نظام مير محمدي يكتب لـ(اليوم الثامن):
المؤامرة الشريرة تحت عنوان حج البراءة!
قال خامنئي في لقاء مع مجموعة أسماها "وكلاء وحجاج ".
حجنا هذا العام هو "حج البراءة" حسب تعاليم سيدنا إبراهيم. وخاصة أن حج هذا العام هو حج البراءة (موقع خامنئي، 6 أيار/ مايو 2024).
خامنئي، الذي لم يحقق سوى فضيحة وخيانة الشعب الفلسطيني في خلق الأزمة والحرب في غزة، أعد خطة شريرة أخرى لکي يورط فيها دول أخرى في الشرق الأوسط، وخاصة المملكة العربية السعودية.
و"حج البراءة" ما هو إلا ذريعة للضغط على السعودية والاستفادة من هذا البلد الذي يتبع سياسة التطبيع مع إسرائيل في إطار خطة إبراهيم، فضلا عن سياسة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
فك رموز "حج البراءة"!
كشف منوچهر متكي، وزير الخارجية في حكومة محمود أحمدي نجاد من 2005 إلى 2010، عن نوايا خامنئي من وراء الكواليس لـ "حج البراءة" بشكل أكثر وضوحًا على ىشبکة تلفزيون النظام "الخبر" في نفس يوم خطاب خامنئي:
وأضاف "الحج هذا العام يختلف عن كل العقود الأربعة الماضية.. هذا العام سنشهد تغييرا جوهريا في مكة.. و يجب على السعودية في هذا العام عدم منع المسلمين من الغضب في أيام البراءة تحت أي ظرف من الظروف، يأتي الحجاج هذا العام إلى مكة لإقامة المقاومة السياسية والمدنية للمسلمين ضد جرائم الکيان الصهيوني. وهذا يعني أن المقاومة المسلحة لحماس والجهاد الإسلامي والمقاتلين الفلسطينيين ستجلب معهم جناحهم الثاني، وهو المقاومة السياسية والشعبية والمدنية لمسلمي العالم. (قناة الخبر الحكومية – 6 مايو 2024)
وقال في جزء آخر من كلمته:
"أنا على يقين أن إرادة حجاج بيت الله الحرام هذا العام ستتغلب على أية إرادة أخرى تحاول إعاقتهم وسيعلو صوتهم... إن حج هذا العام هو فرصة لمسلمي العالم لإظهار الصورة الحقيقية والصالحة للشعب الإيراني خلف الغبار الذي خلقه أعداؤنا على مر السنين، انظر... هذه مهمة تدويل الحركة والمقاومة الإسلامية"! (قناة الخبر الحكومية – 6 مايو 2024).
تذكر مذبحة مكة!
ومن يعرف اسلوب نظام ولاية الفقيه ونهجه المشبوه، يتذكر على الفور مجزرة مكة عندما يسمع كلمة "براءة". في ذلك الوقت، كانت شعارات مثل "الحج بلا براءة ليس حجا"، "كل حج في عيد الاضحى للبراءة"، هي الكلمات المتكررة من الباسيج وحراس النظام الذين تم إرسالهم إلى مكة وفق برنامج ومخطط محدد لإثارة الفوضى والأزمات.
في تلك الازمة المفتعلة والمذبحة التي جرت، كان ذلك نتاجاً لتأسيس الخميني للإساءة لاستخدام شعائر الحج بما يتوافق مع أهداف إرهابية في بلاد المسلمين. وفي 28 يوليو 1987، أرسل الخميني رسالة إلى حجاج مكة، كانت عبارة عن بطاقة خضراء لبدء أعمال الشغب في قبلة المسلمين. وبعد يوم واحد من هذه الرسالة، قال الحرسي محسن رضائي، قائد الحرس الثوري الإيراني آنذاك، ردًا على رسالة الخميني:
"إن الجيش الموالي لكم من الباسيجيين في كل بلاد الإسلام، من العراق ولبنان وأفغانستان إلى أفريقيا السوداء، قد شكّل نواة المقاومة، والشباب يندفعون بالحب والسرعة ضد الظلم"!
