قبل الانفجار ...الضالع ما بعد التحرير من يحكمها
زرت أسرة الشهيد البطل المهندس عبدالله الضالعي في بيته وهي المرة الثانية التي ازور فيها منزل الشهيد ،المرة الاولى اثناء الحرب بدعوة من الشهيد والمرة الثانية لتعزية اسرته باستشهاده والدهم ، زيارة استعدت فيها نقاشات طويلة كنت افتحها مع المهندس اهمها حينها توحيد الجهود في الجبهة وتوحيد القيادة العسكرية المتمثلة بعيدروس الزبيدي وشلال والمقاتلين السلفيين ،وكان المهندس عبدالله ابرز الأسماء التي لعبة دورا كبير في لملمة الصف وتوحيد الجهود حتى الاشراف والمشاركة في التخطيط لمعركة تحرير الضالع يوم الخامس والعشرين من مايو 2015م .
وخلال اللقاء الذي لم يستمر طويلا تحدثت مع نجلة وشقيقة المكلومين بوجع الفراق ..وللامانة ما تزال بصمات الحزن مرسومة على ملامحهم وبحت صوتهم تخلص حجم المعاناة و الفاجعة والفراغ الكبير الذي تركه الشهيد المغدور به بعد رحيله ..
لا جديد تحقق بشأن القبض على الجناه وماتزال أجهزة الأمن عاجزة عن تقديم أي تفسير للحادثة وملابساتها وبالأصح إدارة أمن الضالع لا تقوم بأي وظائف تذكر بسبب العجز التي وصلت إليه وقلة الامكانيات المتوفرة لديها وانعدام الكادر المؤهل لإدارة ملف كملف الأمن في الضالع .
بالمقابل استقواء واستعراض قوة للجماعات المسلحة الصاعدة بفضل الحرب وما راكمته من سلاح وذخيرة واسلحة متوسطة وثقيلة أقلها السلاح الشخصي وأضخمها الدبابات التي يمتلكها الكثير من الأشخاص الذين يتزعمون مجموعات مسلحة ويمارسون أعمال خارجة عن القانون تحددها طبيعة انتمائتهم وولائاتهم المختلفة ..هذه القوة قوضت أي دور لإدارة الأمن والسلطة المحلية على حساب الحضور القوي المجاميع المسلحة والتي يتزعمها شباب مقاتلين يعرفهم أبناء المدينة بالاسم ويسيطرون على أكثر من معسكر ومواقع مطلة على المدينة ومن خلالها يمارسون سلطاتهم بعيدا عن مبنى إدارة أمن الضالع حتى وصل الأمر بأحد قادة المجموعات بعمل سجن خاص به ويعمل على معاقبة المواطنين وفق ما يتماشى مع مصالحة ورغباته .
ثمة من يتحدث أن قتلة الشهيد معروفون بالاسم لكن الحاضنة القبلية التي يمتلكونها تفشل أي عملية لإدارة الأمن لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة والأخطر من هذا كله أن هناك تواصل خفي وعلاقات تجمع أكثر من شخص من المحسوب على إدارة الامن المستجدين بعناصر توجه إليهم اصابع الاتهام بالوقوف خلف هذه الجريمة التي هزت المدينة والتي تبشر بقادم أسود اذا لم يتادرك الوضع بأسرع وقت ممكن .
فيما يقف لواء 33 مدرع الذي يجند في صفوفه أثنى عشر ألف عسكري وهي قوة فاقت قوام القوة التي كان يمتلكها ضبعان نفسه أيام سيطرته على المدينة مع اختلاف بسيط في العتاد والخبرة هذا المحور الجديد الذي اعتمد رسميا من قبل الحكومة الشرعية يقف عاجزا عن القيام بأي مهام أمنية تساهم في تطبيع الحياة ، وتبرر قيادته أن توفير الأمن ليس من اختصاصها وان أي تدخل لتثبيت الأمن والاستقرار قد يدخلها في مشاكل لا نهاية لها ..
كما لا ننسى الإشارة إلى الأزمة والخلاف الحاد الذي يعصف بين قيادة معسكر 33 سابق والمحور حاليا الذي يقوده علي مقبل من جهة وقيادة السلطة المحلية من جهة أخرى ممثلة بالمحافظ فضل الجعدي ..والتي ألقت بظلالها على الكثير من المشاكل والتي عززت بشكل غير مباشر من حضور الجماعات المسلحة على حساب المؤسسة الأمنية والعسكرية ..
حل مشكلة الانفلات الأمني في الضالع والفوضى التي يتسبب بها زعماء العصابات الذين استغلوا الفراغ السلطوي والفراغ العسكري الذي خلفه غياب شلال وعيدروس في المدينة يبدأ بمعالجة حقيقة للملف الامني في المدينة وإعادة هيكلته وتغيير الكثير من قياداته التي لا تمتلك الجرة على حماية المدينة ولن أبالغ أن قلت حتى حماية أنفسهم والمحسوبين عليهم ،بالاظافة إلى تشكيل حزام أمني قوي بقيادة قوية وشجاعه تحظى بقبول شعبي وقبلي يؤهلها ويشرع لها اي خطوات امنية تحد من امتلاك الاشخاص للسلحلة الثقيلة مثل الدبابات كحد أدنى وأيضا استيعاب العشرات من الشباب الذين وقعوا ضحية للفراغ المؤسسي لاجهزة الدولة والأمن على وجه التحديد ما دفعهم للارتماء في احضان الجماعات الخارجة عن القانون .
كما لا يخفى على الجميع النشاط الخفي لتنظيم القاعدة في الضالع هذا النشاط مكنهم من استقطاب عشرات الشباب وحتى وان مايزال هذا التنظيم لا يحظى بأي بيئة حاضنة له لكنه استغل الكثير من الأسباب التي مرت بها المدينة ليسجل حضورا غير مسبوق بفضل الامكانيات التي يمتلكها وبفضلها أصبح اليوم أمرا واقعا في الضالع حتى وهذا التنظيم الناشئ في المدينة لم يقدم بشكل مباشر على القيام بأي عمليات أو أي انشطة لكن استمرار الوضع على ماهو عليه فإن سلطة الأمر الوقع قد تصبح في ليلة وضحاها امرا غير مستبعد على الإطلاق في ظل أكثر من سيناريو أسود يخيم على مستقبل المدينة الاكثر صمودا والاكثر تضحية على مستوى الجنوب .
الحل الآن بيد الحزام الامني الذي يتشكل حاليا بقيادة المقاوم البطل عبدالكريم الصولاني "أبو قاسم " والذي تعقد عليه الكثير من الامال في استعادة هيبة الدولة وتثبيت سبيل السلام في المدينة .
#ماجدالشعيبي