بركات عوجان يكتب لـ(اليوم الثامن):
الأردن ودول عربية في مرمى التدخلات الإيرانية
في مؤتمر استضافته المقاومة الإيرانية بمناسبة شهر رمضان المبارك، تكريمًا لذكرى الصديق الكبير للمقاومة السيد أحمد غزالي، وبحضور السيدة مريم رجوي وعائلة الفقيد، إلى جانب شخصيات بارزة من العالمين العربي والإسلامي، ألقى الدكتور بركات عوجان، وزير الثقافة الأردني السابق، كلمة مؤثرة تناول فيها الدور التخريبي لنظام الملالي في المنطقة، محذرًا من أن الفتنة والتحريض يشكلان الهدف الأساسي لهذا النظام في العالم الإسلامي.
وأشار الدكتور عوجان إلى أن إيران، رغم تاريخها العريق وثرواتها الطبيعية الهائلة، تعيش اليوم حالة من الفقر والبطالة والتهميش بسبب السياسات العدوانية للنظام الحاكم، الذي لا يهتم بمصلحة شعبه بل يسعى إلى تصدير أزماته عبر تأجيج الصراعات وزعزعة استقرار المنطقة. وأوضح أن الشعب الإيراني يعاني تحت وطأة هذا النظام القمعي، حيث يقابل أي صوت معارض بالقمع والاعتقال، بينما تستمر طهران في إنفاق ثروات البلاد على الميليشيات المسلحة والتدخل في شؤون الدول المجاورة، بدلًا من تحسين أوضاع مواطنيها.
وأكد أن الأردن، مثل العديد من دول المنطقة، لم يسلم من شرور هذا النظام، حيث استُخدم نظام الأسد، الحليف الرئيسي لطهران، كأداة لتهريب المخدرات إلى الأراضي الأردنية بهدف زعزعة استقرار البلاد وإضعاف بنيتها الاجتماعية. كما أشار إلى أن هذه السياسات لا تستهدف الأردن فحسب، بل تشمل العديد من الدول العربية التي تواجه خطر التدخلات الإيرانية المباشرة وغير المباشرة.
وفي كلمته، شدد الوزير الأردني السابق على أن أكبر مخاوف النظام الإيراني ليست العقوبات الدولية أو الضغوط الخارجية، بل الانتفاضات الشعبية داخل إيران نفسها. وأضاف أن الملالي يشعرون برعب شديد من الحراك الشعبي الذي تقوده المقاومة الإيرانية ومظلتها السياسية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، لأن هذه المقاومة تمثل البديل الديمقراطي الذي يسعى الشعب الإيراني لتحقيقه. وأكد أن هذا الحراك يزداد قوة يومًا بعد يوم، مدفوعًا برفض الإيرانيين لسياسات النظام القمعية، وتطلعهم إلى الحرية والعدالة والديمقراطية.
كما أشاد بالدور الذي تلعبه السيدة مريم رجوي في قيادة هذا النضال، حيث قدمت رؤية واضحة لمستقبل إيران من خلال برنامجها المكون من عشرة بنود، الذي يضمن العدالة والمساواة وحقوق الإنسان. وأكد أن المقاومة الإيرانية ليست مجرد حركة معارضة، بل تمثل الأمل الحقيقي لشعب إيران وللمنطقة بأسرها في التخلص من نظام نشر الإرهاب والاضطراب لعقود طويلة.
وختم الدكتور عوجان كلمته بالتأكيد على أن سقوط نظام الملالي لن يكون مجرد انتصار للشعب الإيراني فحسب، بل سيشكل نقطة تحول حاسمة لاستقرار المنطقة بأكملها. وأضاف أن نهاية هذا النظام تعني القضاء على سياسات الفتنة والتفرقة، وفتح الباب أمام عهد جديد من السلام والتعاون بين شعوب الشرق الأوسط. ودعا المجتمع الدولي إلى دعم المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني في نضالهما المشروع من أجل الحرية، مشددًا على أن المعركة ضد الملالي ليست قضية إيرانية فحسب، بل هي معركة تخص العالم الإسلامي بأسره.