ومن الجدير بالذكر أنه دون علم بعض الزوار الإيرانيين، قام الحرس الثوري الإيراني بزرع قنابل ومتفجرات في حقائبهم لاستخدامها في أعمال الشغب هذه. ساهم عناصر الخميني، بخلق بخطة محددة، نجم على أثرها فوضى وصراعًا دمويًا غير مسبوق في 31 تموز (يوليو) 1987، أثناء مناسك الحج. أرادوا أن يتوجهوا إلى الكعبة من إحدى ساحات مكة ويمسكوا مكبر الصوت في المسجد الحرام ويهتفوا الموت لأمريكا والموت للدول الأخرى ويقرأوا بيانا. لكن الشرطة السعودية اكتشفت مؤامرتهم ونتيجة لذلك أدى ذلك إلى صراع بين الطرفين. وبحسب وكالات الأنباء، قُتل 402 شخصًا وأصيب 649 شخصًا في هذا الصراع، وكان من بين الجرحى 275 من القتلى و303 من الجرحى من الإيرانيين، و145 من السعودية و201 من الحجاج من دول مختلفة.
نقلت صحيفة نيويورك تايمز في 7 أغسطس 1987م عن حجاج مكة وكتبت:
"كان عملاء الخميني يحملون السكاكين والهراوات وجميع أنواع الأسلحة تحت ملابسهم، حتى القنابل، ويضربون الناس لإجبارهم على المشاركة في مظاهراتهم".
وبحسب أحد الشهود، تضيف الصحيفة المذكورة: "لقد كانوا عنيفين للغاية وكان عددهم کبير، ولم يتمكن أحد من التدخل في عملهم الهمجي". وقاموا بمضايقة المواطنين ثم حاصروا الشرطة وبعد نزع سلاحهم بدأوا بمطاردتهم".
والأمر الغريب جداً هو أن الخميني استقبل هذه المجزرة الفظيعة بسعادة غامرة ووصفها بـعبارات خاصة وجميلة:
"لو أرسلنا آلاف الدعاة ورجال الدين إلى جميع أنحاء العالم لتحديد الحدود الحقيقية بين الإسلام الحقيقي والإسلام الأمريكي، والفرق بين حكومة العدل وحكومة أتباعهم الذين يدعون أنهم يدعمون الإسلام، لما کنا نتمکن من أن نجعل الامر بهذا الجمال... وأيضا إذا أردنا أن نثبت للعالم الإسلامي أن حاملي مفاتيح الكعبة الحاليين لا يستحقون استضافة جنود الله وضيوفه، وليس أمامهم سوى تقديم الدعم لأمريكا إسرائيل وعرض مصالح بلادهم عليهم، لا يمكنهم فعل ذلك، ولم نتمکن من الاعراب عن موقفنا بهذا الشکل الجيد". (صحيفة الخميني ج ٢٠ ص ١٣٤)
ما هي ذريعة البراءة؟!
"البراءة من المشركين" في مناسك الحج هي إحدى ذرائع نظام ولاية الفقيه من أجل صرف إنتباه الناس عن الوضع المتفجر في المجتمع الإيراني. خامنئي، على رأس هرم السلطة، يدرك الوضع المتأزم لنظامه أكثر من أي شخص آخر، ولهذا السبب، فهو يستغل كل فرصة وكل احتمال لخلق أزمة خارج حدوده. الدماء التي تقطر من أجساد أهل غزة تأتي من أزمة خامنئي هذه.
مسؤولية المجتمع العالمي؟
والحقيقة هي أن النظام الحاكم في إيران يعمل على تأجيج نيران الحرب في المنطقة وخلق الأزمات وإرسال الأبرياء إلى الموت لتجنب الإطاحة به.
وطالما أن رأس الأفعى في طهران، فلن يخرج العالم من مأزق الحرب والأزمات. الحل هو إسقاط نظام طهران على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وهذا المجلس هو المدافع عن جمهورية ديمقراطية تقوم على الانتخابات الحرة والفصل بين الدين والحكومة والمساواة بين الرجل والمرأة وإلغاء عقوبة الإعدام والتعايش السلمي مع جميع الدول.
ومن المصلحة الإقليمية والعالمية الاعتراف بنضال الشعب ومقاومة إيران ضد الاستبداد الديني الحاكم. لقد حان الوقت لأن تقف جميع الحكومات إلى جانب الشعب الإيراني ومقاومته، وأن تقف على الجانب الصحيح من التاريخ لإرساء الأمن والسلام والديمقراطية.