رئيس التحرير يكتب:
مكاسب المقاومة الوطنية اليمنية
منذ اندلاع الحرب عام 2015، ظلّت طرق التهريب مفتوحة عبر موانئ المهرة ووادي حضرموت وصولًا إلى مأرب، المعقل الرئيس لجماعة الإخوان المسلمين. غير أنّ المقاومة الوطنية برزت مؤخرًا في ميناء المخا كقوة مختلفة، بعدما أظهرت قدرات عالية على رصد وضبط شحنات أسلحة ومتفجرات إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين.
مؤخراً استعرض قائد المقاومة الوطنية العميد طارق صالح أمام وزير الدفاع نماذج من شحنة الأسلحة الضخمة (750 طنًا) التي تمكنت البحرية والاستخبارات التابعة للمقاومة من ضبطها. وقد تنوعت المضبوطات بين منظومات صاروخية بمختلف المديات، وطائرات مسيّرة، وأجهزة تجسس ورصد، وذخائر متنوعة، ومعدات عسكرية أخرى.
هذا الإنجاز، وما حظي به من اهتمام إقليمي ودولي، يؤكد جدّية المقاومة الوطنية في إعادة تصويب بوصلة الحرب اليمنية ضد الحوثيين الموالين لإيران، خصوصًا في ظل الجمود الذي أصاب الجبهات منذ لقاء ظهران الجنوب في السعودية عام 2016، باستثناء بعض المناوشات. فقبل ذلك، كانت القوات الجنوبية وتحالفاتها في تهامة قد حققت مكاسب نوعية، بينما تعرضت القوات المحسوبة على "الشرعية" لانهيارات متكررة، كان أبرزها امتناعها عن مساندة قوات المؤتمر الشعبي العام في معركة الثاني من ديسمبر 2017.
لقد اكتسبت المقاومة الوطنية ثقة محلية وإقليمية ودولية، وبات يُعوَّل عليها في مرحلة ما بعد استعادة صنعاء من قبضة الحوثيين. ويبدو أنّ هذه المعركة –حين تندلع– ستكون سريعة الحسم، دقيقة في أهدافها، ومخالفة لكل التوقعات.
ويظل واضحًا أن الحظر المفروض على "الجيش الوطني" في مأرب ليس بلا مبرر، بل يعكس خشية حقيقية من أن تُسلَّم العاصمة لجماعة الإخوان المسلمين، التي تمثل الوجه الآخر لجماعة الحوثيين -الإسلام السياسي بشقّيها السني والشيعي-.
من هنا، تبرز المقاومة الوطنية اليمنية كخيار بديل أكثر واقعية، يحظى بحاضنة شعبية، ويملك دافعًا ثأريًا مع الحوثيين الذين قتلوا الرئيس السابق علي عبدالله صالح في أحداث ديسمبر 2017.