رئيس التحرير يكتب:
شبوة والدولة اليمنية في عهد إخوان اليمن
لم نر هذه المواقف المتشنجنة تجاه العملية الجراحية الخفيفة التي جرت في شبوة، حين أسقط الحوثيون "عمران" في السابع من يوليو 2014م، عمران المحافظة اليمنية التي ذهب عبدربه منصور هادي إليها عقب تسليمها لأذرع إيران، ليعلن عودتها إلى حضن الدولة.
فعل هادي ذلك نكاية بالإخوان، لأنه كان يشكو "تمرد جيش الجنرال العجوز"، شعر الرئيس (منزوع السلطة)، بان جميع الأطراف تعمل على خدمة "الحوثي"، فلم يكن امامه الا التعامل مع "الحالة الشـ.ـاذة حينها"، اسقط الحوثيون عمران فذهب الإخوان الى صعدة، يقدمون لعبدالملك الولاء والطاعة، نكاية بهادي، ويهدون الحوثي عاصمة اليمنيين في ليلة الـ21 من سبتمبر 2014م.
سلم جيش الفرقة الأولى مدرع الجرار صنعاء لبضعة مسلحين من جيش الحوثي، نكاية بهادي الذي حوصر في منزله بشارع الستين منذ الـ21 سبتمبر 2014م، وحتى الـ 21 من فبراير 2015م، حين فر باتجاه عدن بعد نحو شهر من تقديم استقالته كرئيس.
مسلحو الحوثي حين دخلوا صنعاء فاتحين، لم نر من الوحدويين سوى الهروب صوب عدن، التي يتوارثون الهروب إليها "كل ما قررت صنعاء طردهم"، فما الذي يريده هؤلاء اليوم من الجنوب الذي يدافع عن خياراته الوطنية، ويجري العمليات الجراحية لإزالة بعض التشوهات.
ما الذي يمكن ان يجنيه الخونة وهم يقدمون حياتهم دفاعا عن مشاريع عابرة لحدود وجغرافيا الوطن، وهم يدركون انهم يقاتلون نيابة عن مشردي التنظيم في بقاع العالم، وادواته في صنعاء وتعز ومأرب.
الوحدويون الذين حين يسيطرون يرون "ذلك انتصارا لهم وليمنهم الممزق والمقطع ارباً"، وحين ينهزمون يصفونها بأنها "حرب جنوبية – جنوبية" لأنهم لا يقاتلون بل يعتمدون على أدوات رخيصة "ان حققت تلك الأدوات نصر فهو لليمن، وان خسرت فهو قتال جنوبي – جنوبي.
الأدوات التي يعتمدون عليها في حروبهم "هي الارخص"، أدوات للموت، دون أن تحصل حتى على بيان نعي، فما الذي يمكن ان يجنيه هؤلاء وهم اليوم يتركون أرضهم وديارهم بحثا عن الأمان بعد ان وجهوا السلاح في وجه شبوة وأهلها وأطلقوا النار بشكل عشوائي على المدنيين.
ماذا استفاد من قتلوا وهم في مترس دفاعا عن مشاريع المحتل الغاشم لأرض شبوة الظاهرة؟ هل من استفادة؟ لا شيء، يقاتلون مع عبدربه لعكب الشريف "السلالي" الذي لديه عقيدة يرى ان كل الحروب التي يخوضها هي في الأساس تعد ثأرا للحسين بن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه).
هو كذلك الحال ببعض الأدوات الرخيصة التي ترى ان "من حقها تفجر في الخصومة تجاه الجنوبي الأخر بشعارات اليمن الكبير واليمن الاتحادي، وهي وغيرها من المشاريع الوهمية"، وهي تدرك أن اليمن لم يعد يمناُ عربياً، بل أصبح حوثيا إيرانيا.
ما الذي يمكن ان يجنيه هؤلاء من كل هذه المشاريع التدميرية؟، محاولة الطعن في التضحيات الجنوبية والتشكيك في مواقف القيادة الوطنية الجنوبية، بدعوى حنين تلك الأدوات الرخيصة بما تسميه "العودة إلى زمن الدولة".
