د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):
رأس الأفعى في إيران؛ ماذا يعني التجاوز على العراق وسوريا وباكستان؟
يقولون من أمِن العقاب أساء الأدب، ويبدو أن أفاعي السوء المتسلطة على الشعب الإيراني وشعوب ودول المنطقة تقوم بالدور الملقى على عاتقها كشرطي مُستهتر مُستخلف على المنطقة على أكمل وجه مستفيدة من التهاون التغاضي الدولي عن جرائمها وانتهاكاتها وفي بعض الأحيان تحظى بالدعم المالي والسياسي.. بعد عقود من هذا التغاضي والتهاون الدولي باتت تلك الأفاعي غير مكترثة بأحد لا بسيادة ولا قوانين ولا قيم ولا ضوابط فراحت تتمدد هنا وهناك وتلدغ القاصي والداني بمبرر أو بدوافع غريزية، وما شجعها على التمدد والغطرسة في الشرق الأوسط هو رهاب الأفاعي الذي يشكو منه أبناء المنطقة، وما أكثر ضحاياها في العراق والبحرين وباقي دول الخليج وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين وأفريقيا.
بعد تغير مسرح وخريطة الأحداث ومراكز القوى في المنطقة لصالح نظام ولاية الفقيه الأفعى الحاكمة في إيران وتمهيد هذا النظام لذلك في سنوات ما بعد انتهاء حرب تلك الأفاعي ضد العراق وخروجها من الحرب خاسرة وبقيت غريزة ونزعة الإنتقام من العراق قائمة حتى سنحت الفرصة ليس للانتقام من العراق فحسب بل وتدمير دولته وبنيته التحتية والهيمنة على المنطقة من خلال حكمه وقد وفر الغرب هذه الفرصة بعد تعاون الملالي معه في احتلال العراق وأُهدي العراق وهويته التاريخية لملالي السوء ليرسمه من جديد دستورا وقيادة وقوى مسلحة وأمن وإعلام وقضاء وبمباركة غربية.. والأهم من هذا كله هو تحول العراق إلى قاعدة عسكرية وأمنية للملالي يدير مخططاته وصراعاته انطلاقاً منها، وبات من الممكن استهداف خصوم الملالي من الأراضي العراقية دون تحمل نظامهم أدنى مسؤولية قانونية وسياسية تجاه ذلك الاستهداف، ويتوسع تتمدد الملالي وقواعدهم من العراق إلى اليمن وسوريا، وازدادت الرحلات السرية من طهران إلى دمشق وبيروت وأصبحت أكثر أمانا ويسراً خاصة تسيير قوافل المال والنفط والسلاح وتنقل القادة.
بعد خضوع العراق كليا لملالي طهران بقيت طاعة حكومة جمهورية العشيرة في أربيل بالعراق للملالي منقوصة وباتت هدفاً لولي الفقيه وجنوده سواء العراقيين منهم أو المقيمين في العراق أو في إيران، وبعد افتضاح أمر الملالي في غزة وللتغطية على سيناريو تفجيرات كرمان الذي قام به الملالي لسببين الأول التغطية على فضائح غزة والثاني من أجل قمع الانتفاضة الإيرانية المرتقب تأججها بالتزامن مع مشاهد مسرحية الانتخابات الاستعراضية القادمة خاصة وأن مدينة كرمان من المدن الرافضة كلياً للملالي وشرهم ومدينة تسمح لهم بالإدعاء لتعرضهم إلى هجمات إرهابية وأنهم مستهدفون ولإحباك السيناريو لابد من توجيه الاتهامات وبعض الصواريخ هنا وهناك على أربيل العراقية وسوريا وباكستان، والغريب في الأمر أنه تم اتهام داعش في هذه التفجيرات ثم يستهدفون جماعة على الأراضي الباكستانية لا علاقة لها بداعش، ويرفض الشعب الإيراني رواية داعش على الإطلاق بعد أن أدرك أن داعش وغيرها من المسميات ما هي إلا مسميات يتم استدعائها عند الحاجة لإلصاق تهمة بها أو إعلانها تحمل مسؤولية العمل الإرهابي دون أن ترى أو تسمع شيئا أو ترى آثاراً علماً بأن كبار قادة حرس الملالي قد اعترفوا بأنهم المؤسسين لداعش وهذه حقيقة.. نعم أسسوها وأهدوا لها مدينة الموصل ومليارات الدولارات ومعدات فرقة عسكرية قتالية بأكملها حتى مسدسات قادة الفرقة تُركت في المواقع لداعش كي تتمكن من تركيع المناطق السُنية المنتفضة في العراق، ووفق قاعدة (نخبطها ونشرب صافيها) أي نعكرها ثم تصفو وبالصبر نشرب صافيها.. وفق هذه القاعدة حدثت تفجيرات كرمان وقصف باكستان وسوريا وجمهورية العشيرة في أربيل العراقية.
وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.
د. محمد الموسوي / كاتب عراقي