نظام مير محمدي يكتب لـ(اليوم الثامن):

احتجاج أمام الأمم المتحدة: حضور ممثل النظام إهانة للضمير العالمي!

يعلم النظام الإيراني جيدا بأنه قد أصبح يسير في طريق ذو إتجاه واحد ولا يوجد هناك من مفترقات أو طرق جانبية لکي يغير من مساره والاهم من ذلك إنه متيقن من إن نهاية هذه الطريق إذا لم يتدارك نفسه هي هاوية سحيقة والتدارك لا يعني إنه سوف يغير من مصيره حيث يحول دون سقوطه في الهاوية، بل وحتى إنه يمهد لکي يلاقي نفس المصير ولکن بشکل آخر!

من الواضح إن أکثر ما يمکن أن يوضح خطورة وحساسية الوضع الحرج السائد في إيران من جراء التطورات الجارية بعد التهديد بتفعيل آلية الزناد وحتى إن معظم المٶشرات تٶکد على ذلك، هو حالة التخبط والتناقض في التصريحات والمواقف الصادرة من داخل النظام والتي تعتبر إنعکاسا لحالة غير مسبوقة من التوتر والقلق السائد فيه.

في الوقت الذي يطالب فيه 71 نائبا إيرانيا يطالبون بتطوير قنبلة نووية، وتغيير عقيدة الدفاع، وإرتفاع الاصوات التي تطالب بترك طاولة التفاوض والانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، فإنه وتزامنا مع ذلك يٶکد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الدبلوماسية قادرة على حل النزاع النووي مع الغرب إذا ما توفرت الإرادة السياسية، مشددا على إنه"حان الوقت أمام الدول الغربية للاختيار بين التعاون والبناء المشترك أو الاستمرار في نهج المواجهة"، في وقت يبدو واضحا بأن الکرة في ساحة النظام وإنه هو من يمکن أن يحدد خيار التعاون أو المواجهة من خلال موقف واضح وصريح ليس في إلتباس أو غموض أو کذب وخداع.

وفي الواقع، هناك حقيقة مهمة جدا وهي واضحة للعيان، وهي إن النظام الإيراني وعلى الاغلب لم يعد مقبولا ومرحب به ليس في إيران بل وفي المنطقة والعالم ويعلم النظام جيدا بأن الجميع يرحبون بالتغيير في إيران غير إن الاکثر سوءا بالنسبة للنظام هو إنه زعم النظام بأن إنهياره وسقوطه من شأنه أن يتسبب بفراغ أمني في إيران ينعکس سلبا على المنطقة والعالم، وهو زعم لم يعد له من أهمية ولاسيما بعد سقوط نظام بشار الأسد وعدم حدوث أي فراغ أمني ينعکس سلبا على الاوضاع في المنطقة بل وحتى إن عددا کبيرا من السوريين قد عادوا لبلدهم وهناك أعدادا أخرى ترغب في العودة.

من دون شك، إن المعادلة التي صورها النظام لإيران والمنطقة بعد سقوطه، لم تعد تلفت الانظار إليها بل إن الذي يلفت النظر هو إن تغيير دور وتأثير النظام الإيراني في بلدان المنطقة هو الذي سيجلب الامن والاستقرار والسلام والدليل على ذلك سوريا ولبنان، ومن هنا، فإن النظام الإيراني ليس يواجه وضعا صعبا أو حرجا يمکنه تجاوزه وتخطيه، بل إنه يواجه خطرا وتهديدا وجوديا فهو مهدد بسقوط صارت ملامحه تتوضح يوما بعد يوم. 

من الجدير بالذكر أن مظاهرة الإيرانيين من أنصار المقاومة الإيرانية، والتي نُظمت يوم الأربعاء 23 سبتمبر أمام مقر الأمم المتحدة، قد سلطت الضوء على هذه النقاط بالتحديد. كما أكد جميع المتحدثين المشاركين في المظاهرة، بمن فيهم السيدة ليندا تشافيز، المديرة السابقة للعلاقات العامة بالبيت الأبيض، والسفيرة السيدة كارلا ساندز، السفيرة الأمريكية السابقة في الدنمارك، على هذه النقاط.

وفي رسالة لها إلى المتظاهرين، قالت السيدة مريم رجوي:

"من باريس وروما وبروكسل إلى نيويورك، حيث تجمعتم اليوم من مختلف الولايات الأمريكية، إن صوت الجميع واحد؛ إنه نفس صوت أهالي طهران ومشهد والأهواز وتبريز وزاهدان وكرمان وكردستان وجميع أنحاء إيران، وكذلك صوت السجناء في السجون..."

"... إن أمتنا اليوم، معكم ومن خلالكم أمام الأمم المتحدة، تخاطب العالم بأسره، شعوباً ودولاً، لتقول: إننا أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق هذا المطلب المشروع!"

"... وبوجودكم القوي أمام مقر الأمم المتحدة، يرى العالم أنكم تمثلون الشعب الإيراني؛ أنتم صوت الشعب الإيراني، وليس رئيس ولي الفقيه الذي أعدم 1817 شخصاً في 14 شهراً من رئاسته حتى يوم أمس.

من حقنا أن نتساءل: ماذا يفعل هنا مبعوث نظام معاد للبشرية؟" 

وفي جزء آخر من رسالتها، قالت السيدة رجوي:

"ألم يأت الوقت للاعتراف بنضال ومقاومة وانتفاضة الشعب الإيراني من أجل تغيير هذا النظام وفقاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ لقد أدان المجتمع الدولي الديكتاتورية الدينية في إيران 71 مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وهيئات الأمم المتحدة الأخرى، بسبب عمليات الإعدام والتعذيب والانتهاكات المنهجية والخطيرة لحقوق الإنسان". 

"مطلبنا هو: يجب عدم تسليم مقعد الشعب الإيراني في الأمم المتحدة لنظام الإعدام والمجازر؛

يجب إحالة ملف الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛

يجب محاكمة خامنئي والمسؤولين عن هذه الجرائم أمام محكمة دولية!"