هاني مسهوريكتب:
حتى لا تكون بيروت عدن أخرى
تعيش العاصمة اللبنانية لحظة مشابهة لتلك اللحظة التي عرفتها عدن في يوليو 2015، كان تحرير المدينة الجنوبية من مليشيات وحلفيهم الرئيس علي عبدالله صالح فرصة تاريخية لتحويل الأنتصار العسكري الحاسم إلى منتج سياسي بمنح الجنوبيين حقهم السياسي الذي خاضوا من أجله حرب عاصفة الحزم وأنجزوا مع التحالف العربي مهمة وقف التمدد الإيراني والسيطرة على باب المندب الإستراتيجي.
تحت مبررات غير مفهومة وغير مبررة تم تضييع المكسب العسكري والسياسي بالتحالف مع جماعة الإخوان الذين هم بدورهم متوافقين مع الحوثيين والإيرانيين على وحدة اليمن وأن تبقى السلطة المركزية في صنعاء.
التقديرات الخاطئة قادت لنتائج كارثية فلقد تحكمت جماعة الحوثي بكل القدرات في شمال اليمن ومع التفريط السياسي بالإضافة إلى "الأهمال الإستراتيجي" تمكن الحوثيين من أن يمتلكوا الصواريخ بعيدة المدى وأظهروا من بعد هجوم حماس الإرهابي في 7 اكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل قدرات عسكرية أكبر بكثير من كل التقديرات.
حوّلت جماعة الحوثي البحر الأحمر لمنطقة حرب مشتعلة ومارست كل أنواع الإرهاب ضد السفن التجارية وأصابت التجارة الدولية بأزمة مالية بتأثر طرق سلاسل الأمداد، أزمة الحوثي الحالية لم يكن لتكون لو أستثمرت لحظة تحرير عدن سياسياً وهذا ما على اللبنانيين الأنتباه له تماماً.
لبنان أمام فرصة مواتية لأستعادة دولته الوطنية التي نشأت في 1943، لبنان القائم على التنوع بكل أطيافه هو القادر اليوم أن يكون حاضراً فعملياً حزب الله ميت سريرياً وأن لم يمت ستطلق عليه إسرائيل رصاصة الرحمة وتنهي حياته نهائياً، ومع كل التقديرات يبقى أمام الموارنة دون أحد غيرهم الأمساك بزمام المبادرة السياسية وجمع الكل لتنفيذ القرار 1701 ونزع ما تبقى من سلاح حزب الله وبسط سلطة الجيش على كل التراب اللبناني.
عدن تحملت عشرة أعوام حتى تصل إلى مجلس الأمن الدولي لتقول كلمتها بعد ثلاثين عاماً كامة من الأحتلال والإرهاب والتكفير والتفجير، لا يجب على اللبنانيين الإصغاء لغير صوت الحكمة من انفسهم ويقرروا بأيدهم تقرير مصيرهم وسيجدوا بعدها من العرب الذين سيمدون يديهم لإعمار قلوبهم قبل بيوتهم بدون منّة ولا أذى.