فأين هي الدولة التي تريدوا الناس تعود لها؟ هل هي الدولة التي سلمت صنعاء للحوثيين نكاية برئيس الدولة الجنوبي عبدربه منصور هادي، الذي تعرض لأذلال واهانة لم يتعرض لها أي رئيس في العالم، والسبب انه "جنوبي".
إن هذه الأدوات الرخيصة التي تبكي على الدولة نكاية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، هي اشبه بالنائحة المستأجرة، التي تمتهن النياحة للحصول على الأموال، مقابل تعدد مناقب "الدولة التي ماتت وشبعت موت"، قبل ان يأتي ميليشيات الحوثي لترمي رفاتها في فج عطان.
الأدوات الجنوبية الرخيصة التي تشبه كثيرا النائحة المستأجرة، فهي لا تعرف أي شيء عن الميت لكنها تولول بمحاسن فقيد لم تكن فيه أي حسنة، فما هي محاسن الوحدة التي شبعت موت ولم يعد لرفاتها أي أثر، سوى نائحة مستأجرة، ترى ان حصولها على الأموال والتكسب لن يأتي الا بتعدد مناقب "وحدة قبيحة أدخلت الفقر مفترسا الى كل بيت في الجنوب.
ما هي صورة تلك الدولة التي تريدون العودة إليها، هل دولة القمع الوحشي للمتظاهرين في عدن وأبين وحضرموت وكل مدن الجنوب؟ هل هي تلك الدولة التي ارتكبت مجزرة سناح او مجزرة المعجلة او مجزرة مصنع سبعة أكتوبر؟ اين هي تلك الدولة التي تريدون من الجنوبيين ان يتخلوا عن مشاريعهم الوطنية من أجل العودة إليها؟ هل هي الدولة التي قتلت اللواء سالم قطن في قلب عدن؟
الدولة التي بشر بها عبد الله العليمي ذات يوم "انها دولة العدل والمساواة؟ لكن دون ان يسأل نفسه اليوم من أين لك كل هذه الأموال والفنادق والكليات التعليمية الخاصة في عدن وحدها.
في معركة شبوة، ترك المأربيون سبأ تحاصرها الاذرع الإيرانية وذهبوا لمحاولة سلب الجنوبيين أرضهم وثروتهم، مأرب حيث أصل العرب، لكن يبدو ان انهيار السد لم يبق عرباً، وان العرب الاقحاح لم يعد لهم وجود، العرب الذين عرفوا بالكرم والأخلاق والقيم، وليس عبارة عن مرتزقة بالإيجار لمرشد الجماعة المقيم في تركيا.
أين ذهب اليمنيون الذين لم نر ولم نسمع الصراخ والعويل على اليمن الشمالي وقد أصبح إيرانيا تذروه رياح الطائفية والخمينية.
ما بكم يا "أصل العرب"، أرضكم تداس بأقدام فارس، ونسائكم تهان في مخادعها، وأنتم تنبحون على قافلة تسير في طريق محال على الكلاب حراستها بعد اليوم، فالجمال المنيبة لا تحتاج إلى من يحرس الطريق التي تمر فيها، فخف جمل واحد يمكن ان يهد جبلا وينزع شجرا.
فلا هذا الفرقة تستطيع اخافة القافلة ولا القافلة بحاجة إلى تلك الفرق لحمايتها، تمضي قافلة الجنوب الى حيث يريد أهل الجنوب، اذهبوا انظروا شأن قضيتكم وأهلكم، فكروا كيف تنتصروا لأهلكم، فما الجدوى اليوم وأنتم ترسلون أولادكم للقتال عن مصالح "كبار العائلات في صنعاء ومحيطها"، فقد قرر أبناء شبوة الدفاع عن خيارتهم في ارضهم وخلفهم الجنوب كل الجنوب، ومثلهم سيفعل أبناء حضرموت والمهرة، وستعود الحقوق إلى أهلها، ويومها لن يكون بمقدور من طعنوا