان العالم .
وخيانة الوطن جريمة كبري لا تغتفر و خيانة الوطن لا مبرر لها ولا شفاعة لمرتكبها مهما كانت منزلته ومهما كان السبب الذي يدفع لها فهو أبدا لا يشفع أن تبيع وطنك وتتآمر عليه فالوطن بمنزلة العرض والشرف للإنسان ومن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه وشرفه .
والخيانة هي الطلقة المميتة القاتلة في جسد الوطن عند توغل العدو في أرض الوطن لأنها تؤدي لإنهيار الدولة وبالتالي انهيار المجتمع .. ويستباح الوطن أرضاً وعرضاً وتُفتقد النخوة … وينتشر الفساد !!
قال أبو ذر الغفاري في الخيانة لمعاوية بن ابي سفيان حين رآه يبني قصرا فارهاً : إذا كان هذا من مالك فهو إسراف وإن كان من مال الأمة فهي الخيانة … ليتك ترى القصور يا أباذر التي شيدوها الخونة ولم يسألهم أحد!!
وفي الخيانة أيضا قال نابليون بونابرت : الذي خان وطنه وباع بلاده لغيره مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه !!
وهنا لا يمكن أن تثق بخائن باع وطنه فمن باع وطنا بأكمله سيبيعك بمنتهى السهولة حين تحين الفرصة
حتى أولئك الأشخاص الذين اشتروا ذمة الخائن بالأموال والعقارات ومظاهر الثراء يعلمون يقينا أنه لا يستحق ثقتهم، هم يجعلونه فقط كالطعم في المصيدة يحققون من خلاله هدفا في مخططاتهم، وحين تنتهي مصلحتهم منه يرمونه والمصيدة في أقرب مزبلة للتاريخ !!
يقول غازي القصيبي :
(الوطن رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة)
رغيف الخبز اليابس الذي تأكله بكرامتك وبين أهلك وفوق ثرى وطنك ولو كنت تسمع صوت تكسره بين أسنانك، أشرف لك من مائدة فاخرة تجلس باحتقار على طرفها وكل لقمة فيها مغموسة بالمهانة والذل، لأنك تعلم يقينا أنه وإن كان سقف بيتك مشيدا من ذهب فأنت في النهاية مجرد سلعة تم شراؤها وسيتم بيعها عندما يتم الاستغناء عنها .
لا شيء يبرر خيانة الوطن، ولا عذر للخائن في خيانة وطنه، حتى من تخون وطنك لمصلحتهم، ستجدهم أكثر الناس احتقارا لك وعدم ثقة بك فمن يبيع وطنه سيبيع كل أوطان الأرض
يقول هتلر (أحقر الأشخاص الذين قابلتهم هم هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم)
وهكذا هم الخونة يتحركون في الخفاء ويتدثرون بالظلام ويطعنون الشرفاء من الخلف لأنهم جبناء لا يقوون على المواجهة وتضيق عليهم قبورهم ويلعنهم الناس أحياء وأمواتا .
د . علوي عمر بن فريد