أحمد هريدي يكتب:
مصر.. رسائل "الإخوان" إلى لجنة العفو الرئاسي
بعد هجماتها الشرسة الممنهجة ضد مؤتمر "الحوار الوطني"، وبعد حملات الطعن والتشكيك في أعمال لجنة "العفو الرئاسي"، بدأ عدد من أعضاء جماعة "الإخوان" وحلفائهم في توجيه رسائل إلى أهالي المحكوم عليهم في قضايا الإرهاب، تطالبهم بالتواصل مع أعضاء لجنة "العفو الرئاسي" وعدم الالتفات إلى كل ما يتم ترويجه من مزاعم يتحدث أصحابها عن "الصمود والتمسك بالبقاء داخل السجون إلى ما لا نهاية"، وكشف أحد حلفاء التنظيم الإخواني أن ما يسمى بـ"لجنة الحريات الأكاديمية" طلبت من أعضاء لجنة "الحوار الوطني" العمل على الإفراج عن عدد من أبرز القيادات الإخوانية بادعاء أنهم يواجهون ظروفًا صحية سيئة.
في السابع من أغسطس 2022، كتب الإخواني (ح. ر) رسالة إلى عائلات المحبوسين على ذمة التحقيقات والمحكوم عليهم في قضايا إرهابية يناشدهم فيها التقدم بطلبات العفو عن ذويهم إلى "لجنة العفو الرئاسي"، ونشر الإخواني المقرب من قيادات جبهة "إبراهيم منير" صورة من صفحة المحامي طارق العوضي وأضاف معها صورة من طلبات العفو الرئاسي، وقال: "شفت صفحة المحامي طارق العوضي وشايف عليها تفاعل كبير وقوايم بتتجمع بأسماء محبوسين.. أنا بنصح أي أسرة وبخاصة أسر أخواتنا غير المعروفين ولا مشهورين إنها تاخد بالأسباب وترسل له ولغيره لعل وعسى يكرمنا الله في ناس تطلع"، وأضاف: "تابعت على صفحة القايمة اللي جمعها خلال الأيام اللي فاتت وقدمها وبيتعامل مع الناس من خلال الصفحة تعامل جيد، فياريت الأسر تاخد بالأسباب وتخوض التجربة وتقدم"، وتابع قائلًا: "الراجل منزّل ملف للتقديم.. تقدر كل مجموعة من الأسر تقدم كشف مع بعضها.. ياريت ياريت تاخدوا بالأسباب ومتشغلوش بالكم بأي كلام تاني.. أتمنى أي حد معارض للكلام دا بلاش تحبط الناس إنها تاخد خطوة أو قدم لهم خطوة تنفعهم".
وفي العاشر من أغسطس 2022، كتب حليف التنظيم الإخواني "تقادم كمال الصغير" رسالة عبر "الفيس بوك" أعلن فيها أنه بصفته عضوًا فيما يسمى بلجنة "الحريات الأكاديمية"، يؤكد أن اللجنة أرسلت يوم التاسع من أغسطس عدة رسائل إلى المنسق العام للجنة الحوار الوطني الدكتور ضياء رشوان، وكذلك عدد من أعضاء اللجنة لمطالبتهم بالعمل على الإفراج عن عدد من الأكاديميين المصريين الذين يقضون عقوبة السجن منذ سنوات في قضايا إرهابية، وزعم أنهم يعانون ظروفًا صحية سيئة، وتضمن الخطاب أسماء ثلاثة من أبرز قيادات التنظيم الإخواني.
والعجيب والمدهش أن "تقادم الصغير" هو نفسه كان يدلى بتصريحات صحفية قبل أربعة أسابيع من تاريخ رسائله إلى مجلس أمناء "الحوار الوطني" يزعم فيها أن دعوة الحوار: "مناورة سياسية ليس أكثر ولا أقل، يُراد منها شراء مزيد من الوقت، من أجل تمرير الأزمات"، وكان يزعم أن "مجلس الأمناء معبأ بالانقسام السياسي والإقصاء ومصادرة اﻵخر" في إشارة إلى استبعاد جماعة "الإخوان" من "الحوار الوطني".
وكشفت رسائل متبادلة بين عائلات المحكوم عليهم أن عددًا من أعضاء "الإخوان" وحلفائهم قرروا القفز من سفينة "الجماعة الإرهابية" الغارقة والسعي للتواصل مع لجنة "العفو الرئاسي"، وأكد عدد من أهالي المحبوسين على ذمة قضايا الإرهاب أن الأعضاء العاملين في تنظيم "الإخوان" يتعاملون بكل تمييز وعنصرية مع غيرهم من أعضاء كيانات الحلفاء المحبوسين في ذات القضايا، وأكدت شقيقة أحد المتهمين في القضية المعروفة باسم "كتائب حلوان" أن زوجة إخواني محبوس مع شقيقها تهربت منها ولم ترد على طلب المساعدة في توصيل دواء لشقيقها الذي يعالج في مستشفى السجن.
وقالت صاحبة الرسالة: "إزاي ناس تعاطفت معاكم وتأذت بسببكم وبيوتهم اتخربت وبسبب سوء إدارتكم للحكم وتعصبكم لآرائكم.. إزاي بعد كل ده لما حد يطلب مساعدتكم تتخلوا عنه وتقولوا أصل إحنا بندفع اشتراكات وبتترد لينا في أعضائنا من الإخوان"، وأضافت: "ليه بنلاقي نغمة التمييز والتحزب واضحة جدًا من مسئولين في الإخوان.. ناس مش أعضاء في الإخوان مرميين في السجون وأهلهم ناس بسطاء وكبار في السن وبيقعدوا بالشهور بدون زيارة واللي معاهم في العنبر من الإخوان بيعايروهم ويقولوا لهم احنا بنأكلكم من زيارتنا ويقعدوا يكسروا في نفس الشباب اللي ظروف أهاليهم لا تسمح بالزيارة ولا تتحمل مصاريف الأكل".
