ضياء قدور يكتب لـ(اليوم الثامن):
إيرانيون في أوروبا يتظاهرون في 8 فبراير دعمًا لانتفاضة الشعب ضد القمع
في وقت تتصاعد فيه الاحتجاجات في إيران ضد النظام الحاكم بسبب القمع الاقتصادي والاجتماعي المستمر، يواصل الإيرانيون في مختلف أنحاء العالم دعمهم لاحتجاجات الشعب الإيراني. في هذا السياق، دعت منظمات إيرانية في جميع أنحاء أوروبا إلى تظاهرة ضخمة في باريس يوم 8 فبراير 2025، تأكيدًا على تضامنهم مع احتجاجات الإيرانيين في الداخل.
الاحتجاجات التي اندلعت في 27 يناير 2025 في عدة مدن إيرانية، أظهرت تزايد الاستياء الشعبي من سوء الإدارة الاقتصادية والفساد المنهجي. حيث احتشد المتقاعدون من شركة الاتصالات الإيرانية (TCI) في مختلف مدن مثل زنجان، الأهواز، سنندج، وتبريز، مطالبين بزيادة المعاشات التقاعدية وتحسين ظروف حياتهم المعيشية. كما أظهروا احتجاجاتهم ضد المديرين الفاسدين الذين يساهمون في تدهور أوضاعهم الاقتصادية. وبجانب المتقاعدين، انضم المزارعون من خراسان وزاهدان وسائقو الشاحنات في الأهواز وبوشهر إلى موجة الاحتجاجات، مطالبين بحقوقهم الأساسية مثل مياه الري والأجور العادلة.
ومع استمرار تدهور الأوضاع في إيران، فإن الإيرانيين في الخارج لن يقفوا مكتوفي الأيدي. من أجل دعم مطالب الشعب الإيراني، سيجتمع الإيرانيون من مختلف أنحاء أوروبا في 8 فبراير 2025 في باريس، ليؤكدوا على أن نضال الشعب الإيراني ضد القمع والفساد هو نضال عالمي. هذه التظاهرة تأتي في وقت حرج، حيث يواجه الإيرانيون ظروفًا اقتصادية قاسية تتمثل في انخفاض الأجور، التضخم المرتفع، والفقر المدقع. المتظاهرون في باريس سيركزون على تعزيز الضغط الدولي على النظام الإيراني، من أجل تحقيق التغيير ورفع الظلم عن الشعب الإيراني.
أسباب التظاهرة في باريس
تأتي تظاهرة 8 فبراير في باريس لتكون بمثابة صرخة تضامنية من الإيرانيين في الخارج مع من يقاومون القمع داخل إيران. مع تزايد عدد الاحتجاجات في المدن الإيرانية مثل طهران وأصفهان والأهواز، يدرك الإيرانيون في الخارج أن الوقت قد حان لإظهار دعمهم القوي والموحد لهذه الاحتجاجات.
المتظاهرون في باريس سيطالبون بوقف الفساد المستشري في حكومة إيران، والضغط على المجتمع الدولي لفرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين الذين يقمعون الشعب ويمارسون الظلم. هم أيضًا سيطالبون بفتح قنوات حوار دولية من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية، وتوفير حقوق المواطنين الإيرانيين في العمل والتعليم والسكن.
رسالة واحدة: دعم نضال الشعب الإيراني
سيتجمع الإيرانيون من جميع أنحاء أوروبا في باريس في 8 فبراير 2025، متحدين وراء هدف واحد: دعم نضال الشعب الإيراني ضد السياسات القمعية للنظام الإيراني. هذه التظاهرة تمثل فرصة هامة لتوجيه رسالة قوية إلى المجتمع الدولي، مفادها أن الشعب الإيراني لا يقف وحيدًا في معركته ضد الظلم. إن الإيرانيين في الخارج يرفضون سياسة القمع والفساد، ويطالبون بتحقيق العدالة وحقوق الإنسان في إيران.
الاحتجاجات في إيران تتصاعد بشكل يومي، مع تزايد المطالبات بتحسين أوضاع المعاشات التقاعدية، معالجة التمييز في العمل، وتوفير فرص العمل العادلة لجميع المواطنين. الإيرانيون في الخارج يدركون جيدًا أن نجاح هذه الاحتجاجات يعتمد على الدعم الدولي، ويأملون أن تساهم التظاهرة في باريس في تسليط الضوء على معاناة الشعب الإيراني في وجه نظام غير قادر على تلبية احتياجاته الأساسية.
التضامن الدولي وضرورة التحرك
إن تظاهرة 8 فبراير في باريس هي بمثابة خطوة أخرى نحو تضامن أكبر بين الإيرانيين في الداخل والخارج. فهي لا تقتصر على دعم الاحتجاجات في إيران، بل تهدف إلى التأكيد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي للضغط على الحكومة الإيرانية من أجل التغيير. خلال هذه التظاهرة، سيركز الإيرانيون على أهمية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، وعلى ضرورة تحقيق العدالة والمساواة في جميع جوانب الحياة.
الاحتجاجات في إيران تمثل نقطة تحول هامة في تاريخ البلاد، ويجب على العالم أن يقف إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله من أجل مستقبل أفضل.