وكتب الصحفي الإخواني الهارب مسعود حامد، مقالًا في صفحته على "الفيس بوك"، اعترف فيه بأن: "البيانات السياسية التي يكتبها مصريون بالخارج تفتقد إلى التأثير فلا رابط بين أهل الخارج والداخل ولو روحيا"، وقال: "مَنْ في الخارج ليسوا سواء، ولم يجتمعوا أو يجمعوا على شيء إلا مطلقات ومبادئ عامة.. عناوين عريضة فارغة من محتوى يشرح الكيفية والإجراءات والوسائل والخطط على ذلك"، وأضاف: "المصريون في الخارج ليسوا سواء، بل ثلة هنا وأخرى هناك، والتعصب سيد كل ثلة، تحلل الكثيرون منهم من الأغطية الأيديولوجية التي يحبون أن يظهروا بها مرتدين ثياب المصلحة، تعددت جنسياتهم، إلا المتعبون، كما تعددت ألوان سياراتهم، وصار الحلم ملكًا لشقة فاخرة واستثمارًا لمخزون خمسة أعوام من الربح الناتج عن الكلام في الثورة، وسبقت راءُ الثورة واوَها فصارت ثروة لا ثورة، وتابع قائلًا: "يحدثونك عن سجناء العقرب وهم محتارون في أي منزه سيقضون عطلتهم الأسبوعية.. يحدثونكم عن المظالم وهم يتعثرون في مظالمهم فيركنونها جانب الحائط"، واختتم الصحفي الإخواني رسالته قائلًا: "أنا شخصيًا لا أصدق أي كأئن مصري في الخارج يتكلم عن الداخل وأتأمل هندامه ومفاتيح العربة والبيت وخاتمه الذهبي، وشخصيًا لا أتعاطف مع أسيادهم الذين في الزنازين كون أتباعهم قبضوا الثمن مثلما يسجن الأب لتنعم أسرته بالمال الحرام".
وبالتزامن مع محاولات القفز من سفينة "الإخوان" الغارقة، يتجدد عراك المكاسب والمناصب والمغانم بين جبهتي "إبراهيم منير ومحمود حسين" وبدأت جبهة "منير" في التلويح باستخدام فتوى "لا ولاية لأسير" في اعتبار المرشد العام للجماعة الإرهابية "محمد بديع" معزولًا وليس له صلاحية اتخاذ أي قرار يحسم النزاع الدائر بين الجبهتين، وبالتالي يجب الإسراع بالدعوة إلى انتخاب مرشد جديد للجماعة يتولى إدارة شئون التنظيم في صورته الجديدة.
وعلى صعيد متصل وفي فواصل التراشق باتهامات التخوين والعمالة بين حلفاء "الإخوان"، انتشرت رسائل متكررة بين الهاربين تحذر أعضاء جميع الكيانات في الداخل والخارج من التواصل مع الإرهابي "هيثم غنيم"، وأكد أحد الهاربين أن عددًا من المقبوض عليهم سقطوا في قبضة قوات الأمن المصرية بعد ساعات من حديثهم مع الأخ "هيثم" الذي يتواصل مع أهالي المحبوسين بادعاء تقديم المساعدة لهم.
وأخيرًا وليس آخرًا.. هل يدرك بعض المخدوعين أنهم كانوا جسرًا لعبور قيادات "الإخوان ونشطاء السبوبة" إلى خزائن الأموال والثروات وامتلاك السيارات والوحدات السكنية والجنسية الثانية في الدول الحاضنة للتنظيمات الإرهابية؟!.. وهل يستيقظ ضحايا "الإخوان" قبل فوات الأوان؟!
(رسائل وكلمات)
- قيادي إخواني من أعمدة جبهة "إبراهيم منير"، كتب عدة رسائل تدعو لدعم أحد المرشحين في انتخابات نقابة المحامين المصريين بادعاء أنه النقيب المناسب في المرحلة المقبلة.. فهل تعبِّر رسائل القيادي الإخواني عن رأي الجماعة؟.. وهل تعني هذه الرسالة أن جماعة "الإخوان" أصدرت تكليفات لتابعيها من المحامين بالتصويت لمرشح منافس للمحامي منتصر الزيات.. أم أن "الإخوان" لهم أهداف أخرى؟!
- بعد النجاح الكبير الذي حققته محافظة الوادي الجديد في الاعتماد على "الطاقة الشمسية" في تشغيل ديوان المحافظة وعدد من الوحدات المحلية والمساجد والمدارس وعدد من المشروعات التنموية.. لماذا لا يتكرر هذا النجاح في محافظات أخرى؟!
- الصادرات الزراعية المصرية خلال النصف الأول من العام 2022، بلغت حوالي 3 ملايين و759 ألفا و431 طنًا من المنتجات الزراعية، وحققت صادرات مصر من البطاطس رقما قياسيًا لأول مرة في تاريخها، حيث تجاوزت 816 ألف طن بأسواق الاتحاد الأوروبي والدول العربية والآسيوية بزيادة قدرها 200 ألف طن عن نفس الفترة من العام السابق.. وفي انتظار المزيد والمزيد من الإنجازات.